عكاظ : الثلاثاء 08-11-1430هـ العدد : 3054
انتظار الفأس
عبده خال
تخلت وزارة التربية والتعليم عن الإدارة المركزية وأعطت صلاحيات كبيرة لمديري التعليم لمواجهة طارئ وباء انفلونزا الخنازير.
وهي بهذا القرار تمنح حركية عالية لكل محافظة لتتعامل مع ظروفها مباشرة من غير الرجوع إلى الوزارة، ولكن يبدو أن مديري التعليم لم يألفوا الاستفادة من الصلاحيات الممنوحة لهم لذلك أبقوا تلك الصلاحيات في أدراج مكاتبهم (لحين ميسرة).
ولكي تعرفوا حجم الصلاحيات الجديدة الممنوحة ــ بالإضافة للصلاحيات السابقة ــ فهي تتمثل في:
استئجار مبان جديدة لمواجهة تكدس الطلاب، فكل مدرسة يوجد بها أعداد غفيرة، ومن صلاحيات مدير التعليم استئجار مبنى وترحيل الطلاب إليه للقضاء على التكدس وتقليل خطر انتقال المرض بسبب التزاحم. وهذه الصلاحية أعطت لمديري التعليم الحق في التعاقد مع مدرسين جدد ليقوموا بتدريس من تم نقلهم إلى المباني المستأجرة الجديدة وبسبب الانتقال إلى مبان جديدة فإن من صلاحيات مديري التعليم توفير وسائل نقل للطلاب المنتقلين.
هذه الصلاحيات الثلاث لم يتم ظهورها على أرض الواقع وظل الحال على ما هو عليه. وكان الهدف من تقليل تكدس الطلاب إعطاء المساحات المتباعدة بين كل طالب وزميله مسافة لاتقل عن متر، ولعدم تنفيذ تلك الصلاحيات مازالت المدارس تكتظ بأعداد كبيرة في مجموعها العام ينعكس على توزيعهم داخل الفصل الواحد مما يلغي مسألة المساحات المتباعدة بين الطلاب. ثم نأتي للميزانية المرصودة من أجل توفير المنظفات والمعقمات ففي خبر نشر في «عكاظ» تم رصد مائة مليون ريال لهذا الغرض وهو مبلغ كبير بلاشك فلو أن هذا المبلغ رصد للتعاقد مع ممرضين وممرضات يتواجدون داخل المدارس لمتابعة حالات الطلاب لكان أفضل من شراء المنظفات التي يتم استخدامها بشكل سيئ وغير مجد، فوجود كادر تمريضي داخل المدارس أفضل بكثير من تعامل المعلمين الذين لايفقهون في المسائل الطبية وعلى الطلاب إحضار وسائل نظافة أيديهم معهم خاصة أن الكثيرين يحمل الواحد منهم معقما خاصا به وتصبح المعقمات الموجودة مجرد استهلاك أو لعب من قبل الأطفال لاتقدم ولا تأخر.
والتعاقد مع ممرضين يمكن له أن يحل مشكلة كثير ممن تخرج في المعاهد الصحية الخاصة ولم تقبل بهم وزارة الصحة بحجة عدم تأهيلهم تأهيلا جيدا، ولأن لكل مدرسة غرفة رعاية يمكن لهؤلاء الممرضين التواجد بها ولو كان هناك عذر من أن الوزارة لاتستطيع التعاقد مع الآلاف من الممرضين ويمكن وضع مدرسة واحدة في وسط الحي يتواجد بها ممرضون وتقوم هذه المدرسة بخدمة بقية المدارس المجاورة. والذي أعلمه أن الدفعة الأولى من المنظفات والمعقمات نفقت في كثير من المدارس بسبب الاستخدام السيئ لتلك المعقمات ولو استمر الحال على ما هو عليه فهذا يعني أن كل أسبوع أو أسبوعين تكون كل مدرسة بحاجة الى معقمات جديدة وبهذا لن تكفي المائة مليون خلال الفصل الدراسي الواحد.
المهم على مديري التعليم النزول إلى الميدان يوميا لمعرفة ما الذي يحدث بدلا من انتظار الفأس.