ثقافة الهزيمة أخطر من الهزيمة
الثلاثاء, 3 نوفمبر 2009
أنس زاهد
شيوع ثقافة الهزيمة هو أسوأ بمراحل من وقوع الهزيمة نفسها .
ثقافة الهزيمة هي التي توصل الأمة إلى القبول بإملاءات عدوها .. وعندما تقبل الإملاءات فهذا يعني أنك تمنح عدوك الفرصة في أن يأخذ كل ما يريد دون أن يدفع أي ثمن كان .
في حرب 67 تلقينا هزيمة عسكرية مذلة وخطيرة ومدمرة ، لكننا استطعنا أن نثأر لهزيمتنا بعد ست سنوات لأن ثقافة الهزيمة لم تكن قد غزتنا بعد . صحيح أننا لم نستطع أن نزيل آثار عدوان 67 بالكامل ، لكننا نجحنا في تحطيم صورة ( الجيش الذي لا يقهر ) التي وظف الكيان الصهيوني كل أساليبه الدعائية لتثبيتها في وعي ولا وعي شعبه وشعوبنا على حد سواء .
في حرب أكتوبر 73 أمسك من بقي من المستوطنين على الحدود بأسلحتهم لأول مرة ، لا ليعتدوا على الفلسطينيين العزل ، ولكن ليحموا أنفسهم من طلائع الجيشين المصري والسوري اللذين كانا من المنتظر قدومهما في أية لحظة !!
لقد عالجنا الجرح خلال ست سنوات فقط ليس لأن الاتحاد السوفييتي ساندنا فهو كان يساندنا حتى قبل هزيمة 67 بسنوات . لقد نجحنا لأن الخلايا السرطانية لما يسمى بثقافة الهزيمة لم تكن قد انتشرت في وعينا كما هو الحال الآن . هذا هو السر في أننا استطعنا خلال ست سنوات فقط ، أن نمتص ضربة الكيان الصهيوني المدمرة التي كانت تحتاج إلى العديد من العقود لتجاوزها والتعامل معها بروح جديدة .
ثقافة الهزيمة أخطر من الهزيمة نفسها .