عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-2009   رقم المشاركة : ( 9 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أخــبــار ومنوعات ليوم السبت 5 ذو القعدة 1430هـ

عبدالله ناصر الفوزان
جائزة لهذا العبقري في مرور الرياض
سافرت لدول في الشرق والغرب، والشمال والجنوب، ولدول قريبة وبعيدة، وسرت في شوارع تلك الدول، في السيارات والقطارات، وعلى الأقدام، ولم أشاهد أبداً في كل تلك الشوارع، في كل تلك الدول، ما شاهدته، وعايشته، في شارع الإمام سعود بن محمد (الجامعة سابقاً) بمدينة الرياض.
هذا الشارع واسع بأربعة مسارات، مساران رئيسان، للذهاب والإياب، ومساران للخدمة كما هو المعتاد، ويتجه من الغرب، من جامعة الملك سعود باتجاه الشرق، ماراً في البداية بهيئة المواصفات والمقاييس، ثم شركة النقل الجامعي، ويتقاطع مع شارع التخصصي، ثم طريق الملك فهد، ثم شارع العليا، ثم الملك عبدالعزيز، وعدة شوارع أخرى كبيرة ومهمة بما فيها الدائري الشرقي، ويسير بعد ذلك باتجاه إستاد الملك فهد الدولي.
عندما تسير فيه من الغرب للشرق، باتجاه الدائري الشرقي مثلاً تجده يعبر الشوارع الرئيسة التي تتقاطع معه بأنفاق ضخمة، وعندما يصل للدائري يتقاطع معه بكبري بدون إشارة، أي أنه شارع سريع، بمعنى أن السيارات التي تسير فيه تكون منسابة في مساراتها، بالسرعة المحددة للطرق السريعة، وافرض أخي القارئ أنك تسير فيه بسيارتك مع الآخرين من الغرب للشرق وعبرت الأنفاق ثم وصلت للدائري الشرقي وصعدت الكبري وأنت مازلت في السرعة المعتادة التي لا يحد منها أي عائق. هل ستتصور ما ستواجهه بعد انحدارك من الكبري باتجاه الشرق..؟ فكِّر.. هل هي إشارة..؟؟ لا.. هل هي تحويلة.؟ لا... هل هو نفق بشكل غير مناسب...؟؟ يا ليت...؟؟ لا تتعب نفسك... لأن ما ستواجهه لا يمكن أن يخطر على بالك أبداً، فهو لا مثيل له في كل تجاربك ومشاهداتك. إذ ستجد أن المسار الرئيس السريع الذي تسلكه مغلق تماماً بكتل من الخرسانة. أي والله هكذا. ولا تعتقد أن هناك خللاً طارئاً، أو أن ذلك للصيانة. لا. أبداً. فهذا أسلوب جديد ابتكره فيما يبدو عبقري بمرور الرياض بقصد إلغاء الإشارة التي كانت في الكبري الذي عبرته منذ قليل. فالقادمون عبر الدائري الشرقي من الشمال والجنوب جعلهم يتجهون إجبارياً باتجاه اليمين، وستجد هؤلاء قد دخلوا معك في شارعك المغلق عن طريق فتحة وبدون إشارات، والله يستر فأنت الآن في موقف صعب وجدت نفسك فيه فجأة فقد تصطدم بأحدهم، وقد تصطدم بكتل الخرسانة التي تسد الطريق، وإذا سلمت من هذا وذاك فستجد أنك في حيرة واندهاش شديد، فأين ستذهب..؟ وكيف ستواصل السير..؟ وقد تضطر للوقوف لأنك محتار ولا تدري ماذا تفعل، وقد يسعفك الحظ فترى المنفذ الصغير الذي على يدك الشمال بجوار كتل الخرسانة الذي ينقلك إجبارياً للمسار الآخر المعاكس من الشارع، وحينئذ ستسلك هذا المنفذ مجبراً، وستجد نفسك قد عدت باتجاه الغرب، أي عدت غصباً عنك للمكان الذي جئت منه، وستدخل حينئذ في دوامة. هل أنت في حلم أم في علم..؟؟ وعندما يخف ذهولك ستحاول العودة باتجاه الشرق مستخدماً سقوف الأنفاق التي أمامك أو أي وسيلة أخرى, وستعود وأنت تتلفت يميناً وشمالاً تبحث عن مخرج من ورطتك، وستكتشف إن كنت دقيق الملاحظة، وهداك الله لرفع رأسك للوحة التي في السماء بجانب كبري الدائري أن عليك إذا أردت الاستمرار باتجاه الشرق أن تأخذ طريق الخدمة بعد انحدارك من الكبري الدائري، وحينئذ ستفعل ذلك وأنت مذهول، وستكتشف أن هناك سيارات كثيرة في طريق الخدمة الضيق جاءت من الدائري متجهة الآن معك نحو الشرق وهي تريد الاتجاه للغرب، وعليها لتفعل ذلك أن تدخل في المسار الرئيس الذي خرجت منه منذ قليل ووجدته مغلقاً بكتل الخرسانة لتعبر عن طريق تلك الفتحة الإجبارية التي استخدمتها وأنت الآن تريد الاستمرار شرقاً، أي لا تريد العودة للمسار الرئيس مثل تلك السيارات القادمة من الدائري وستجد أن معك سيارات كثيرة تريد الاستمرار نحو الشرق مثلك، وستدخلون أنت ورفاقك في خبصة مع السيارات التي تريد الذهاب للغرب، أنتم تريدون اليمين، وهم يريدون الشمال، وأنتم جميعاً في طريق الخدمة الضيق، وتصور ماذا يحدث حينئذ؟
أرجو أن أكون قد وفقت في إيضاح ذلك الابتكار الفريد الذي أبدعه أحد عباقرة مرور الرياض ليتمكن من إلغاء الإشارة فوق الكبري كما أوضحت لك. وقد مررت بالموقف واندهشت وذهلت واحتَسْتُ ووالله إني أفضل أن أمر بعشر إشارات وأتفهم دوافع إيجادها ولكن لا يمكن أن أتفهم هذا الأسلوب العجيب. وعلى أي حال فهذا رأيي وتقديري، وقد يكون غيري له رأي آخر، والمهم الآن أني بعد أن تخلصت من تلك (الشربكة) العجيبة التي تشبه لعبة (هل تستطيع الخروج) تنفست الصعداء وقررت المطالبة بجائزة كبرى لهذا العبقري فله ولأمثاله ممن يبدعون في ابتكار الحلول الفريدة لحل المشكلات تعطى الجوائز، وليس للذين فقط ينقلون الحلول الناجحة في الدول الأخرى... نعم امنحوا جائزة لهذا العبقري في مرور الرياض.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس