[عثمان الثمالي]

ثم أرتقينا إلى السماء السادسة وبينهما وبين السماء الخامسة خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك فطرق جبريل بابها فقال خزنتها من هذا ؟
قال : جبريل , قالوا : ومن معك ؟ ...
قال : محمد , قالوا : مرحباً بك وبمن معك ففتحوا لنا الباب ودخلناها فإذا هي

من ياقوته خضراء إسمها( الخالصة )..
ورأيت فيها من خلقة ربي عز وجل ملكاً عظيماً جالساً على كرسي من نور نصفه من ثلج ونصفه من نار فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفيء النار .

وهو ينادي سبحان من ألف بين الثلج والنار اللهم ألف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك والملائكة تقول آمين ..
فقلت : يا جبريل من هذا :
قال : هذا ملك خلقه الله ووكله بأكناف السموات وهو أنصح الملائكة إلى أمتك يدعو لهم بهذا الدعاء إلى يوم القيامة

ثم تقدمت وسلمت عليه فرد علي السلام
وقال : مرحباً بحبيب رب العالمين

ورأيت رجلاً كهلاً كثير الشعر مدرعة نت صوف أبيض يتوكأ على عصا يكاد شعره يغطي جسده له لحية بيضاء على صدره
فقلت : من هذا يا أخي يا جبريل ..
قال : هذا أخوك موسى بن عمران فضله الله بكلامه وجعله كليماً له أذن منه وسلم عليه .
فدنوت منه وسلمت عليه ... فنظر إلي وجعل يقول :
يزعم بنو إسرائيل أني أكرم الخلق على الله وهذا أكرم مني على ربه هذا النبي القرشي الهاشمي العربي الملكي الأبطحي , هذا الحبيب هذا الكريم العظيم هذا محمد الأمين بن عبد الله بن عبد المطلب .

ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الناصح ثم دعا لي ولأمتي بالخير والبركة وأصطفت الملائكة صفوفاً وصليت بهم ركعتين على ملة إبراهيم الخليل

ثم أرتقينا إلى السماء السابعة في أسرع من طرفة عين وبينها وبين السماء السادسة خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك فطرق جبريل بابها ,
فقالوا : من هذا .... قال : جبريل ؟
قالوا : من معك ؟ ... قال : محمد ,
قالوا : مرحباً بك وبمن معك فلنعم المجيء جئتما

ففتحوا لنا الباب ودخلناها فإذا هي سماء من ذرة بيضاء يقال لها
( العجيبة وهي العالية )
لم أسمع فيها صرير الأقلام ورأيت فيها الملائكة ربي عز وجل ملائكة يقال لهم الروحانيون

قال النبي صلى الله عليه وسلم فالتفت عن يميني فإذا أنا بشيخ حسن الوجه حسن الثياب جالس على كرسي من نور مسند ظهره إلى البيت المعمور وهو تلقاء الكعبة شرفها الله تعالى ..
قلت : يا أخي يا جبريل من هذا ؟
قال : هذا أبوك آدم صلوات الله علية
اذن منة وسلم علية
فدنوت منة وسلمت علية فرد علي السلام وهنأني بالكرامة من ربي عز وجل وقال : مرحبا بالأبن الصالح والنبي الناصح
أبشر يا محمد فالخير كلة فيك وفي امتك الى يوم القيامة وإنما يرفعك ربك إلية ليحييك ويكرمك
قال : ورأيت البيت المعمور وفية قناديل من جواهر وانوار مصطفة حولة بعضها من ياقوت أصفر وبعضها من زبرجد اخضر وبعضها من لؤلؤ رطب وإذا بالملائكة يطوفون حولة فقمت وطفت معهم سبعا
وقلت للملائكة : كم لكم تزورون هذا البيت ؟
فقالوا : من قبل ان يخلق الله اباك ادم بألفي عام يزورة كل يوم مائة الف الف وسبعون الف الف من الملائكة لا ترجع النوبة الى اولهم الى يوم القيامة .

قال النبي صلى الله علية وسلم : ثم تقدمت أمامي فلم أر أخي جبريل معي فقلت يا أخي يا جبريل أفي مثل هذا المكان يفارق الخليل خليله والأخ أخاه فلم تركتني وتخلفت عني

فنادى جبريل يعز علي أن أتخلف عنك والذي بعثك بالحق نبياً ما منا إلا له مقام ملوم ولو أن أحداً منا تجاوز مقامه لاخترق بالنور

قال : فلما قال لي هذا المقال وضعت يدي على وجهي وأخدتني الرعدة والخوف فضمني جبريل إلى صدره بجناحه وقال لي : لا تخف ولا تحزن إنما عرج بك ربك ليحييك ويكرمك ويصطفيك ويعطيك

فلما قال لي هذا المقال خفت عني كل ما أجده وإذا بالنداء من قبل الله تعالى

زجوا حبيبي محمداً في النور فأتتني الملائكة برفرف أخضر كمثل المقعد يحمله أربعة من الملائكة فوضعوه بين يدي وقالوا لي :
ارق يا محمد فاستويت على الرفرف فسار بي كالسهم الذي يخرج من القوس حتى أنتهى إلى بحر من نور أبيض وإذا بملك ذاك البحر واسع ما بين كتفيه لو أن الطير المسرع يطير بين منكبيه لما بلغه في خمسمائة عام

ثم زج بي في بحر من نور أخضر يتلألأ وإذا أنا بملك ذلك البحر لو اذن له أن يبلغ السموات السبع والأرضيين السبع في دفعة واحدة لهان عليه ذلك لعظمة خلقته ثم خرجت من ذلك البحر ولو وضع جميع ما خلق الله تعالى في السموات السبع والأرضيين السبع في يده لكان كخردلة في أرض فلاة

ثم خرجت من ذلك البحر إلى بحر أسود فلما رأيته
خررت على الرفرف ساجداً لله تعالى وتاديت برفيع صوتي :
يا غياث المستغيثين .. ويا إله العالمين ويا مؤنس المستوحشين .. ويا رب العرش العظيم يا إلهي وسيدي ومولاي آنس وحدتي في هذه الساعة بعبد من عبيدك يكلمني ويؤنسني وإذا بالنداء .......

( يتبـــــــــــــــــــــــع )