[صقر قريش]

رغم سهولة تنصيب أنظمة الحماية المتطورة في أجهزة الكمبيوتر الشخصية

مليارات الدولارات خسائر سنوية يتكبدها المستخدمون حول العالم بسبب مطوري ملفات الفيروسات والتجسس

ناصر العلي من الرياض
روجت الهمة العالية للقراصنة لكسر مفاتيح التسجيل لبرامج الحماية للنسخ غير الأصلية وتداولها بين المستخدمين لدرجة أن أغلبهم يعتمد على برامج الحماية المنسوخة بشكل أساسي أو تحميلها عن طريق منتديات الإنترنت والتي تعمل لعدة أيام ثم يبطل مفعولها، وألغى بذلك التعامل مع النسخ الأصلية وذلك يلقي بخسائر فادحة تقدر بمليارات الدولارات على المستخدمين وكذلك على الشركات وبالتالي تعاني كساد سلعها لعزوف كثير من المستخدمين واعتمادهم على النسخ المقلدة.
وفي الآونة الحالية رفعت الشركات من همتها أمام همة القراصنة وتصيدت بطريقتها الخاصة أرقام التسجيل المنسوخة عند دخولها على الرابط المخصص لتحديث وتفعيل البرنامج وسحبه فورا إلى القائمة السوداء وينتهي بذلك مفعول البرنامج ويحجر عليه مما يضطر المستخدم إلى البحث عن برنامج منسوخ آخر بقيمة خمسة ريالات، ويعاود المحاولة من جديد إلى أن يمل من هذه الطريقة ويلجأ بعدها لشراء النسخة الأصلية خاصة بعد أن أصبحت تباع بسعر معقول.
ونحن هنا نركز على أجهزة الكمبيوتر الشخصي للأفراد على افتراض أنهم الشريحة الأكثر تضررا من الهجمات الفيروسية والاختراقات وبرامج التجسس ومصائد التصفح على النقيض من القطاعات الحكومية والأهلية التي لديها إدارات متخصصة في الدعم فني. وبحكم أن الهجمات في تزايد وأن كل من يزور شبكة الإنترنت فجهازه عرضة بنسبة كبيرة للتعرض لإصابة بأحد الملفات الضارة التي تدمر نظام التشغيل للكمبيوتر أو أحد البرامج المهمة أو سرقة بيانات ومعلومات غاية في الأهمية. عن هذا الموضوع يعلق المهندس فلاح بن شلال العنزي المتخصص في نظم الحماية قائلاً: «إن الساحة تشهد هجمات شرسة للفيروسات بشكل يومي، ويحدث ذلك لظهور مبتكرين جدد لبرامج الفيروسات وهم في تزايد على الدوام من أرجاء العالم المختلفة في الشرق والشمال والغرب والجنوب. بل إن لهم منتديات خاصة بهم على الإنترنت يتبادلون فيها خبراتهم الشريرة والضارة بممتلكات الناس الإلكترونية سواء أجهزة الكمبيوتر الشخصي أو الهواتف الجوالة، وفيها يتداولون الدروس المبتكرة في هذه الصناعة المدمرة.
ويضيف العنزي: لم يقتصر الأمر على مهاجمة أجهزة الكمبيوتر المكتبي أو المحمول أو حتى أجهزة الخوادم للشبكات. بل اتجهت الهجمات الفيروسية المفترسة نحو الهواتف الذكية وهواتف الجوال، حيث كثف المطورون لهذه البرامج من جهودهم لإلحاق الضرر بالهواتف المتنقلة وكان آخرها ظهور جيل من الفيروسات، أرعبت من يستخدمون الهواتف الجوالة. وبعض هذه الفيروسات تصيب فقط نوعاً معيناً من الهواتف الذكية .ويمكن للمستهلكين مهما كانت أنواع جوالاتهم فإنه يتوافر لأغلب الشركات مواقع للدعم الفني لمستخدمي هواتفها تمكنهم من أن يقوموا بتحميل برامج الحماية من الفيروسات من موقع الدعم الفني الخاص لهذه الشركات وذلك عن طريق الاتصال الآمنٍٍٍٍ SSL .
تقدم تقارير للشركات المتخصصة في الحماية من الفيروسات وبرامج الاختراق والتجسس تصنيفات بشكل دوري لأخطر هذه البرامج في قائمة العشر الأوائل لعام 2008م من حيث أكثرها انتشاراً وخطورة: تواصل دودة PE_ELKERN في نسختها الرابعة والمصنفة على أنها قليلة الخطورة احتلال صدارة أخطر الفيروسات لتؤكد أنها من بين أكثر الديدان البريدية انتشارا إذ تنتشر عبر البريد الإلكتروني واحتلت المركز الأول بفارق كبير في مختلف قارات العالم حسب إحصائيات شركة الحماية الشهيرة. كما جاءت دودة KLEZ في نسختها الأحدث H في المركز الثاني وهي من الديدان البريدية التي احتلت طويلا أخطر الفيروسات لعدة أسابيع متتالية منذ الكشف عنها والمصنفة حاليا بأنها قليلة الخطورة لتؤكد أن الديدان البريدية التي تنتقل من خلال الأجهزة المصابة إلى قوائم المسجلين في دفتر العناوين في برامج البريد الإلكتروني هي الأخطر على الإطلاق وتقوم بعملها بعد فتح أية رسالة مصابة لتنتشر على نطاق واسع بين المستخدمين الآخرين باستخدام ملقم البريد الخاص بجهاز الضحية. وفي المركز الثالث SIRcAM وهو من الفيروسات التي ظهرت قبل العام الماضي وتم تصنيفه حاليا بأنه متوسط الخطورة وقد أحدث منذ ظهوره دمارا وأضراراً كبيرة قدرت بمئات الملايين من الدولارات.