التَّنَم: المستحب لمن أراد خطبة امرأة النظر إلى ما يظهر منها غالباً
لا حرج على الخاطب أن يكلم المخطوبة بشروط ثلاثة
الهفوف: عدنان الغزال
أكد أستاذ الفقه المساعد رئيس قسم الشريعة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالأحساء الدكتور إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التَّنَم أنه من المستحب لمن أراد خِطبة امرأة وغلب على ظنه إجابته أن ينظر إلى ما يظهر منها غالباً كوجهها ورقبتها ويدها لقوله صلى الله عليه وسلم:
(إذا خطب أحدكم امرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)، وله أن يكرر النظر إليها بلا خلوة أو شهوة أو تلذذ, ولا يحتاج إلى إذنها ما دام عاقدا العزم على التقدم لها, اكتفاء بإذن الشارع له بذلك, لقول جابر رضي الله عنه, وفيه: (فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها).
وأشار الشيخ التَّنَم، خلال محاضرته مسائل فقهية للمقبلين على الزواج، في أعمال الندوة التثقيفية لمأذوني الأنكحة، التي نظمتها مديرية الشؤون الصحية في الأحساء مؤخرا، بمشاركة قرابة 400 مأذون، إلى أن للخاطب أيضاً أن يكلم خطيبته بشروط ثلاثة إن توفرت فلا حرج عليه في الكلام معها، وهي: أن تكون المحادثة بعلم أهل الزوجة أبيها وأمها وأخواتها, فالمحادثة بعيداً عن معرفة الأهل وعلمهم تجلب الشبهة والظنون، وأن تكون هذه المحادثة بقدر الحاجة, كما أن الرؤية تكون أيضا بقدر الحاجة، أن يراعى العرف العام في المجتمع, فإذا كانت تقاليد المجتمع تمنع الاتصال على المخطوبة فلا يفعل الخاطب ذلك، لأن العادة محكمة، مبيناً أنه يستحب لمن أراد التزوج أن يختار ذات دين وحسب وجمال ومال, فإن لم يجتمع فيها ذلك كله, اختار ذات الدين، ويستحب كذلك أن تكون بكراً، وأن تكون من نساء يعرفن بكثرة الولادة، علاوة أنه يستحب في الرجل أن يكون ذا أخلاق حسنة، كما يستحب فيه ما يستحب في المرأة بأن يكون ذا حسب ومال وجمال, وأن يكون ممن يعرفون بالإنجاب، محذراً من المسميات الجديدة للأنكحة المعاصرة كالزواج المدني والسري والزواج الأبيض والبوي فرند أو الزواج السياحي أو الصيفي لاسيما إذا اختل فيها شيء من الأركان أو الشروط.
واستعرض التنم جملة من الأخطاء التي تتعلق بوقت عقد النكاح، وهي: اعتقاد البعض عدم جواز عقده وقت العادة الشهرية للمرأة, بل الأصل جوازه إلا ما قام الدليل على منعه ولا دليل، ومن ذلك: الامتناع من تشبيك الأصابع أثناء عقد النكاح, وهذا لا دليل عليه أيضاً, بل هو منتزع من التشاؤم المذموم, وهو منهي عنه، ومن المخالفات أيضاً قراءة الفاتحة عند العقد, أو استعمال المنديل الأبيض, أو ترديد التهنئة البدعية بالرفاء والبنين وغير ذلك، ولا ينعقد النكاح عبر الهاتف أو الجوال, بل لا بد من حضور الزوج أو الولي أو وكيلهما والشهود، لأن عقد النكاح عقد خطير قد يأتي من يقلد صوت الولي أو الزوج.
وأوضح فضيلتـه جـواز ضـرب الدف للنساء ليلة العرس, بشرط ألا يصاحبه محرم كالغناء الهابط المثير للشهوة, أو آلات المعازف فإن هذا ممنوع, وألا يكون في هذا الضرب أذية لأحد, فإن كان في ذلك أذية للجيران وغيرهم ممن ينزعج بهذه الأصوات فلا يجوز, مبيناً أنه تسن وليمة العرس بلا خلاف بين العلماء ولو بشاة, وقد شرعت شكراً لله تعالى على نعمة النكاح والزواج, ومن أجل إعلان النكاح وإشهاره بين الناس