رد : قصة الإســــراء والمعـــــراج ( مفصله )
وإذا بالنداء من قبل الله تعالى ارفعوا الحجب التي بيني وبين حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم فرفعت حجب لا يعلمها إلا الله تعالى فرأيت مائة ألف صف من الملائكة قياماً لا يركعون ... ومائة ألف صف من الملائكة ركوعاً لا يسجدون ... ومائة ألف صف من الملائكة سجوداً لا يجلسون ولا يرفعون رؤوسهم إلى يوم القيامة .... وبينما أنا أتفكر وقد أخدتني الهيبة مما رأيت من الجلال والكمال والعظمة وهيبة الله تعالى .... نوديت أمامك أمامك
ادن مني فخطوت خطوه مسيرة خمسمائة عام .... فقيل لي يا أحمد لا تخف ولا تحزن فسكن قلبي مما كنت أجده وأخد ذلك الرفرف يعلو حتى قربني من حضرة
سيدي ومولاي .... فأبصرت أمراً عظيماً لا تناله الأوهام... ولا تبلغه الخواطر ... سبحانه وتعالى ... مما لا عين رأت ولا أدن سمعت ولا خطر على قلب بشر
فدنوت من ربي حتى صرت منه كقاب قوسين أو أدنى ( قيل هما قوسا الوتر اللدان يربط فيهما الوتر وقيل المراد بهما الجناحان المقرونان إلى العينين ولا شك أنه صلى الله عليه وسلم هو الحبيب الأعظم والرسول الأكرم والحبيب قريب الحبيب ).... فوضع سبحانه وتعالى يده بين كتفي ولم تكن يداً محسوسة كيد المخلوقين بل يد قدرة وإرادة .... فوجدت بردها على كبدي فذهب عني كل ما كنت أجده ... وأورثني علم الأولين والأخرين ... وملئت فرحاً وسروراً ... فأخدني عند ذلك الثبات والسكون فظننت أن من في السموات والارض قد ماتوا إلا أنا لا أسمع هناك لا حسا ولا حركة .. ثم رجع علي عقلي وتفكرت فيما أنا فيه من الشرف العظيم
فنوديت ياأحمد ادن مني فقلت إلهي وسيدي ومولاي : أنت السلام ومنك السلام
فناداني ثانياً ادن مني ... فدنوت منه فقال وعليك السلام .. فسمعت نغمة كنغمة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقلت : يا ألهي وسيدي أمعنا أبوبكر
فقال : لا يا محمد .. أنت في مكان لا يصله أبوبكر ولا غيره ولكن علمت أنه ليس في الناس أحب إليك من أبي بكر فأسمعتك مثل صوته كي لا تخاف وليطمئن قلبك
قال فألهمني ربي عز وجل
فقلت : التحيات لله والصلوات والطيبات
قال الله تعالى : السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته
فقلت : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
فقالت الملائكة من ورائنا : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأنا أشهد أن محمداً عبدي ورسولي
فمن أحبك فقد أحببته ومن كذبك فقد باء بغضبي
وقال سبحانه وتعالى آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطائنا أي لا تعاقبنا على النسيان الذي هو السهو وكان بنو إسرائيل إذا نسوا شيئاً مما امروا به أو أخطئوا بذنب عجلت لهم العقوبة بنقص شي من مطعم أو مشرب على حسب ذلك الذنب الذي نسوه أو أخطاوا ...... فرفع ذلك عن هذه الأمة ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ................................. وقفة دعاء ............................................
( رحمة الله تعالى : إذا كان النقصان بحسب النسيان فكيف بمن يفعل المنكر بعمده وقصده وفجوره فشؤمه يعم كل الأنام بقطع الغيث ونقص الثمار وبالآفات التي تقع
نسأل الله تعالى العفو واللطف بنا ) ... آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــن يا رب العالمين
قال النبي صلى الله تعالى : ربنا لا تؤاخذنا مثلهم أي الأمم الذين تقدموا قبل أمتي
قال الله تعالى : يا حبيبي لا نؤاخذكم مثلهم
فقلت : ربنا ولا تحمل علينا إصراً يعني عهداً ثقيلاً وميثاقاً لا نستطيع حمله فتعذبنا كما حملته على الذين من قبلنا يعني اليهود فجعلت منهم القردة والخنزير يعني لا تشدد علينا فتغلظ الأمر كما شددت عل الذين من قبلنا وكان بنو إسرائيل كل من أصاب منهم ذنباً أصبح ذنبه مكتوبا على عتبة داره وقيل على جبهته
فقلت : ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به
قال الله تعالى : رفعت عنك مشكل
فقلت : واعف عنا
قال الله تعالى : عفونا وتجاوزنا
فقلت : وأغفر لنا وأرحمنا
قال الله تعالى : غفرنا وسترنا
فقلت : أنت مولانا
قال الله تعالى : صدقت يا محمد أنا مولاكم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فنصرنا على القوم الكافرين
قال الله تعالى : نصركم على قوم الكافرين إلى يوم القيامة
فقال لي سبحانه وتعالى : هل تراني بعينك
فقلت سبحانك لا تدركه الابصار ولا يحويك الاقطار ولا يغيرك الليل والنهار وانت الواحد القهار إلهي وسيدي ومولاي غشي بصري ونورك وبهاوك وجلالك فلا أراك إلا بقلبي
فقال الله تعالى : صفني يا محمد
فقلت : سبحانك لا يصفك الواصفون ولا يحدك العارفون ولا يحويك الظنون وانت الحي القيوم
قال الله تعالى : يا أحمد عظم شأني وعز سلطاني وأرتفع مكاني لا إله غيري أنا ملك الملوك وقاضي الحاجات من دعاني أجبته من قصدني أعطيته ومن توكل علي كفيته ومن قام بي قبلته ومن الآفات والعاهات نجيته
يا محمد أنظر إلى الموضع الذي كلمتك فيه فما بيني وبينك رسل ولا ترجمان ف
فرفعت رأسي وقلت : يا رب اين انا
فقال : أنت على بساط الأنس
فرجعت وهممت أن اخلع نعلي فناداني ربي سبحانه وتعالى
دس على بساطنا فقد أصطفيناك وأنت السيد المفضل
فالتفت إلى يميني وإذا بسيف النقمة يقطر دماً وهو معلق بساق العرش
فقلت : إلهي وسيدي ومولاي ارفع السيف عن أمتي
يا محمد سبق حكمي وقضائي لا يفنى أكتر أمتك إلا بالسيف وفي حديث آخر
( إلا بالطعن والطاعون )
فقلت : إلهي وسيدي ومولاي إني أسالك شيئاً
قال الله تعالى : وعزتي وجلالي لقد آليت على نفسي من قيل أن يخلق آدم بألفي عام أن لا تسألني شيئاً إلا أعطيتك
فقلت ألهي وسيدي ومولاي .. خلقت آدم بيدك ونفخت فيه من روحك ..و أسجدت له ملائكتك ... وأتخدت إبراهيم خليلاً ... وكلمت موسى تكليما ... ورفعت إدريس مكاناً علياً ... وأعطيت داود زبوراً وغفرت له ذنباً عظيماً ... وأعطيت سليمان ملكاً عظيماً وسخرت له الإنس والجن والطير والوحش والريح ... وخلقت عيسى من كلمتك .... فيم فضلتني كما فضلت هولاء
قال الله تعالى : يا أحمد إن كنت خلقت آدم بيدي فقد خلقته من طين وخلقتك من نور وجهي
وإن كنت اتخذت إبراهيم خليلاً فقد اتخذتك حبيباً والحبيب أفضل من الخليل
وإن كنت كلمت موسى تكليماً فقد كلمته من وراء حجاب على سور سيناء وكلمتك على بساط القرب بغير حجاب
وإن كنت رفعت إدريس مكاناً علياً رفعته إلى السماء الرابعة ورفعتك إلى مكان لم يصل إليه أحد غيرك
وإن كنت أعطيت سليمان ملكاً عظيما فقد جعلت لك الأرض مسجداً والثراب طهورا
وإن كنت أعطيت داود فقد أعطيتك سبعاً من المثاني والقران الكريم وفيه سورة الفاتحة وسورة البقرة وسورة آل عمران ما قرأها أحد من أمتك إلا غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وعدد الرمل
وإن كنت خلقت عيسى بكلمتي فقد شققت لك إسماً من أسمائي وجعلت إسمك مع اسمي لا يقول عبد لا إله إلا الله إلا يقول محمد رسول الله
ومن لم يقر برسالتك فلا اقبل منه عمله وهو في الآخرة من الخاسرين
وأعطيتك الكوثر وماؤه أشد بياضاً من الثلج وأحلى من العسل وثرابه من المسك الأوفر ونباته الزعفران وعرضه سبعون ألف ميل
وأعطيتك الحوض المورود والشفاعة الكبرى والدرجة الرفيعة وصيام رمضان وفيه أنزل القرآن عليك وأحللت لك الغنائم ولم احلها لأحد من قبلك
قلت : يارب هدا لي فما أعطيت أمتي
قال : يا محمد قد غفرت لسبعين ألفاً من أمتك قد وجبت لهم النار
قلت : يا رب زدني
قال : إذا تاب العاصي قبل موته بسنة تبنا عليه
قلت : يا رب زدني فالسنة كثيره
قال : إذا تاب قبل موته بشهر تبنا
قلت : يا رب زدني فا لشهر كثير
قال : إذا تاب قبل موته بجمعة تبنا عليه
قلت : يا رب زدني فالجمعة كثير
قال : إذا تاب قبل موته بيوم تبنا
قلت : يا رب زدني فاليوم كثير
قال : إذا تاب قبل موته بساعة تبنا
قلت : يا رب زدني فالساعة كثير
قال : إذا تاب قبل الغرغرة جدنا عليه وقبلنا ثوبته
قلت : يا رب زدني
قال : قد أعتقنا من أمتك كل ليلة جمعة مائة ألفاً من النار
قلت : يا رب زدني
قال : إذا كان آخر ليلة من رمضان أعتقنا بعدد ما أعتقنا من أول الشهر إلى أخره
فقلت : يا رب زدني فحسا لي ثلاث حسيات
وقال لي : خد وخد وخد
قلت : يارب ما تفسيرها
قال : عفوي وحلمي ورحمتي
فقلت : لك الحمد والشكر والإكرام والعظمة والإحسان
ثم هممت بنزول فناداني ربي عز وجل
على رسلك يا محمد إني مفترض عليك وعلى امتك فريضة من وفى بها دخل الجنة ومن قصر عنها فإن شئت غفرت له وإن شئت عذبته
فرضت عليك وعلى أمتك خمسين صلاة في كل يوم وليلة
فقلت : سمعنا وأطعنا
ونزلت وهو يصلي ويسلم علي
فلم أزال أسير حتى أتيت أخي موسى ابن عمران عليه السلام فلما رآني نهض قائماً
وقال : مرحباً الصادق الحبيب أمن عند ربك ؟
قلت : نعم
قال : ما أعطاك ؟
قلت : أعطاني وأرضاني
قال : فما أعطى أمتك ؟
قلت : أعطاهم وأرضاهم وفرض علي وعليهم خمسين صلاة في اليوم والليلة
قال موسى : فارجع وسأله التخفيف فإن أمتك أمه آخر الزمان جسدهم ضعيف وعمرهم قصير لا يطيقون ذلك فاسأل ربك أن يخفف عنهم
فقلت : يا أخي ومن يخترق تلك الحجب التي اخترقتها ؟
قال موسى : اسأله من فإنه قريب مجيب ,
وإذا بالنداء من ألعلي الأعلى : أسأل ما شئت فقد أجبتك ,
قلت : يا رب أمتي ضعفاء لا يقدرون على خمسين صلاة ,
قال : فحط عني وعن أمتي خمساً
فرجعت إلى موسى و قلت له
فقال : أرجع إلى ربك وأسأله التخفيف فإن أمتك لا تطيق
فلم أزل أسأل ربي عز وجل وموسى يكلمني حتى وهب لي خمسه وأربعين , وفرض علي وعلى أمتي خمس صلوات
قال موسى : أسأله التخفيف
قلت : يا أخي يا موسى قد استحيت من ربي
فناداني ربي : يا محمد أرجع وقد جعلناها خمساً في العمل وخمسين في الميزان كل صلاة بعشر صلوات ما يبدل القول لذي الحسنة بعشر أمثالها ... ومن فعل سيئة كتبت عليه مثلها
( يتبع )
|