علي سعد الموسى
هل اشترت الخطوط قناعتي؟
وسؤالي ينبع من صلب العنوان بعاليه: هل اشترت مؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية ذمتي برحلة إلى مصانع تولوز كي أتوقف، مع أربعة زملاء آخرين عن نقد أداء هذا الجهاز؟ الجواب يعرفه ضميري والضمير في القرارات الشخصية بحكم تجربتي معه لا يتوقف ولا يموت. هذا هو ردي الصريح المباشر مع بضعة تعليقات ساخنة من بعض قرائي الكرام الذين وصلت بهم العبقرية إلى هذه النتيجة عطفاً على اصطحابي مع جهاز حكومي في زيارة. كأنها المرة الأولى التي أركب فيها الطائرات وأول مرة أختم فيها جواز سفري بمغادرة لاكتشاف مدن أو السكن في فنادق. ورغم أن الحقيقة لا تهم أحداً، ولكنها من الأهمية أن أقول إن خسارتي الشخصية في مثل هذه الرحلة قد تفوق مصروفي العائلي لشهر. ومن أجلكم كتبت من قبل عن ناقلنا الوطني الجوي، ولربما كانت بعض الكتابة جزءاً من عشرات الأسباب التي دفعت هذا الناقل إلى لحظة التغيير في الإدارة والإرادة. ومن أجلكم كانت حواراتنا الساخنة طوال الرحلة مع الطاقم الأعلى في إدارة الخطوط الجوية. كشفنا لهم ما نراه من مكامن الخلل بعين المواطن البسيط وكشفوا لنا منهجية التغيير القادمة التي لا تقف فقط عند شراء أسطول ضخم وصلت بشائره الأولى، ولكنها تتعدى مسألة عقد ضخم إلى بنية إدارية ولوجستية مختلفة. هم يطلبون من الجمهور مسألة وقت وهذا يعني – الصبر – لأن شراء طائرة واحدة يستغرق انتظاراً من ثلاث سنين والمسألة أبعد من حكاية – الكاش – لأن الانتظار في الطابور يعني الوقوف مع ألف ناقل جوي على بوابة المصنع. هم مثلما قالوا ضحايا لعشرات الأسباب التي يتسبب فيها سبب واحد لإلغاء رحلة أو تأخير أخرى ولا تذهب بكم الظنون بعيداً فالخطوط السعودية مثلما أنا مقتنع اليوم ضحية في بعض الأحيان لبنية تحتية في المطارات لا تواكب المؤمل ولكنهم بكل تأكيد ليسوا ضلعاً على الإطلاق في هذه البنية. هم أيضاً في طاقمهم الإداري الجديد ضحايا لظروف وقرارات سابقة حتى وإن لم يقولوا ذلك أبداً فلنسألهم السؤال الذي تحرجوا من الإجابة عنه: لماذا لم يصطفوا منذ عقدين على طوابير المصنع وهم سيقولون بالضبط: اسأل بالضبط من كان هناك.
تسألوني أخيراً: هل اشتروا قناعاتي برحلة إلى مصنع؟ والجواب: سأذهب مع كل جهاز وطني دامت الزيارات إلى المصانع والغد والمستقبل وسيظل ضميري معي تحت قلمي بالضبط.