رد: أخــبـــار ومنــوعـات ليـوم الاحد 13 ذو القعدة
كـــل شيء تمام !
الأحد, 1 نوفمبر 2009
د.فهد بن سعد الجهني
كــل شيء تمام؛ وأبشر طال عمرك، (ولا تشيل هم) ، هذه المفردات وغيرها كثير ؛ من أعظم أسباب الفشل وتضييع الجهود. كثيراً جداً ما نسمع خطباً رنانة؛ ونرى شعاراتٍ طنانة؛ ونقرأ وعوداً تجعل الحياةَ حديقةً من الورود !
إن المتأمل في واقعنا الخدمي والعملي والإداري ؛ يجد هذا ( السيناريو) الثابت ،عندما تنشأ أو تظهر قضية ما تحتاج لحلول عاجلة ودقيقة ، : توجيهات صريحة قوية من المعنيين من ولاة الأمر وفقهم الله يتبعُ ذلك ومعه تأكيد ورغبة صادقة في خدمة الوطن والمواطن ؛ وتسهيل كل الأمور الرسمية والمادية ، بعد ذلك : تُجيَّش فرق العمل ؛ وتُعقد المؤتمرات ؛ وتُطلق الشعارات والتوصيات والأمنيات ...إلخ ، ثم وفي نهاية المطاف وبعد جولات وبطولات من التصاريح والزيارات والجولات ، بعد ذلك كله: ومع ارتفاع نسبة التفاؤل وانخفاض نسبة التشاؤم!! وانتظار الفرج وتنفيذ التوجيهات ؛ لاتكاد ترى في أرض الواقع ذلك القدر المناسب من الأفعال والنتائج ؛بل وفي أحايين كثيرة لاتكاد ترى شيئاً !! ومن أسباب هذا هو : اعتماد المسؤول على من هو دونه في المسؤولية وثقته المطلقة وإحساسه بأن مجرد إصدار التوجيه أو (إكمال اللازم ) يكفي !
ومن جهةٍ أخرى تجد أن من حُمِّل أمانة التنفيذ ؛ همُهُ إقناع المسؤول أن
( كل شيء تمام )!
ومن قضايانا الأخيرة والتي وجدت الاهتمام والعناية من أعلى مستويات المسؤولية من ولاة الأمر وفقهم الله الترتيبات الخاصة بمرض إنفلونزا الخنازير .نجدُ أنه وفي أرض الواقع وعلى مستوى مدارس التعليم العام ومما رأينا وسمعنا من كثيرين يبعد تواطؤهم على خلاف الحقيقة ؛ أن كثيراً من الترتيبات والوعود الرائعة والجميلة اختفت وذابت ! إنها أمور تحتاج إلى إعادة نظر ؛ وتغيير جذري في ثقافة المسؤولية ؛ وماهو القدر من العمل والرغبة والإنتاج الذي تبرأ به الذمة ؛ إنها جملةُ قضايا تحتاج إلى تأصيل وتنبيه وزيادة الوعي بآداب الشرع وقواعده الحاكمة لهذا الباب ؛ ومن أصول الشرع في العمل والإنتاج البحث عن الإتقان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: { إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه }!
فهل هناك أمل أم أن كل شيء تمام؟!
|