رد: الملف الصحفي للتربية ليوم الثلاثاء24__ 10
الرياض :الثلاثاء 24 شوال 1430هـ - العدد 15086
هل وزارة التربية والتعليم مستعدة حقاً للعام الجديد؟
ناصر الحجيلان
يبدأ هذا العام الدراسي بشكل مختلف عن الأعوام السابقة بسبب التهديد المتوقّع لمرض أنفلونزا الخنازير للطلاب، مما يضيف إلى وزارة التربية والتعليم مهمّة جديدة تتعلّق بالرعاية الصحية للطلاب . وهي مهمة ليست سهلة ليس لكونها جديدة فحسب، بل للحاجة الملحة لطاقم مؤهّل ومدرّب للقيام بهذا العمل على الوجه الأكمل . ويمكن الشعور بهذا العبء إذا تذكّرنا التقصير المعهود للوزارة -في فتراتها السابقة- عن الاستعداد العادي للدراسة؛ فكانت المدارس تواجه مشكلات كثيرة ومتراكمة مثل وجود ترميم للمباني لم ينجز، أو صيانة لم تكتمل، ويوجد أحياناً عجز في المعلمين والمعلمات أو تأخير للكتب والمقررات، علاوة على ضعف مستوى النظافة والتنظيم . وجرت العادة أن تبدأ الدراسة كيفما اتفق وتستمر، وبمرور الوقت تأخذ بعض تلك المشكلات طريقها إلى الحل تدريجياً، وفي بعض الحالات لا تجد حلاً أبداً . وقد أعلنت الوزارة -هذا العام- عن اكتمال الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي الجديد، واستبشر الناس بهذا الإعلان لأنهم يتوقّعون أنه إعلان عن عمل حقيقي مكتمل في جميع المدارس سواء كانت الحكومية أو الأهلية أو تلك التي في مبانٍ حكومية أو المستأجرة . وبدأت الدراسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية مطلع هذا الأسبوع، وأصبحت استعدادات الوزارة على المحك . ولو أخذنا مثالا لهذه الاستعدادات من مدارس تحظى بالعناية في العاصمة الرياض، فسنجد أن معظم تلك الجهود تبرز في كلمات تلقى أمام الطلاب عن مرض أنفلونزا الخنازير ولوحات معلقة هنا وهناك . والحقيقة أن جهود الوزارة من خلال لجانها أصبحت أفكاراً مكتوبة على الورق بعد أن تحوّلت –وفق الطريقة التقليدية- إلى تعاميم أرسلت إلى المدارس ولم تجد الترجمة العملية من بعض مديري ومديرات المدارس ممن يقع على عاتقهم الكثير من المسؤولية . فقد راح كل مدير مدرسة يجتهد في عمل أي شيء بجهود فردية وبإمكانات محدودة؛ ولم تجد بعض مديرات المدارس بداً من استجداء أولياء الأمور للمساهمة في شراء المطهرات أو الكمامات، والبعض كلّف المعلمات (غير المدربات) بقياس حرارة الطالبات كل صباح، وتكليف الطلاب والطالبات بتنظيف الطاولات والأبواب والممرات . ومع أول يوم، بدأ أولياء الأمور والطلاب بملاحظة الفرق في الاستعدادات بين المدارس ذات المباني الحكومية وتلك المستأجرة؛ فالمباني الحكومية في الغالب ذات مساحة أكبر تساعد على فصل الطلاب وتوزيع فترات فسحتهم، بينما تعاني المدارس المستأجرة من ضيق المكان وكثرة الطلاب؛ وهذا إن تزامن مع قلة التهوية بسبب عطل في نظام التهوية أو سوء في توزيعه فإن هذا سيخلق بيئة لنشر الفيروسات . وسبق أن سمعنا أن الوزارة درّبت معلمين ومعلمات لمواجهة المرض، ولكن يبقى التساؤل عن ماهية هذا التدريب ومستواه وما تعرض له كل معلم ومعلمة، وعن جدواه إن لم يتزامن مع توفير جميع الإمكانات المادية للمدرسة؟ وإذا علمنا أننا أمام مشكلة خطيرة مثل مرض أنفلونزا الخنازير التي يمكن أن تجتاح المدارس بسبب سهولة انتقال العدوى، وربما تجلب أضراراً فادحة بسبب صغر سن الأطفال وضعف مقاومتهم للمرض، فإن الاستعداد لهذا الطارئ يغدو من الواجبات . ومن المهم في مثل هذه الحال الخروج من الصندوق التقليدي للأفكار ووضع خطة عملية ناجحة تطبق في المدارس . فعلى سبيل المثال، كان بإمكان الوزارة إبرام عقود مع شركات نظافة صحيّة (من الداخل أو من الخارج)، للقيام بمهام النظافة والتطهير لكل أجزاء المدرسة بأدوات وأجهزة متطورة؛ على أن تنفذ ذلك بدقة عالية وبسرعة ومهارة ثلاث مرات في اليوم: قبل بدء الدوام، وأثناء الفسحة، وبعد خروج الطلاب . ويكون هناك فريق طبي متواجد في كل مدرسة للقيام بالفحص على الطلاب والتعامل مع الحالات بطريقة صحيحة بدلا من رمي كل شيء على المعلم والمعلمة المرهقين أصلا بأعباء إدارية بخلاف مهامهم التدريسية . وفي الوقت نفسه، تزوّد الفصول الدراسية والممرات بمطهّرات مثبتة في مواقع متعدّدة يدرّب الطلاب على استخدامها . ويستفيد المعلمون والطلاب من الإرشادات التي ينفذها الفريق الطبي في المدرسة، ولهذا فإنهم يتعلمون بثقة كيف يحمون أنفسهم، ويجدون دافعاً للتعلّم والراحة في المحيط المدرسي لأنهم يشعرون أنهم في أيدٍ أمينة وتحت رعاية صحية دائمة . وإذا كانت الدراسة في المرحلة الابتدائية ستبدأ مطلع الأسبوع القادم، فثمة خشية أن تكون الاستعدادات في هذه المرحلة التعليمية الحساسة شبيهة بسابقاتها، ويترك للأطفال الصغار مهام التعامل مع المطهرات والمواد الكيميائية الخطرة لتنظيف الطاولات والأبواب والممرات وتعقيم ماحولهم!
الرياض :الثلاثاء 24 شوال 1430هـ - العدد 15086
بعد البنزين نتجه لاستيراد معلمين ومعلمات
راشد محمد الفوزان
بعد مقالتي التي كتبتها بهذه الزاوية "السعودية تستورد البنزين" وعلى حلقتين في شهر أبريل المنتهي يومي الأول والخامس منه , كانت ردود الفعل بين مصدق ومكذب والأغلب طبقا لما وصلني من خلال جوال الجريدة أو اتصالات مباشرة أو ردود القراء أن لا أحد يصدق , ولسبب بسيط جدا أن بباطن الأرض لدينا ما يقارب 270 مليار برميل نفط قابل للزيادة لا النقص , وحتى هذا اليوم من شهر أكتوبر لم يصل أي توضيح أو تعقيب لأنها حقيقة واقعة , والآن نقرأ أن شركة بترو رابغ بالساحل الغربي من المملكة بدأت تنتج البنزين وأن إنتاجها خفض الاستيراد من البنزين بمقدار 25 ألف برميل يوميا , ولازلنا حتى اليوم نستورد البنزين , والأغرب أننا لم نبدأ نستورد المياه رغم الشح الهائل والنقص الكبير والجفاف الذي بدأ يلامس ويصل للكثير من الهجر والمدن حتى منطقة الباحة مدينة الأمطار والجبال تعاني شح المياه , أين السدود؟ . هذا جانب , والجانب الآخر أنني تفاجأت من شح المعلمين والمعلمات بالمدارس , نعم هذه حقيقة , رغم أن عشرات الآلاف من المعلمين والمعلمات يبحث عن فرص عمل خاصة المرأة , مررت بقصة مدارس قريبة مني أن مديرة المدرسة ترفض قبول طالبات للصف الثانوي علمي , هل تعلمون ما هو السبب؟ نقص معلمات , فهذه المديرة كما روى لي واسم المدرسة معروف وغيرها كثير لا شك بطول المملكة وعرضها , أن المشكلة نقص معلمة "الرياضيات" فلا يوجد بهذه المدرسة بكاملها إلا مدرسة واحدة للقسم العلمي؟ والمديرة كما تقول إنها طالبت واشتكت ووصلت لدرجة أن المديرة ترد الطالبات , ووصل عدد من بالصف 45 طالبة وقابل للزيادة لكي نصل 50 و50 طالبة بصف واحد , وسنسجل بكتاب " جينس العالمي " بعدد الطلاب والطالبت بمدارسنا , والوزارة تشدد بنفس الوقت لكي تكافح أنفلونزا الخنازير أن يكون عدد طلاب وطالبات الصف 25 طالباً وطالبة وكرر ذلك كل الأطباء والمراقبين الصحيين؟ هل هؤلاء والوزارة لا يعملون عن مدارسنا شيئاً؟ هل هم يزورون المدارس, ألا يعلم هؤلاء أن المدارس تعاني من تكدس طلاب وطالبات وفصول 40 و 45 طالبة هو الغالب . لماذا تعاني المدراس نقصاً معلمات ومعلمين ونحن نعاني بطالة , أين التخطيط ؟ أين الأستراتيجية ؟ أين حقوق الطالبات والطلاب أن يجبر على قسم أدبي لا يريده ؟ مديرو ومديرات المدراس وأستطيع أن اضع اسماء مدراس طلاب وطالبات , ولكن لن اخصص مدرسة بذاتها , ولكن هي مشكلة عامة بكل المملكة , هل رأيتم المدرسة بجازان ؟ أين مليارات الريالات من بناء مدراس حقيقة لا دور سكنية لا تستوعب إلا عائلة من 6 أو 8 أشخاص . وزارة التربية والتعليم لديها أكبر كادر موظفين ووكلاء وفروع وصرف وضخ مالي , 80% من ميزانياتها رواتب لا بناء واستثمار , هل يعقل أن المملكة العربية السعودية التي بنت بقيادة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظة الله - جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بقيمة 10 مليارات ريالات لا تستطيع أن توفر معلمات ومعلمين وصفوف علمية لا تكديس وحشر للطلاب والطالبات وكسر طموحاتهم ومستقبلهم , ولن اتحدث الآن عن هموم أخرى لا تنتهي من أداء والوزارة نفسها والمعلمين والمعلمات , وضعف هيبة الوزارة أمامهم والتسيب الهائل لدى المعلمين والمعلمات ولا أعمم بالطبع , ولكن ما اسمع وأرى ويصل حقيقة مؤلم لأننا نضخ سنويا أكثر من مائة مليار في التعليم وتسمع أن لا كرسي بمرحلة ابتدائية أو متوسطة أو ثانوية إلا بأسلوب حشر وتكديس لهم .
|