عرض مشاركة واحدة
قديم 10-27-2009   رقم المشاركة : ( 13 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية ليوم الثلاثاء 08-11-1430هـ

الرياض :الثلاثاء 8 ذي القعدة 1430هـ العدد 15100
صور ذهنية وصار عندنا سالفة !
د. فهد الطياش
تفاوتت درجات التسخين لسوالف الأمراض المختلفة حسب درجات التسخين الإعلامي او حتى أكون اكثر دقة التسخين الاتصالي لمندوبي وكالة "يقولون ". واحتلت سوالف الإنفلونزا المستجدة او ما يعرف بإنفلونزا الخنازير الصدارة بين تلك السوالف لأن الكل أصبح يفتي فيها . فمن طبيب أسنان فاقد الأهلية العلمية في قناة خليجية او طبيب تدليك مفاصل في قناة أخرى او حتى سواق تكسي يسدي لك النصائح . تساوت المصادر حتى صرنا فعلا في حيرة من أمرنا ولسان الحال يقول نتبع من ؟ وحتى لا نصبح من حملة أوصاف " صفق الهواء " الذي أشرت لهم في مقال الأسبوع الماضي علينا أن نقف قليلا عند سيل الأسئلة المتدفقة من كل مكان ونضع لنا مصافٍ عقلية او أجهزة قياس فكرية حتى لا تصبح لدينا فعليا إنفلونزا خنازير غير قابلة للتطعيم . فعلى سبيل المثال عندما يصدمك احدهم بالسؤال التقليدي " "بتدًرس عيالك هاالأسبوع ؟ " فإذا كان الجواب نعم فستدخل في خانة الجواب الذي يبدأ بعبارة " يا هاالخبل ما تدري وش اللي صاير؟" ومن أول وهلة تستشف من حديثه كأنه رئيس الفريق العلمي بمركز الأمراض المعدية وهو من لا يعدو كونه طيارا في شركة العجة الوطنية . ثم انتقل السؤال و ةأصبح أكثر تخصصا وجاء على الشكل التالي : " بتطعم عيالك ؟" و ةطبعا نتيجة الجواب بنعم ستكون كسابقه. المهم حاولت أن اجتهد قليلا وسألت احد حملة لواء الرفض للتطعيم عن الأسباب فجاء جوابه : ليتهم ما خيرونا واخذوا رأينا في تطعيم الأبناء فنحن لا نعرف شيئا حتى نقع في حيرة الاختيار . وما خيرونا الا لنتحمل وزر القرار . وعندها سنحت لي الفرصة لأسال حليم وحكيم الصحة د.منصور الحواسي عن كيفية تعامله مع هذا النوع من حملة لواء الرفض في محيطه فجاء جوابه علميا إنسانيا وسآخذ المزيج بينهما كحد ادنى للإقناع متمثلا في رؤيته : "متطلبات الصحة والمستشفيات تفرض واجب طلب الموافقة على الأشياء الاختيارية مثل العمليات ، أما الحالات الطارئة والصارمة فالصحة والمستشفيات تلزمان التدخل السريع دون انتظار الموافقة ، لأن الأصل هو قيامهما بواجب حماية الأرواح . ومن هنا فهو يرى انه إذا قالت وزارة الصحة طعموا أنفسكم وأولادكم فطعموهم ، لأنها هي المرجع العلمي الصحي المعتمد مع بقية أجهزة الدولة التي وجدت للعناية بالمواطن ومنسوبوها أول من سيتطعم ".
وهنا يأتي السؤال المهم : متى ستتوقف كرة الجليد في حديث الناس المبني على الشائعات عن سالفة الإنفلونزا المتجددة ونبحث بدلا عنها عن سالفة جديدة ؟ الجواب هذه المرة بكل تأكيد ليس لدى وزارة الصحة وإنما لدى وسائل الإعلام الوطنية والإعلاميين الوطنيين الذين يستطيعون خلق المادة الجديدة في أجندة المجتمع .وكما هو معروف لدى علماء الاتصال والإعلام ان هذه الوسائل قد تملك القدرة على خلق او تحديد الأجندة لسوالف المجتمع وأحاديث أفراده ، لكن بتكاتف مستمر وكأنه مؤامرة لتتبع قضية معينة . فالصحافة تتبع القضايا الجالبة للتوزيع والتليفزيون للمشاهدة والإذاعة للاستماع . فربما ان قضايانا السابقة لم تكن مغرية لنا لشراء الصحف او مشاهدة التليفزيون . لذا أعاد الإعلام تصدير سالفتنا التي بلا سالفة . ومن هنا لا بد أن نطالب الإعلام بتكوين أجندة أحاديثنا لتصبح ذات قيمة فعلية للجميع ونحن لا نملك مصنع الأفكار الممتعة للمجتمع والجاذبة للإعلام معا . معادلة صعبة في ظل فقر الأفكار وطيران بعضنا في عجة صفق الهواء من مفتي إنفلونزا الخنازير .
فاللهم اغث البلاد والعباد بالغيث المائي والفكري لنزرع غذاء الروح والجسد . ولكن أرجو ان تكون زراعتنا الفكرية ذات حس وطني فقد مللنا السوالف الناقصة لأن من عاداتنا أن نصنف هذا النوع من القصص ومن حامليها من البشر باللي ما عنده سالفة . المشكلة التي نخشى منها ان تصبح تلك السالفه هي سالفة الإعلام وسالفة المجتمع عندها فعليا تتسيد الشائعة بيننا وتصبح سالفتنا بلا سالفة ، وبالرغم من إيماننا بالحكمة العربية التي تقول " من استرشد غوياً فقد ضل " .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس