رد: الملف الصحفي للتربية الاثنين 30--10
المدينة : الإثنين 01-11-1430هـ العدد : 16979
من باب العلم بالشيء
بثينة محمد نور إدريس
نعلم أن الوزارتين، وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة، قد استنفرتا طاقاتهما وأبدتا استعداداتهما الصحية الاحترازية لصد انتشار أنفلونزا الخنازير . وبناء عليه، فالوزارتان الآن أتمتا جاهزيتهما لاستقبال الطلبة، وزارة التربية في مدارسها، ووزارة الصحة في مستشفياتها . لكن يبدو الأمر ببعض منشآت التربية -كالوحدات الصحية المدرسية-، وبعض مستشفيات وزارة الصحة، غير ذلك تماماً . وليس الأمر سيان أن نخوض، فيما نعلم وفيما لا نعلم، لكن لعلمنا الذي تؤكده باستمرار تصريحات الوزارتين -وزارة الصحة كل شيء تمام، ووزارة التربية كل شيء عال-، نندهش حتماً إذا لم نجد التمام والعال . فعلى ذمة بعض الوقائع المدرسية، فإن الوزارتين، ربما كانت تعليماتهما متواضعة جداً، أو لم تصل للجميع، أو، وأو، أسباب عديدة لا نستعيرها كمبررات لها، لكنها تدور في أفكارنا كحلقات . لأن الحدث أضخم من أي شيء . رفضت إحدى الوحدات الصحية المدرسية استقبال حالة اشتباه (خنزيرية)، وبنفس المنوال سار أحد المستشفيات الحكومية، ليرفض هو الآخر استقبال الحالة، ولم يقبلها غير مستشفى أهلي -وأكيد لأسبابه الاستثمارية- . ولفتح الباب الموارب للعلم بالشيء، لابد أن تعلم وزارة التربية بذلك الرفض في وحداتها الصحية المدرسية، وأن تعلم وزارة الصحة أن الشيء نفسه يتم في مستشفياتها . فلا يعقل بكل مشتبه في حالته الصحية أن يتجه للمستشفيات الأهلية، وهناك إمكانيات مسخرة لأجله، أياً كانت الحالة مشتبه بها أو صحيحة . وإن كانت الوزارتان أعطتا تعليماتهما لمنشآت بعينها لاستقبال الحالات المشتبه بها، ما يضرها إعلان تلك المنشآت على الجميع ليتجهوا لها مباشرة عند شعورهم بأية عوارض؟؟إذاً على الوزارتين إعادة النظر بشأن توجيهاتهما الاحترازية، والتأكيد على منسوبيهما باتخاذ اللازم لاستقبال حالات الاشتباه أو المصابة . والأهم من ذلك متابعة تنفيذ توجيهاتهما . فمن غير المعقول، أن تمتهن مخاوف البشر وتكون عرضة للسخرية والتقاذف بين الجهات الصحية!! فكلنا نعلم أن الأمر لا يستهان به .
|