[صقر قريش]

عكاظ : الخميس 10-11-1430هـ العدد : 3056
إعمال تقنية العصر بدلا من لوحات القماش لتجسيد ملحمة التوحيد والبناء
5 دقائق في أول الحصة لا تستوعب وطنا بحجم المملكة
حددت وزارة التربية والتعليم يوم الإثنين الموافق 30/10/1430هـ موعدا للاحتفال باليوم الوطني عبر تنفيذ حزمة من البرامج التي ترمي من خلالها لتحقيق العديد من الغايات واستشعارا منها لدورها العظيم المنوط بها في بناء مواطن صالح يجيد الاحتفاء بوطنه ويتغنى بمنجزه ويتعلق بثراه ويحمل الولاء لقادته، الخطوة جميلة وهادفة ومؤشر وعي وطني مختزل، تبقى نوعية تلك البرامج محل شك في جدواها لأنها توقفت منذ زمن عن مقاربة الواقع والمتغيرات على صعيد التحولات الفكرية وطرائق التفكير الجديدة وتعقيداتها، وهذا الواقع يضاعف من مسؤولية القائمين على تلك البرامج لأنها صبت في هذه القوالب قبل أكثر من عقدين من الزمن، ويتم إخراجها من الأرشيف كل عام ويعاد تنفيذها دون تجديد.مازالت تلك البرامج تدور في فلك التنميط عبر استغلال حصص التعبير والتربية الفنية وخطاب إنشائي في بداية الحصص وصورة ساكنة تعلق على حائط، دون أن يكون لها الكثير من الجاذبية أو التفاعلية ومع هذا تصرف أموال طائلة على إقامتها رغم كونها برامج تقليدية تبدو ضعيفة التأثيرلاتخرج عن المعارض والمحاضرات والندوات الإنشائية التي تسقط في التقريرية وتهدر أموال على طباعة كتيبات ونشرات دون قياس لمدى أثرها على الطلاب ومدى تغلغلها في شخصياتهم ووسط عدم اهتمام بقياس توجهات الطلاب نحو هذه القوالب، وقد يكون فيلم كرتوني بتقنية الرسوم المتحركة أو تقنيات البعد الثالث عن الهمام عبد العزيز أو يحكي قصة هذا المنجز المهول الذي نعيشه أو موقع تفاعلي يزار على الواقع الافتراضي ويجسد ملاحم وطنية مثل فتح الرياض والنهضة العمرانية والصحية والتعليمية والاقتصادية أو حوار تربوي مفتوح عبر "السكاي بوي" ومحاضرة عن بعد عبر "البالتوك " لمؤرخ أو أحد من عاصروا بدايات النهضة أعمق أثرا وأكثر تأثيرا في نفوس الجيل من برامج سقطت في التكرار والنمط ولم تعد تؤثر في جيل اليوم. إن مجرد التفكير في توجه كهذا أكثر جدوى من الصرف على لوحات من القماش والفليكس والبنر التي تنصب في بعض الأماكن العامة ونقرأها سريعا دون أن تحدث التأثير المنتظر، فلا يكفي لبناء جيل يسكن الوطن مخيلته ويستأثر بلبه حزمة من البرامج التقليدية ضعيفة التأثير.إن وطنا بحجم المملكة أكبر من أن يستوعبه موضوع في حصة تعبير أو خمس دقائق في بداية حصة ما رغم وجاهة هذا المسلك، ومآثر القائد الهمام وملحمة البناء لا تسعها أحاديث مطولة وصفحات فكيف بنشرة أو بروشور قد لايُقرأ وإذا ما قرئ فإننا لانعلم حجم تأثيره ولا يكفي أن يأتي وطن بحجم المملكة كلمة عبر الإذاعة قد لاينصت لها أحد وهنا بيت القصيد واضح كشمس النهار أن ما ينفذ من برامج غير كاف وما لم تخضع تلك البرامج لتغيير نوعي يمنحها الإثارة التي تجتذب الجيل فإنها تصبح نمطا وتكرار آلي لبرامج ضعيفة التأثير تغيير نوعية البرامج حتى تصبح جذابة ومثيرة لمخيلة الجيل لن يتحقق إلا بفكر خلاق يستفيد من آليات السوق ويعرف اتجاهات الجيل والوصول لهذه المرحلة محكوم بخضوع المخططين لتلك البرامج ومقرريها لسياسة تلزمهم بأن يؤدوا عملهم وفق آلية ترتهن إلى رأي الخبير التربوي والمختصين في العلوم التربوية والنفسية ومهارات التفكير والإبداع وأن تكون تلك البرامج متقاطعة مع ثقافة المتلقي وتفضيلاته، كما ينادي خبراء التربية وعلم النفس والمستهدفين أنفسهم.يا سمو وزير التربية، ونحن نقرأ في سيرتك الذاتية وأحاديثك الصحفية ورؤيتك المنهجية وجدناك رجلا تؤمن بأهمية التحديث والتطوير والتعاطي مع الواقع من منظور يعترف بأهمية عقد شراكات مع جهات لديها القدرة على تصميم برامج تربوية حديثة تنطلق من خبرتها المتراكمة في مجالات جذب المتلقي والتأثير فيه وأساليب الوصول إليه لذا فنحن مطمئنون بأن التغيير قادم على يديكم بما يتوافق وسمات عصرنا، فقط نتمناه في أسرع وقت.