عكاظ : الاحد 1430/11/13 هـ العدد : 3059
استحداث حصة فكاهة في التعليم العام
أنمار حامد مطاوع
ترى دراسات علم النفس القديمة والحديثة أن الفرد إذا أخفق في تحقيق أهدافه، صغيرة أم كبيرة، امتلأت نفسه بالغبن، أو ما يسمى بـ (الطاقة السلبية)، التي قد تصل، بفعل التراكمات، إلى أعضاء الجسد وتضنيها، لا سمح الله. لذلك، فالفرد، خصوصا صغار السن، في حاجة إلى التخلص من الشوائب المادية والنفسية المصاحبة لسيرورة الحياة، لما في ذلك من نتائج إيجابية تظهر في القريب العاجل على نفسياتهم، وقد عبر (أرسطو) عن النتائج السيكولوجية بعد التخلص من الطاقة السلبية بقوله: (تطهير العواطف). الضحك استعداد فطري في الإنسان لا يكتسبه بالتجربة، فهو انفعال إنساني خاص يتميز به عن بقية الكائنات، وله ــ ككل الغرائز ــ أركان ثلاثة: مؤثر أو باعث يستثيره، وحالة انفعالية مصاحبة، ووظيفة أو غاية يسعى إلى تحقيقها.الطالبات والطلاب في المراحل التعليمية العامة هم الأكثر ضغوطا وحاجة لإطلاق طاقاتهم السلبية خارج أجسادهم، خصوصا أنهم الأقل قدرة على التعامل معها بشكل صحيح..
المطلوب هو أن يتم استحداث حصة فكاهة أسبوعية في جميع مراحل التعليم العام، بدءا من المرحلة الأولى ابتدائي وحتى المرحلة الثالثة ثانوي. يتم استثمارها لتعليم الطالبات والطلاب أصول الفكاهة ــ وليس السخرية ــ وكيفية صناعة (نكتة) تعمل على تشغيل العقل، واستغلال هذه المقومات للوصول إلى الفكاهة الراقية في الفكرة والانفعال والوظيفة. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم استحداث حصة (فكاهة) في كل مرحلة من مراحل التعليم العام تهتم بأصول الفكاهة وتعليم الطالبات والطلاب كيفية صناعة النكات التي تعمل على إعمال العقل والرقي بالمشاعر وتطهير العواطف.