عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2009   رقم المشاركة : ( 9 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية الاثنين 14-11-1430هـ

الوطن :الاثنين 14 ذو القعدة 1430 هـ العدد 3321
أما آن لرهاب الأنفلونزا أن يتوقف؟
ليلى أحمد الأحدب
لم أشهد خلال مدة ممارستي لمهنة الطب التي قاربت عامها الخامس والعشرين تضاربا في الآراء حول لقاح مثل الذي يشهده العالم حول لقاح أنفلونزا الخنازير، وما دعاني لكتابة هذه المقالة التي تعتبر ثالثة مقالاتي حول هذا المرض سوى كثرة الأسئلة التي تطرحها علي مريضاتي وخصوصاً اللواتي يردن الحج، فقد أخبرتني إحداهن أنها قرأت في صحيفة محلية بياناً من وزارة الصحة يلزم حجاج الداخل بإبراز شهادة التطعيم الخاص بـ H1N1، مما حفّزني للعودة إلى أرشيف الصحيفة على الشبكة العنكبوتية للتأكد مما سمعته فلم أجد سوى بعض التصريحات لمسؤولين من وزارة الصحة والتي لا تدل على موثوقية خبر مريضتي ولكن في نفس الوقت لم أجد في الصحف المحلية ولا في المواقع العالمية ما يشجعني على نصح أحد بأخذ اللقاح، ولذلك ختمت مقالتي السابقة (السعودية قادرة على حج دون وباء) بأن يترك أخذ اللقاح اختياريا، وهذا ما فعلته وزارة التربية والتعليم مع أنها مسؤولة عن صحة الصغار والذين هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الكبار، وما زلت لا أعتقد أنه من الحكمة إجبار أحد على أخذ اللقاح، سواء كان أنفلونزا الخنازير أو الأنفلونزا الموسمية والتي من النادر ألا يصاب أحد بها مرتين في العام مع تغيرات الطقس في الخريف والربيع.الخبر الذي ورد من وزارة الصحة يوم السبت الماضي عن استعدادها لإصابات أكثر بسبب موسم الخريف يجب ألا يخيف الناس، فأنا على سبيل المثال راجعني خلال شهري رمضان وشوال كثير من الإصابات بالأنفلونزا الحادة والتي أجهل نوع الفيروس بسبب عدم توافر التحليل الخاص به، وكنت أكتفي بإعطاء العلاج المعهود مع توصية بالراحة وشرب السوائل الساخنة والإكثار من فيتامين C وأوصي بمراجعتي إذا لم تتحسن الحالة خلال يومين أو ثلاثة، وبفضل الله لا يوجد ما يبرر الخوف والهلع، ومنذ الربيع الماضي حين أعلن عن ظهور المرض لم تكتشف أي إصابة بأنفلونزا الخنازير لأي مراجع لدينا مع أنهم يعدون بالآلاف ، ولم أسمع إلا عن إصابة واحدة هي قريبة نسيبة صديقتي، على وزن جيران جيران صاحب الأرنب المعروفة في حكايات جحا.لا أشك أبدا في حرص وزارة الصحة على سلامة الناس مواطنين ومقيمين وحجاج ومعتمرين، ولكن اللقاح ينصح به لفئات معينة كالحوامل والمرضعات والعاملين بالحقل الصحي والذين على تماس مباشر بالمصابين، وكذلك الأطفال خاصة إذا كانوا يعانون من مشكلات صحية مزمنة.لا يخفى على أحد أن اللقاح نفسه يعاني من عدة إشكالات؛ أولها أن اللقاح على نوعين: النوع المضعف ويمكن إعطاؤه مع أي لقاح آخر، أما النوع الثاني فلا ينصح به مع لقاح الأنفلونزا الموسمية، وثانيها أن دراسة كندية حديثة أظهرت أن أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية يزيد من احتمال الإصابة بأنفلونزا الخنازير، وفي موقع تابع لمدينة فانكوفر الكندية تم انتقاد وزيرة الصحة الكندية التي صرحت بأن على الناس مسؤولية الحصول على حقائق تتعلق بالمرض، وسبب الانتقاد هو أن رغبة أكثر من نصف الكنديين بعدم أخذ اللقاح لا تعود إلى نقص المعلومات بقدر ما تعود إلى أن الناس يعيشون في عصر تميزه سمة عدم الثقة، بما فيها عدم الثقة العلمية نتيجة التطور التقني الذي طغى على أخلاقيات العلم في كل جانب سواء الأسلحة أو الوراثة أو تقنيات الإنجاب الحديثة، وآخر مثال هو الخبر عن إمكانية تصنيع حيوانات منوية من جلد الرجل أو المرأة وإمكانية الحصول على بويضات من الجنسين، لذلك ففي الغرب نفسه حيث أغلب الناس لا يؤمنون بشيء اسمه القدر هناك اتجاه لرفض اللقاح، فما بالنا ببلاد المسلمين حيث الإيمان بالقضاء والقدر هو حيلة المؤمن الصبور؟ وهل يستحق هذا المرض كل هذه الضجة؟!
ما ينطبق على كندا ينطبق على أمريكا وفرنسا وكافة العالم المتقدم وقد رأينا أنه في ألمانيا لم يتشجع إلا قلة من العاملين الصحيين على أخذ اللقاح، فتعهدت المستشارة الألمانية بأن تأخذ اللقاح الأرخص، ولكن السيدة ميركل فوق الخامسة والستين وهي بالأساس ليست معرضة لهذا المرض وعلى هذا فمن هو فوق الخامسة والستين لا ينصح باللقاح، ومع ذلك نجد أن بلدا كالأردن منعت هذه الفئة من الحج من ضمن فئات أخرى ممنوعة، أفلا يدل هذا المثال على التضارب الكبير في الأمر؟
النقاش محتدم محليا وعالميا بين فكرتين: بين شدة الوباء والخوف من انتشاره وبين سلامة اللقاح، وما لم يحسم هذا النقاش لصالح اللقاح فلا أجد نفسي مضطرة لأخذه ولا أنصح غيري به، ويكفينا من رهاب الأنفلونزا ما حصل حتى الآن، وقد ذكرت أن نسبة الوفيات من المرض لم تتجاوز 1 إلى 2 % ولكن البشر يجتاحهم الخوف من أي شيء فيتذكرون الميت الواحد وينسون بقية المئة الذين تم شفاؤهم؛ وقبل أن يفرض اللقاح على أي أحد يجب أن نعرف مكونات اللقاح ومدى سلامته وما تأثيراته الجانبية وما هي عقابيله الخطيرة، وإذا تم التأكد من سلامته فيمكن النصح به لكن لا يعني ذلك أن يكون ملزما لأحد.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس