عكاظ : الثلاثاء 1430/11/01 هـ العدد : 3047
تصميم قديم لمدارس حديثة
سعت وزارة التربية والتعليم خلال العامين الأخيرين إلى بناء مدارس حكومية جديدة بدلا من المستأجرة التي عانت منها مناطقنا لعدة سنوات والتي لا تصلح تربويا للتعليم، حيث بلغت النسبة للمدارس المستأجرة نحو 60 في المائة سابقا . واليوم استبشر الجميع خيرا مع تلك المشروعات الكبيرة التي تشمل بناء المدارس الحديثة والتخلص من المستأجرة، ولكن من الملاحظ أن تصميم المدارس الجديدة لم يختلف عن النماذج الحكومية السابقة من مدارسنا التي تم تشييدها قبل عدة أعوام فيما مضى حيث تمثل (كتلة أسمنتية) خالية من النماذج الحيوية المرتبة التي نشاهدها في العديد من المدارس الحديثة، فعلى سبيل المثال خلت مدارسنا الجديدة التي تقوم الوزارة بعمارتها حديثا من الحدائق الداخلية والمظلات الداخلية والخارجية اللازمة لكل مبنى تعليمي، يضاف أيضا الغرف المتخصصة التي افتقدتها المباني الحديثة مثل غرف التربية الفنية والرياضية والمكتبة العامة للمدرسة، حيث عمد البناء إلى وضع فصول دراسية عامة وغرف بشكل عام دون منهجية مرتبة للمادة المتخصصة التي تخدم في النهاية المنهج نفسه فعندما ننظر إلى جميع المدارس نجد أن التعديل فيما بعد قد يكون سيد الموقف من هدم وردم غير لائق بصرح المدرسة، ولو راعت الوزارة العديد من تلك الأمور لكانت مبانيها المدرسية الحديثة كلمة ومعنى وفق معايير التعليم المباشرة . . فهل من جديد؟
عبد الله مكني ـ الباحة
عكاظ : الثلاثاء 1430/11/01 هـ العدد : 3047
علموهم الضرب على الـ «كي بورد» بدلا من الخط والتطريز
هل ما زال الطالب في المراحل الابتدائية والمتوسطة بحاجة إلى مادة الخط في زمن الحاسب الآلي، وفي وقت أصبح الخط بكل أشكاله وأنواعه ومدارسه متوافرا أمام الجميع بضغطة زر واحدة، وفي وقت أصبح من النادر أن ترى خطابا أو نصا أو حتى مسودة كتبت بخط اليد . بإمكان الجميع اليوم أن يتحولوا إلى خطاطين مهرة يجارون كبار الفنانين المشهورين على مستوى العالم العربي .
إذن ألا يعد هدرا للوقت والجهد والمال تخصيص مادة تعليمية للطلاب لتدريس فنون الخط العربي بنوعيه النسخ والرقعة، ثم أليس من الأجدى وفق ما تقتضيه تطورات العصر تحويل حصة الخط العربي إلى حصة للتعلم على الطباعة ومهارة الصف على لوحة المفاتيح؟
وهذا ينسحب أيضا على حصص التربية الفنية التي ما زال الطلاب يستخدمون فيها وسائل تقليدية للرسم والتلوين، في وقت امتلأت المكتبات وأجهزة الحاسب الآلي ببرامج متنوعة للرسم وبدقة متناهية حتى أصبح الرسم اليدوي تراثا من الماضي . قد يحتج أحدهم أن لحصص التربية الفنية أهدافا أخرى كتنمية ذائقة الطالب الفنية وتطوير قدراته الذاتية وهذا صحيح، ولكن يمكن تحقيقه من خلال تحويل حصة التربية الفنية إلى حصص لتعليم الطلاب فنون الرسم والتصميم والتعامل مع الألوان من خلال الحاسب الآلي أيضا الذي اكتسح كافة مجالات الحياة ومن بينها الفنون المختلفة . وعلى مستوى الطالبات ما زالت معلمة التدبير المنزلي تلزم الطالبات بإحضار سنارة وصوف كي تعلمها طريقة حياكة قطعة جميلة، وأيا تكن الأسباب والأهداف فإن بإمكان الحاسب الآلي تعويض الطالبة ومنحها المهارة اليدوية الكافية بما يساوي أضعاف ما تحققه سنارة وخيط . ما أحوجنا لمراجعة ما بين أيدينا، والعمل على تطويره وفق ما تقتضيه الحالة والظرف وصولا إلى أهدافنا بأسرع وأنجع الطرق، بعيدا عن الإصرار على استخدام أدوات الماضي واتباع آلياته التي انتهت صلاحيتها أمام تسونامي التطور التقني الذي شمل كل صنوف الحياة .
طلال صالح آل سويدة ـ الجبيل