الحياة :السبت 5 ذو القعدة 1430 هـ
ابن حميد يطالب المعلمين بإعطاء الطلاب فرصة لـ«الحوار الحقيقي»
الرياض - فيصل المخلفي
طالب رئيس المجلس الأعلى للقضاء عضو هيئة كبار العلماء الدكتور صالح بن حميد، المعلمين والمعلمات بإعطاء الفرصة للطلاب والطالبات للحوار الحقيقي، مشيراً إلى أن ثقافة الحوار لا تقلل من هيبة المعلمين. «الطالب إذا وجد جواً آمناً ستتفتق مواهبه وملكاته... وستزرع الثقة في نفسه ويكون شجاعاً... ولن تأتي أمة منحرفة تعمل في السر».وشدّد ابن حميد في محاضرة ألقاها أمس في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، بعنوان: «الحوار حقيقته وآدابه وشروطه»، على وجوب أن يعلّم المدرس في فصله الطلاب ثقافة الحوار، «كما ينبغي أن يعطي طلابه فرصة أن يسألوه بكل حرية... بعيداً عن السؤال الذي فيه استعلاء، والهيبة غير المحمودة على الطالب»، مضيفاً أن الحوار من المواضيع التي حظيت في الآونة الأخيرة باهتمام كبير في البلاد، خصوصاً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.وأشار إلى خطأ بعض الناس الذين يجعلون معيار التميز والتفوق هو درجات الطالب العلمية الجيدة، مطالباً أولياء أمور الطلاب بالشجاعة والجدية في مناقشة وضع أولادهم عن طريق الحوار داخل الأسرة.واستنكر فرض بعض أولياء الأمور على أولادهم إكمال الجامعة، «هذا غير صحيح، نعم الجامعات مفتوحة... ولكن من الخطأ الإجبار على إكمال التعليم... وغير صحيح ما يقال في المجتمع إن الذي لا يحصل على الشهادة الجامعية فاشل، بدليل أن أكثر الجامعيين يذهبون لغير تخصصهم لأنهم دخلوا من غير أن يتعرفوا على مواهبهم، فلو كانت هناك جدية وشجاعة وجلس الأب مع أبنائه فسيجد الحل».وتطرق ابن حميد إلى أهمية الرفق واللطف في طريقة التعامل مع الجاهل والغريب، «ينبغي اللطف وحمل الناس على البراءة والمحمل الحسن على الجهل، وذلك لعدم معرفة بعضهم في العادات والأنظمة».ونبّه في محاضرته إلى وجود قصور وتقصير في مفهوم المال والزهد والورع، قائلاً: «لاشك أن الزهد والورع حقان... ولكن، ليس أن تكون فقيراً أو زاهداً بحيث تهمل أهلك وأولادك»، مضيفاً أن الحياة لا تقوم من دون المال، «وصلاح الأسرة في إنفاق المال... كما لا أرى أن المال يفسد النساء... الذي يفسدهن الإسراف والتقتير».