[عثمان الثمالي]

وإذا بالنداء من ساحل البحر يا محمد إلي أقبل فأقبلت وإذا أنا بملك عظيم الخلقة على ذلك البحر يكيل الماء بمكيال ويزنه بميزان فناديت :
السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا عبد الله

فقال : وعليك السلام يا حبيب الله
فقلت : سألتك بالله لما أخبرني ..لم سميت ميكائيل ولم سمي جبرائيل جبرائيل
ولم سمي عزرائيل عزرائيل

قال : يا حبيب الله ما الذي رأيت من العجائب حتى تسألني عن هؤلاء الملائكة في هذا المكان

قلت : لربي الحمد والشكر فإني يا أخي يا ميكائيل أحب إذا رجعت إلى الأرض أن لا يسألني أحد عن أخبار السموات إلا أخبرته عن قدرة الله تعالى

قال : صدقت يا محمد , اعلم يا حبيب الله أنني سميت ميكائيل لأني موكل بالقطر والنبات أكيل الماء بمكيال وأزنه بميزان وأرسله إلى السحاب إلى حيث شاء الله تعالى

فقلت : له وما الرعد وما البرق ..

قال : يا حبيب الله البرق إذا حملت السحاب الماء أرسل الله إليه ملكاً يسوقه حيث يشاء فيقع له زمجرة وقعقة فيضربه بسوط فيخرج منه النور وهو البرق

وإنما سمي جبريل جبريل لأنه أعطى الجبروت وهو صاحب الخسف والمسخ والقذف والزلازل والصواعق وبه أهلك الله الأمم الخالية

وإنما سمي إسرافيل إسرافيل لأنه ليس في الملائكة أشد منه بأساً ولأ أكثر منه أجنحة وريشاً وهو صاحب الصور

وإنما سمي عزرائيل عزرائيل لأنه موكل بقبض الأرواح وكلنا نخافه لأنه موكل بقبض كل دي روح

فسلمت عليه ومضيت وهو يصلي ويسلم علي ويدعو لي ولأمتي بالخير والبركة

ولم أزل أخترق صفوف الملائكة حتى أنتهيت إلى أفرق أصفر وأخضر وهو ساجد في سجوده سبحان الله العظيم فإذا سبح ذلك الديك سبحت ديوك الأرض جميعاً وأجابوه
قال ولما تسمعه ديوك الأرض تميل أعناقها وتصغي بآذانها لا ستماع ذلك التسبيح من ذلك الديك وتخفق بأجنحتها مجيبة بالتسبيح والتقديس لله الواحد القهار وإذا سكت سكتت

فيبنما أنا كذلك وإذا أنا بملائكة قيام على أقدامهم فقلت يا أخي يا أسرافيل من هولاء
قال : هؤلاء الروحانيون والكروبيون وهم حملة العرش أذن منهم وسلم عليهم

فدنوت منهم وسلمت عليهم
فردوا على السلام وهنأوني بالكرامة من ربي عز وجل فينما أنا أخاطب الملائكة وإذا بالنداء من فوق راسي الصلاة والسلام عليك يا محمد الصلاة والسلام عليك يا أحمد فرفعت رأسي وإذا أنا بملك عظيم الخلقة أشد بياضاً من الثلج يتقدمه سبعون الف ملك على صورته وشكله
فعانقني وقبلني وقال سر يا حبيب الله ويا أكرم الخلق على الله فسرت مع هؤلاء الملائكة وهم عن يميني وشمالي وبين يدي ومن خلفي يعظمونني ويكرمونني حتى أخترقنا

سبعين ألف حجاب من نور أبيض ... وسبعين ألف حجاب من زمرد ... وسبعين ألف حجاب من الاستبرق .... سبعين ألف حجاب من السندس .... وسبعين ألف حجاب من النور .... وسبعين ألف حجاب من الظامة .... سبعين ألف حجاب من المسك .... وسبعين الف حجاب من العنبر ... سبعين ألف حجاب من الجبروت .....

وبين كل حجاب وحجاب خمسمائة عام حتى انتهوا بي إلى حجاب الدخان ومنه إلى حجاب الظلمة ومنه إلى حجاب النور ومنه إلى حجاب الملك ومنه إلى حجاب العز ومنه إلى حجاب الكمال ومنه إلى حجاب القهر ومنه الى حجاب العظمة ومنه الى حجاب الوحدانية ومنه الى حجاب الصمدانية ومنه الى حجاب البقاء ومنه الى حجاب العلي ومنه الى حجاب الكبرياء ومنه الى حجاب الحظرة الألهية

حتى وصلت إلى حجاب الفردانية فنظرت وإذا أنا بسبعين ألف صف من الملائكة قياماً على أرجلهم وإذا بالنداء من قبل الله تعالى .....

( يتبـــــــــــــــــــــــــع )