عرض مشاركة واحدة
قديم 11-07-2009   رقم المشاركة : ( 5 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أخــبــار ومنوعات ليوم السبت 19 /11

نفسُ عِصامٍ سَوَّدَتْ عصاما
نجيب الزامل
* أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 321.

***

* حافزُ الجمعة: هل سمعتم أيها الأعزاء بِـ ''ظاهرة الأوّزة السوداء''؟ لم يكن يؤمن كل الناس بوجود الأوزّةِ السوداءِ، لأن كل ما هم متأكدون منه أن جميعَ الأوَزَّ أبيض اللون.. حتى تم اكتشافُ قارةِ أستراليا، وتم رصدُ لأول مرّةٍ ما كان يظنه الناس مستحيل الوجود، الأوزةُ السوداء! العصاميةُ كما أراها هي الإيمانُ بأنك تستطيع أن تحقق ما يظنه معظم الناس مستحيل التحقيق.

***

*شخصية الأسبوع: الدكتور الأميرُ ''منصور بن متعب بن عبد العزيز'' وزيرا لأهم مرفقٍ حضري في الدولة، وزارةُ البلديات. والدكتور الأمير منصور من عقليةٍ متظافرةِ المعارف والتجارب العملية، فهو رجلٌ أكاديميٌ بالممارسة التعليمية في الجامعة، ثم موظف كبير في وزارةٍ تعاني من أثقالٍ وأعباءٍ وأحمالٍ ومهامٍ ومسؤولياتٍ عُظمى، برأيي أنها الهيكل العظمي الذي ينبني عليه لحمُ وعضلُ وأعضاء الأمة، ولا نظنه إلا أنه أكثر من يعرف هذه الحقيقة، وهي معرفة ترهقُ القلبَ، وتُتعب الذهنَ، حقيقةٌ من يعرف معناها ومداها يكون كمن يعيش في كتلةِ جهازِه العصَبي، دائم اليقظة حتى الإنهاك. ذاك ثمنُ المهمات الكبرى لابد أن يحملها بشجاعةٍ وحكمةٍ وذكاءٍ وحزمٍ وإخلاصٍ شخصياتٌ ترتفع هممُهم لتتجاوز كل الارتفاعات في المجتمع المحيط، لأنهم يجب أن يشرفوا ويخططوا ويبنوا ويراقبوا كلَّ المجتمع المحيط.. أثبت الأميرُ منصور أنه موصولٌ عقليا بالريادةِ والاستكشاف بدءا من المجالس البلدية.. والقادمُ تاريخٌ جديد، بوعودٍ جديدة.. إن من ألمع بروق العصامية هي الريادة لفكر جديد في عالم قديمٍ يتطلعُ للجديد.

***

* كلمة ''انتربنيورشِبْ'' الإنجليزية أحبّ أن أترجمها بـ ''الروح العصامية''، إنها كلمة وصفية بالغة الدقة حتى أن اللغةَ الإنجليزية لم تجد لها مرادفا من الفرنسية فاستخدمتها في قلبها المعرفي. ولا نجد أقوى من العصامية العربية عمقا في المعنى لأنها تمثلت بعصام الذي بنى سؤدده من حاجبٍ في عهد النعمان بن منذر، ولما تساءل الناسُ كيف ارتقى بلا نسبٍ ولا ثراء، قيل إن ''نفس عصامٍ سوّدتْ عصاما''. وفعل خيرا بي الصديق الدكتور ''محمد الجهني'' بتقديم دعوةٍ لحضور مؤتمر (عصاميون) في مبنى مؤتمراتِ الجامعة في جدّة، وأحسنتْ الجامعة بإقامة مؤتمرٍ متفردٍ للروح العصامية لتأخذها الجامعاتُ كدراسةٍ علميةٍ من واقع التطبيقات العملية لعصاميين غيروا وجه التاريخ، وأعادوا مساراتٍ كبرى في ملحمة التطور الإنساني.. إن جامعة الملك عبد العزيز ممثلة في كليتها الراقية، كلية الهندسة، كانت عصاميّةً وراء الفكرة وإخراجها وإقامتها بنجاح. وكان ضمن الحضور صديقنا العالمُ الأمريكي المصري أحمد حسن، وهو قصة عصامية للنجاح من مصر حتى أعلى مراكز البحث الذري في أمريكا، وكم كنتُ أود أن أرى مشاركة من عصاميين علميين سعوديين تزخرُ بهم هذه الأمة، ولكن هي التجربة الأولى، وسنرى كثيرا في القادم من نُسَخِ هذا المؤتمر.

***

* وكأن هناك رسالة من تلك الرسائل التي يسمونها ''رسائل تتابع الظرفِ الكوني''، في نهاية مؤتمر ''عصاميون'' في جدة، توجهت مباشرةً للدمام حيث كنت ضيفاً على حفل شباب الأعمال في المنطقة الشرقية، والوقتُ كان بالغ الضيق، فلم يتم الترتيب حول أجندةِ اللقاء، فخلتُه لقاءً عاديا. وفوجئتُ برجل الأعمال الشاب ''خالد العمار'' عريف الحفل، ورئيس جمعية شباب الأعمال في المملكة، يخصصُ موضوع المناسبة عن العصامية، فبلغ بي العجبُ العصاميّ مبلغَه. وكنت أتأمل بوجوه الشباب، وما كنت أرى إلا بريق التطلع للإنجاز، وتحقيق مفهومٍ عملي للعصامية، فكانت كلمة العصامية هي جو الحفل وهي غطاؤه. من روحي أملتُ أن يكون هذا هو التجديد الذي نأمله لهذهِ الأمة ولعاً وحباً وولاءً لها، التغييرُ الكبير الذي يغير مظاهرَ شاعت عندنا فآذتنا وأعاقتنا، وشبهتُ التجديدَ بألية الطبيعة الإلهية في تغيير الثعبان لجلدِه، فهو يسلخ جلدا عتيقا تآكلت خلاياه، لجلدٍ جديدٍ طازج الجِّدَّةِ والحيوية، ولكن يبقى قلبُه وتشريحُه ثابتاً لا يتغير، فلنجدّد طبائعَنا المثبِّطة إلى طبائع جديدة متوثبة للحياة العملية المنجزة، وتبقى ثوابتُنا الدينية والأخلاقية أصلاً لا يُمس ولا يتبدّل.

***

* كتابُ الأسبوع: انتبهوا لهذا الكاتب، إنه عقلية عالمية في علم الإدارة الإنجازي إن جازت التسمية، وهو بنفسه قصة نجاح عصامي، إنه الكاتب والمفكر ''نسيم نيكولاس طالب''، أما لماذا اسم ''نيكولاس'' فحكاية ليس الآن مكانها.. وأشجّعُ شبابَ الأعمال، ومن يملكون روحا مجنّحةً عصاميةً أن يقرأوا كتابـَه الأخير بعنوان ''Black Swan الأوّزة السوداء''، كتابٌ يحكي عن ظاهرةِ الأوزةِ السوداء التي أشار إليها ''حافز الجمعة''، والكتابُ غنيٌ بالأمثال والتجارب والبحوث والمقارنات والدلائل، صيغ بلغةٍ إنجليزيةٍ ساحرةٍ وفـَكِهـَةٍ ومباشرةٍ. برأيي أنه يخلف وبجدارةٍ عالمَ الإدارة الأول في العصر ''بيتر دركر''، وبإضافات ونكهةٍ جديدتين، كإدارةِ الروح العصامية، وتوقع اللامتوقَّع: الأوزةُ السوداء!

***

* نقاشُ الجمعة: هل الإخفاقاتُ أو النجاحاتُ التي نحققها هي بفعل إرادتِنا الذاتية برغم الظروف الخارجية، أم بتأثيرِ الظروفِ الخارجية؟
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس