[صقر قريش]

هايل العبدان

اعتراف وزارة الصحة!

بالأمس اعترفت وزارة الصحة بوجود 480 ألف شخص لم تصلهم خدماتها الصحية من إجمالي 24 مليونا، هم عدد سكان المملكة، وهو اعتراف شجاع. لكنها لم تعترف بعد بعدم جودة ما تقدمه لـ23.5 مليونا الآخرين من خدمات صحية!
تتبوأ المملكة مركزاً متقدماً على مستوى العالم في مجال الإنفاق الصحي، بميزانية ضخمة لوزارة الصحة تبلغ 25 مليار ريال كل ذلك لم يشفع لمستشفيات "الصحة" بتقديم خدمات طبية راقية تستحق كل ما يصرف عليها. بل على العكس.. إذ يرتفع مؤشر هبوط مستوى الخدمة الطبية المقدمة بموازاة ارتفاع أرقام ميزانيتها كل عام!
أصبح الكثير من مستشفيات وزارة الصحة علامات فارقة تميزها عن غيرها من مواعيد طويلة، ونقص في الأسرّة، وأخطاء طبية متلاحقة. فاكتسبت بالتالي ألقاباً مختلفة، بدءاً من "المجزرة" وليس انتهاء بـ"مختبر التجارب البشرية". يوصف من يدخلها بالمفقود، هذا إن وجد سريراً شاغرا. ومن يخرج بالمولود، ولو على عكازين.!
البون شاسع عند المقارنة بين الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة وبين ما تقدمه القطاعات العسكرية مثلاً من خدمات طبية لمنسوبيها وأسرهم، كوزارة الدفاع والداخلية والحرس الوطني. حيث تحولت مستشفيات "الصحة" إلى نقطة سوداء في صفحة وزارة الصحة!
هي إذن أزمة إدارة للجهاز، لا أزمة نقص تمويل أو غيره .. فماذا أنتم فاعلون ؟!
خروج عن النص:
كنت ضمن مجموعة طلاب طالما عانوا من نطق أسماء بعض الدول والمناطق الجغرافية مثل "تشيكوسلوفاكيا" في قلب أوروبا، وقارة "أنتاركتيكا" في مؤخرة الكرة الأرضية. وأحمد الله أن استجاب دعاءنا بتخليصنا من ذلك الاسم الطويل بتفكك اتحاد "تشيكوسلوفاكيا"إلى دولتي "التشيك" و"سلوفاكيا" ليسهل نطقهما (كل على حدة). بينما كل يوم يمر على "أنتاركتيكا" يجعل عمرها أقصر نتيجة ذوبان جليدها!
كثيرة هي أجهزتنا التي تحتاج للتفكيك، وإعادة الهيكلة، وإذابة جليد البيروقراطية من داخلها!