رد: الملف الصحفي للتربية ليوم الاثنين21-11-1430هـ
الرياض :الاثنين 21 ذي القعدة 1430هـ - العدد 15113
نحن متخلفون تعليمياً
عابد خزندار
نشرت إحدى الصحف إحصائية عن طول اليوم الدراسي في بعض دول العالم ، ووفقا لهذه الإحصائية فإن العام الدراسي في اليابان يمتد إلى 243 يوما ، وهو أطول عام دراسي في العالم ، تليها الصين وطول العام الدراسي 241 يوما ثم ألمانيا وروسيا 210 أيام ، ثم سويسرا 207 أيام ، ثم هولندا واسكتلندا 200 يوم ، وتأتي السعودية في ذيل القائمة حيث يبلغ طول العام الدراسي 138 يوما .. ولم تذكر الإحصائية طول اليوم الدراسي ، ولا أعتقد أنه يختلف كثيرا من بلد إلى آخر ، فعدد الحصص لا يمكن أن يكون أكثر من ست حصص بمعدل 45 دقيقة لكل حصة ، ومغزى هذه الأرقام خطير جدا ، وكمثل بسيط إذا كان عدد حصص الرياضيات في اليابان 243 حصة في العام بمعدل حصة واحدة يوميا فإن عدد حصص الرياضيات في اليوم في السعودية لا يزيد على 138 يوما ، وطبعا لا بد أن يكون هناك فارق كمي ونوعي بين من يدرس 243 حصة في العام وبين من يدرس 138 حصة ، وهذا يعني أن الذي يدرس حصصا أقل متخلف عن الذي يدرس حصصا أكثر ، وهو الأمر الذي نلاحظه في أرض الواقع ، وأذكر أنني عندما ذهبت للدراسات العليا في الولايات المتحدة وجدت نفسي متخلفا في اللغة الانجليزية والرياضيات عن زملائي الذين جاؤوا من اليابان وكوريا ، ووجدت بالذات صعوبة في تعلم علم الإحصاء الحيوي ، ولذلك أجلت تعلمه وأخذت دروسا في الرياضيات ، وبعد ذلك عدت إلى تعلم علم الإحصاء ، ولا أشك في أن المبتعثين السعوديين الذين يبتعثون إلى الخارج يجدون نفس الصعوبة التي وجدتها ، أما الذين لا يبتعثون ويدخلون سوق العمل فيجدون أنفسهم عاجزين أمام متطلبات سوق العمل وخاصة في اللغة الإنجليزية والمحاسبة وإدارة الأعمال ، وما لم يتعدل هذا الوضع فسنظل متخلفين تعليميا عن باقي بلاد العالم ، وسيظل الأجانب مسيطرين على سوق العمل .
|