رد: أخبار المتنوعةالثلاثاء15 ذو القعدة 1430
صالح محمد الشيحي
حقوق المواطن غير قابلة للانتقاء
الفكرة التي طرحها رئيس تحرير صحيفة "الشرق" أستاذنا قينان الغامدي قبل يومين لم تكن جديدة.. لكن إعادة طرحها الآن وفي هذا التوقيت بالذات له أسباب جوهرية تتعلق بتأخر عجلة التنمية في مناطق على حساب مناطق رغم وفرة السيولة.. فإنشاء الشركة الموحدة للمقاولات الإنشائية لتنفيذ مشاريع الحكومة كلها، أمر يدرك قيمته سكان المدن التي ما تزال مشاريعها متعثرة.. والتي لم تتعثر بالكاد تسير.
السؤال المبكر: لماذا يقتصر عمل الشركات الكبرى على مشاريع المدن الكبرى؟
المواطن في المدن الكبيرة هو المواطن في المدن الصغيرة.. وحقوق المواطن غير قابلة للانتقاء والمعايير الهلامية.. فكما أن الناس مترابطون في المناطق كافة يفترض أن تكون الشركات الكبرى كذلك..
سأضرب لكم ذات المثل: أليست الشركة التي تمد منازلنا بالكهرباء هي شركة وطنية واحدة لها طواقمها وفرق صيانتها ومشاريعها ومعداتها وآلياتها.. ولها أيضاً: أسهمها في السوق التي تشعر المواطن أنه جزء من هذه الشركة؟!
والشركة في المقابل ليست بالسيئة.. حتى وإن أوغلنا في سلبياتها.. هي تعمل وتنجز وتنجح أحيانا وتخفق أحيانا أخرى.. المهم أنها كيان ناجح بمقاييس المال والأعمال.
إذن: ما الذي يمنع أن تقوم في كل منطقة شركة حكومية خاصة لها حق استلام كافة المشاريع دونما استثناء.. ولها مجلس إدارة للناس حق محاسبته ومساءلته ومطالبته تحت رقابة مجالس المناطق وأمانات المدن وبلدياتها.. أليس هذا أجدى وأبقى من شركات قطاع خاص" تلهط" نصيبها من المشروع وترميه "من الباطن" على شركة أخرى، ترميه هي الأخرى على شركة أصغر، إلى أن تتم ترسية المشروع في نهاية المطاف على مؤسسة كل طاقمها عاملان أحدهما غير نظامي، ومشرف عربي وشاب سعودي على بند الصيانة!!
|