رد: الفصحى تحديات وثبات
شعر: محمد بالحاج
عَجِبْتُ لصوتٍ كُلَّمَا خَفَّ كَلَّمَا
وأنكْرتُ صَمتاً كُلَّما اشْتَدَّ صَمَّمَا
وما للساني مُفصحٌ كُلَّمَا هَذَى
وإن أُلْقِمَ الفُصحَى سلاَ وتبرَّما
مُريبٌ ثريَّا الشَّمْعَدانِ إذا هَوى
ويسمُو على وعْثَاءَ جَزْعاً تَصرَّمَا
وإنْ يحْزُبِ الأمْرُ الجليلُ فإنه
مُجانِفُ رُكْنٍ قد تَعَافَى وأَسْقَمَا
فَمَنْ لي بثَغْرٍ من حَمِيدٍ ومُكْرَمِ
وقَيسِ إيادٍ كَيْفَ أوْفَى وأفْحَمَا
ومن صال ينهري بالأعنَّةِ شِدْقُهُ
ومَنْ مُذعِناً أصغى إليه وسَلّمَا
ولم يَحْتَمِلْ إلا رواحاً وقد غدا
سَبِيَّ المَبَاني والمعانِي فهَمْهَمَا
هم القوم ولَّوا، قَبْلُ، فالضاد بعدهم
سوارٌ لكسرى لم نُعَدِّدْهُ مَغْنَمَا
وكالطيفِ يغفو في أضاحيه طالما
أو الوَهْمِ يجلو في دياجيه قَلَّمَا
ألا لَيْتَ شِعْرِي مَا أَصَابَهُ بعدما
ثوى سَيِّداً بين الُّلغَاتِ مُقَدَّمَا
فيَأْنسَ في قيْدِ الجَوَاسِقِ طُرِّدَا
ويُوحشَ في دنيا المعالمِِِ ِِمَعْلَمَا
يسيح بِبَرْنَامِ الفُصُولِ مُقَذَّفَا
لكالأجْرَبِ الإبْرَاءُ في أنْ يُزَنَّمَا
وألهى السَّوَادَ الغَمْرَ عن شَحْذِ عَزْمِهِ
وصالُ لغاتٍ كالخناجِر صُرَّمَا
حَدَوا أهْلَهَا غُلْباً رَجَاءَ كُعُوبِهَا
وقد أُشْرِبُوا منهم هواها مُذَمّمَا
فَسَامُوهمُ اثْنَيْنِ اغْتِرَاباً مُؤمَّلاً
وأُخْراً ظَلِيلاً بالسَّبِيلِ مُفَدْمَا
وأشْتَاتُ لَهْجَاتٍ تُيَمَّمَ دُونَهُ
وِرَادَ حِبَالٍ قَدْ تَكَشَّفُ أرْقَمَا
ويُوصَمُ بالإغرابِ رَسْمُ خُطُوطِهَا
كَأَنَّ هَوَى الإعْرَابِ لَمْ يُجْدِ مُلْحَمَا
أَلَم يُدْرَ بَعْضُ المَوْتِ مَاعُدَّ مَحْفَلَا
وبَعْضُ جُمَاعِ الرُّوحِ ما ظُنَّ مَأْتَمَا
فَلِلَّهِ حَرْفٌ بالتُّراثِ تَجَلَّدَا
وسَهْمُ المنايا سَرَّهُ مَا تَرَسَّمَا
يَشُقُّ إلى الأحْرَارِ دَرْباً مُسَنَّنَا
ويُصْلِحُ للأَغْرَارِ حِصْناً تَهَدَّمَا
فَفِي مَتْنِهِ من أَوْجِهٍِ مَا تَأَثَّلَا
وفي غِمْدِهِ سَيْفُ الهُدَى ما تثَلَّمَا
ومَا شَانَهُ غَيْرُ انْتِكَاسَةِ أَهْلِهِ
وَغَيْرُ اعتزال الأمْرِ صَارَ مُعَمَّمَا
وغَيرُ احْتِفاءٍ بالذي عُدَّ مَطْلَباً
وجَهْلِِِ المَدَى أَمْسَى على الفَتْحِ أعْصَمَا
فَفَضْلُهُ في رَمْضَائِهِمْ قَزْعَةٌ، وهم
معاً رُكْبَتَا البَعِيرِ يَبْرُكُ أدْرَمَا
ولكنَّ رَكْباً في المجامِعِ شَمَّرَا
تَدَارَك مَنْحَاهُ الإلهُ وألْهَمَا
يَغَارُ عَلىَ الفُصْحَى، ويَرْفَأُ رَتْقَهَا
ويَجْعَلُ تَعْرِيبَ المَعَارفِ سُلَّمَا
وآخرَ تَحْقِيقُ التُرَاثِ أَعَدَّهُ
لِنَائِي مَرَامٍ حَظُّهُ أن يُكَرَّمَا
ونشراً جريئاً وَعِيدَ يُعِيقُه
يُضَحِيّ فِدَاءَ الشَّعْبِِ كَيْ يَتَقَدَّما
فَلَيْسَ بأهْلٍ للمَعَالِي مُخَلَّفٌ
ولا حَصِرُ الهَيْجَا إذا قَامَ تَمْتَمَا
فَكُنْ في رِكَابِ الضَّادِ ذُخْراً مُؤمَّلَاً
وَسِرْ فِي حُدَاهُ الدَّهْرَ لَحْناً مُرَنَّمَا
هو الضَّادُ في أرجائِهِ الرِفْدُ مَعْلَماً
هو الضَّادُ صَوْتُ الوَحْيِ دَوَّى مُحَكَّمَا
|