[صقر قريش]

ساتورب» تدفع أكثر من 12 مليار دولار لبناء مصفاة الجبيل

شركات أمريكية وصينية وفرنسية تتنافس لحفر حقل الغوار بـ 500 مليون دولار
أحمد العبكي من الدمام
أوضح لـ «الاقتصادية» مصدر رفيع في شركة أرامكو السعودية، أن الشركة تحدثت مع شركات عالمية لإدارة أعمال الحفر في حقل غوار، الأكثر أهمية وإنتاجا في تاريخ صناعة الزيت في العالم.
وبين المصدر ذاته، أن منح الشركة إدارة الحقل بالكامل لشركة واحدة يهدف إلى محاولاتها خفض تكاليف المشروع، مشيرا إلى إن «أرامكو» تحدثت مع شركات أمريكية وفرنسية وصينية في هذا الشأن، فيما قالت مصادر في شركات الخدمات النفطية إن شركة أرامكو السعودية تعتزم ترسية عقد متكامل لأعمال الحفر قيمته 500 مليون دولار في حقل غوار الجنوبي في محاولة لخفض التكاليف.
وقال مصدر قريب من عملية العروض»يرغبون في قيام شركة واحدة بتوفير الحفارات والخدمات، الهدف هو خفض التكاليف».
وأشارت المصادر إلى أن من المتوقع أن ترسي «أرامكو» العقد بحلول منتصف تشرين الثاني (نوفمبر).
وتقدمت شركات «يبكر هيوز وسينوبك» و»شلمبرجير» و»هاليبرتون» و»ويذرفورد» بعروض لتنفيذ تلك الأعمال.
وقال المصدر «تعمل حفارات «أرامكو» هناك، «أرامكو» ترغب الآن في منح المشروع بأكمله إلى شركة خدمات تقوم بتوفير الحفارات وتنفيذ الأعمال الهندسية». ومن شأن المشروع المتكامل الذي سيستغرق خمسة أعوام أن يسمح لشركات تقديم الخدمات بالإدارة المتكاملة لعمليات الحفر بما في ذلك الحفارات. وقالت ثلاثة مصادر إن الأعمال ستشمل قطاعات العثمانية وحرض والحوية الواقعة في حقل غوار أكبر الحقول النفطية في العالم.
يذكر أن حقل الغوار اكتشف عام 1948 ويظهر على الخرائط على شكل نصف ساق ذات قدم مثبته على الأرض، وبدأ الإنتاج في الحقل عام 1951، ولكنه سرعان ما أثبت تقدما كبيرا على الحقول الأخرى بإنتاج الزيت بكميات لا يضاهيه فيها أي حقل على مر تاريخ صناعة الزيت، ويقدر حجم إنتاجه اليومي الذي يصل إلى خمسة ملايين برميل من الزيت الخام، ومليارين ونصف مليار قدم مكعبة من الغاز المرافق، فضلا عن إمكانية إنتاجه أربعة مليارات قدم مكعبة من الغاز غير المرافق.
من جهة أخرى، قال مسؤول تنفيذي كبير أمس إن من المتوقع أن تدفع شركتا أرامكو السعودية وتوتال الفرنسية أكثر من 12 مليار دولار لبناء مصفاة نفط الجبيل، التي تديرها شركة «ساتورب».
وأضاف دانيال لاكومبي مدير مشروع المصفاة على هامش أعمال مؤتمر بشأن صناعة التكرير في أبو ظبي، أن من المتوقع أن تبدأ المصفاة، التي ستكون طاقتها 400 ألف برميل يوميا، العمل في آذار (مارس) 2013.
وقال «تكلفة الأعمال الهندسية والمستلزمات والإنشاء تبلغ 9.6 مليار دولار وهناك تكاليف أخرى، هي تكاليف التمويل والتي تبلغ نحو 25 في المائة أخرى، وبذلك تكون التكاليف أكثر من 12 مليار دولار». وتابع لاكومبي يقول إنه سيتم الحصول على تمويل المصفاة، التي ستشمل أيضا مصنعا للبتروكيماويات بطاقة 700 ألف طن سنويا، من بنوك تجارية في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا ووكالات لتمويل الصادرات وصناديق سعودية علاوة على أدوات إسلامية بينها إصدار صكوك. وأضاف «إصدار الصكوك قد يتجاوز 500 مليون دولار وهناك فرصة كبيرة لأن نطلق إصدار صكوك، الذي تلقى إقبالا كبيرا في السعودية، مشيرا إلى أن المستثمرين في الصكوك قد يكون من بينهم صناديق معاشات تقاعد مملوكة للدولة في السعودية ومستثمرون من القطاع الخاص أيضا.
وبين أنه قد يتم إطلاق إصدار الصكوك في 2010، لافتا إلى أن 65 في المائة من تمويل المشروع سيكون من خلال أدوات دين و35 في المائة من خلال أسهم، مضيفا أن من المتوقع إنجاز الاتفاقات المالية بحلول كانون الأول (ديسمبر) أو كانون الثاني (يناير). وتابع أنه قد يتم بيع أسهم في طرح عام أولي خلال عامين من بدء تشغيل المشروع.
ومن المعلوم أن شركة أرامكو السعودية تملك حاليا 62.5في المائة في المشروع مقابل 37.5 في المائة لـ «توتال».