ثم صعد بي الى سماء الدنيا في اسرع من طرفة عين وبينها وبين الارض خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك …
فطرق الباب فقالوا : من هذا ، فقال : جبريل ، قالوا : ومن معك ، قال : محمد صلى الله علية وسلم ، قالوا : او أرسل الية ، قالوا : مرحبا بك وبمن معك فنعم المجئ مجيئكما ، ففتحوا لنا الباب ودخلناها ..
فإذا هي سماء من دخان يقال لها الرفيعة وليس فيها موضع قدم إلا وعلية ملك راكع او ساجد ونظرت فإذا بها نهران عظيمان مطردان ، فقلت : ما هذان النهران يا جبريل ، قال: هذا النيل وهذا الفرات عنصرهما اي اصلهما من الجنة . واذا بنهر اخر وعلية قصر من لؤلؤ .. وزبرجد .. فضربت يدي فية فإذا هو مسك ادفر .. فقلت: ما هذا النهر ، فقال: هذا الكوثر الذي خبأه الله لك .
فنظرت فإذا بملك عظيم الخلقة وهو راكب على فرس من نور وعلية حلة من نور وهو موكل بسبعين الف ملك مسومين بانواع الحلي والحلل بيد كل واحد منهم حربة من نور وهم جند الله تعالى فإذا عصى في الارض احد ينادون ان الله تعالى قد غضب على فلان بن فلان فيغضبون علية واذا استغفر العبد وتاب ينادون ان الله قد رضي عن فلان بن فلان فيرضون عنة . قلت: يا اخي يا جبريل من هذا الملك العظيم ؟ ، فقال: هذا اسماعيل خازن سماء الدنيا ادن منة وسلم علية , فدنوت منة وسلمت علية فرد على السلام وهنأني بالكرامة من ربي عز وجل ، وقال: ابشر يا محمد فالخير كلة فيك وفي امتك الى يوم القيامة , فقلت: لربي الحمد والشكر .
ثم تقدمت امامه واذا انا بملك نصفة من ثلج ونصفة من نار فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار .. له الف راس .. في كل راس الف وجة .. في كل وجة الف فم .. في كل فم الف لسان .. يسبح الله تعالى بالف لغة لا يشبة بعضها بعضا ومن جملة تسبيحه انة يقول : سبحان من الف بين الثلج والنار يا من الف بين الثلج والنار الف بين قلوب عبادك المؤمنين والملائكة تقول امين ..
فقلت: من هذا يا اخي يا جبريل , قال: هذا الملك الموكل باكناف السماوات وهو انصح الملائكة لبني ادم ثم اصطفت الملائكة صفوفا فقدمني جبريل فصليت بهم ركعتين على ملة إبراهيم الخليل .
ثم صعدنا إلى السماء الثانية في أسرع من طرفة عين وبينها وبين سماء الدنيا خمسمائة عام وسمكها كذلك فطرق جبريل بابها فقالوا من هذا ؟ ... قال جبريل
قالوا : من معك ؟ ... قال : محمد .. قالوا أو أرسل إليه ... قال : نعم ... قالوا : مرحبا بك وبمن معك .. ففتحوا لنا الباب فإذا هي سماء من حديد لا وصل فيها ولا فصل يقال لها الماعون .. ورأيت فيها الملائكة ركباناً على خيل مسمومة متقلدين بالسيوف بأيديهم الحراب فقلت : من هولاء يا جبريل ؟ .. فقال : هؤلاء جند من الملائكة خلقهم الله تعالى لنصرة الإسلام إلى يوم القيامة ... ورأيت فيها شابان متشابهين .. فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ ... قال : أحداهما أبا يحيى بن زكريا .. والأخر عيسى ابن مريم عليهما السلام .. أذن منهما وسلم عليهما .. فدنوت منهما وسلمت عليهما فردا السلام ... أما عيسى فإنه سط الشعر جميل الوجه أبيض اللون مشرب حمرة ... وأما يحيى فرأيت على وجهه أثر الخشوع ... فسلمت عليه فرد علي السلام وهنائي بالكرامة من ربي . وقال أبشر يا محمد فإن الخير فيك وفي أمتك إلى يوم القيامة .. فقلت لربي الحمد والشكر .. ثم قدمني جبريل عليه السلام وصليت بهما ركعتين على ملت إبراهيم الخليل عليه السلام ..
ثم صعدنا إلى السماء الثالثة في أسرع من طرفة عين وبينها وبين السماء الثانية خمسمائة عام وسمكها مثل كذلك ... فطرق جبريل بابها فقالو من هذا ؟ ... قال : جبريل ... قالوا : من معك ؟ ... قال : محمد ... قالوا : مرحباً بك وبمن معك .. ففتحوا الباب فدخلناها ... فإذا هي سماء من نحاس يقال لها ألمزينه ... ورأيت فيها ملائكة معهم ألوية خضر .. فقلت : من هؤلاء يا جبريل .. فقال : هؤلاء ملائكة ليلة القدر وشهر رمضان .. يطلبون مجلس الذكر ومجالس الشهداء والجماعات ويسلمون على أهل صلاة الليل .. ورأيت فيها شيخاً وشاباً .. فقلت من هؤلاء؟ . فقال : داود وسليمان عليهما السلام .. أدن منهما وسلم .. فدنوت منهما وسلمت عليهما فردا السلام وهنائي بالكرامة من ربي وقالا أبشر يا محمد فالخير فيك وفي أمتك إلى يوم القيامة .. ونظرت بينهما غلام جالس على كرسي من نور وقد أشرق النور وجه وصورته كا لقمر البدر فقلت من هذا الشاب يا أخي يا جبريل ؟ قال : يوسف ابن يعقوب فضله الله با لحسن والجمال كما فضل القمر على جميع الكواكب .. فدنوت منه وسلمت عليه فرد السلام وهنائي بالكرامة من ربي عز وجل وقال لي مرحبا بالأخ الصالح والنبي الناصح واصطفت الملائكة صفوفاً وقدمني جبريل فصليت بهم ركعتين على ملة إبراهيم الخليل عليه السلام
ثم صعدنا إلى السماء الرابعة في أسرع من طرفة عين وبينها وبين السماء الثالثة خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك فطرق جبريل بابها فقالوا من هذا ؟ .. قال : جبريل
قالوا : من معك ؟ .. قال : محمد صلى الله عليه وسلم .. قالوا مرحبا بك وبمن معك
ففتحوا لنا الباب فدخلناها فإذا هي سماء من فضة بيضاء يقال لها الزهرة رأيت فيها من عجائب ربي عز وجل أصنافاً من الملائكة رأيت رجلاً على وجه نور ساطع
وله قلب خاشع .. فقلت : من هذا يا أخي يا جبريل .. قال : هذا أخوك إدريس رفعه الله مكاناً عليا .. أدن منه وسلم عليه .. فدنوت منه وسلمت عليه فرد علي السلام .. وأستغفر لي ولأمتي .. ثم رأيت ملكاً عظيم الخلقه والمنظر .... قد بلغت قدماه نحوم الأرض السابعة وتحت العرش جالس على كرسي من نور والملائكة بين يديه وعن يمينه وعن شماله ينتظرون أمر الله عز وجل وعن يمينه لوح وعن شماله شجرة عظيمة إلا أنه لم يضحك أبداً .. فقلت : يا أخي يا جبريل من هذا ؟ ... قال : جبريل
هذا هازم اللذات , ومفرق الجماعات , ومخرب البيوت , والدور ومعمر القبور , وميتم الأطفال , ومرمل النساء , ومفجع الأحباب , ومغلق الأبواب ومسود الأعتاب وخاطف الشباب , هذا ملك الموت عزرائيل فهو ومالك خازن الأرض لا يضحكان أبداً ادن منه وسلم .. فدنوت منه وسلمت عليه فلم يرد علي السلام .. فقال له : لم لم ترد السلام على سيد الخلق وحبيب الحق فلما سمع كلام جبريل وثب قائماً ورد السلام وهنائني بالكرامة من ربي وقال أبشر يا محمد فإن الخير فيك وفي أمتك إلى يوم القيامة .. فقلت يا أخي يا عزرائيل هدا مقامك ؟ .. قال نعم منذ خلقني ربي إلى قيام الساعة , فقلت كيف تقبض الأرواح وأنت في مكانك ؟ .. قال إن الله أمكني من ذلك وسخر لي من الملائكة خمسة آلاف أفرقهم في الأرض فإذا بلغ العبد أجله واستوفى رزقه وانقضت مدة حياته أرسلت إليه أربعين ملكاً يعالجون روحه فينزعونها من العروق والعصب واللحم ويقبضونها من رروس أظافره حتى تصل إلى الركب ثم يريحونه إلى الحلقوم فتقع في الغرغرة فأتناولها وأرسلها كما تسل الشعرة من العجين , فإذا انفصلت جمدت العينان وشخصتا لأنهما يتبعان الروح فأقبضها بإحدى حربتي هاتين , وإدا بيده حربة من نور .. وحربة سخط فالروح الطيبة يقبضها بحربة النور ويرسلها إلى عليين والروح الخبيثة يقبضها بحربة السخط ويرسلها إلى سجين وهي صخرة سوداء مدلهمة تحت الأرض السابعة السفلى فيها أرواح الكفار .. قلت : كيف وكيف تعرف حضر أجل العبد أم لم يحضر .. قال : يا محمد ما من عبد إلا له في السماء بابان بابينزل منه رزقه , باب يصعد إليه عمله وهذه الشجرة التي عن يساري ما عليها ورقه إلا عليها إسم واخحد من بني آدم ذكور وإناثاً فإذا قرب أجل الشخص اصفرت الورقة التي كتب عليها أسمه وتسقط على الباب الذي ينزل منه رزقه ويسوداسمه في اللوح فأعلم أنه أنه مقبوض فانظر إليه بنظره ترتعد منها جسده ويتوعك قلبه من هيبتي فيقع في الفراش فأرسل إليه أربعين من الملائكة يعالجون روحه ... قال تعالى :
( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) صدق الله تعالى
قلت يا أخي يا عزرائيل : ارني صورتك التي خلقك الله عليها وتقبض فيها الأرواح , قال يا حبيبي : لا تستطيع النظر إليها فقلت : أقسمت عليك إلا فعلت وإذا بالنداء من ألعلي الأعلى لا تخالف حبيبي محمد فعند ذلك تجلى ملك الموت في الصورة التي يقبض فيها الأرواح ... قال النبي صلى الله عليه وسلم : فلما نظر ملك الموت إلي وجدت الدنيا بين يديه كا لدرهم بين يدي أحدكم يقلبه كيف يشاء فارتعد قلبي ورجف منه .. فوضع جبريل يده على صدري فرجعت روحي إلي وعقلي فقال جبريل : يا محمد ما بعد القبر ‘إلا ظلمة القبر ووحشته وسؤال منكر ونكير , قال النبي صلى الله عليه وسلم فودعته وتقدمت أمامي قليلاً ... فإذا أنا برجل صبيح الوجه غزير العقل .. فلما راني ضحك متبسماً ... فقلت يا أخي يا جبريل : من هذا ... قال هذا : أبوك إبراهيم الخليل ادن منه وسلم ... فدنوت منه وسلمت عليه فرد علي السلام وهنأني بالكرامة من ربي ... وقال : مرحباً بالابن الصالح أبشر يا محمد فالخير كله فيك وفي أمتك إلى يوم القيامة ... وإن أخاك جبريل يرفعك إلى ربك ليجتبيك ويكرمك ... قلت ما قعودك هنا ... قال : أنظر إلى أعمال أولاد آدم فما رأيت أجمل ولا أكمل ولا أنور ولا أزهر ولا أحسن ولا أزكى ولا أطهر ممن يقول ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فطاب قلبي وحمدت ربي فقال جبريل تقدم وصل به وبالملائكة ركعتين فتقدمت وصليت ركعتين ..
يتبع