عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2009   رقم المشاركة : ( 25 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أخــبــار ومنوعات الأربعاء 23--11

سلاح ومراهق" تعني دماء في الشوارع





المقال
عبد العزيز جايز الفقيري




ما الحاجة إلى السلاح ؟ سؤال يطرح نفسه .



طالب يذهب إلى مدرسته في الصباح ويعود منها بكل أمان . وموظف يقفز إلى عمله في الصباح ليحلو له طعم الغداء بعد هذا التعب والعناء . هذا هو حال معظم الشعب الوطني السعودي ، حال لا يدعوا إلى الخوف أو أية قلق ؛ فالأمن والأمان يعمان البلاد والعباد .

قبيل عدة أيام سمحت وزارة الداخلية باستقبال طلبات الحصول على رخصة فتح محال لبيع الأسلحة الشخصية .

ماذا سوف أقول ؟!!

بالطبع لا تسألني هذا السؤال .. اذهب إلى أقرب مركزٍ للشرطة ، ثم انتقل بعده إلى أبعد سجن ، ولا تنسى زيارة المستشفى ؛ الجميع يشهد على خطورة امتلاك الأشخاص والأفراد الذكور والإناث لأي سلاح فردي .

نعم ، وزارة الداخلية تعني بإعلانها الأسلحة الفردية يعني مثلاً : مسدس أو سبعة ، أو مسدس التسعة ملي ؛ أنا أعلم هذا جيداً ؛ بل أقول إن هذه الأسلحة الصغيرة الحجم تفعل الأفاعيل ، وتحرق الأرواح بضغطة زنادٍ من أي طفل ؛ نعم مسدس سبعة ملي يعني مسدس يحتوي على سبعة طلقات نارية حارقة خارقة قادرة على قتل عائلة كاملة من أولها إلى آخرها بأتفه سبب كان أو قد يكون .

نعم ، أعلم أيضاً بأن مسدس التسعة ملي قادر على حمل أربعة عشرة طلقة دفعة واحدة يعني إمكانية السطو على بنك بأكمله يحتوي على أربعة عشرة فرداً وقتلهم جميعاً ، الأمر لا يتعدى ضغطة زر من طرف أصبع ، وبعدها أسبح في بركة من الدماء من سفاحٍ أتيح له حمل سلاح ولكن برخصة معتمدة 100%.

أجزم أنك تصدقني ، والملايين من هذا الشعب لكن قد يقول قائل : أنت تبالغ جداً ، فالأمر أبسط من هذا فلنجرب ثم نحكم .

أقول لهذا الواهم وأمثاله : أذهب إلى المدارس وأنظر إلى ما فعلته الأسلحة البيضاء ( السكاكين ، والسواطير ، والسيوف وغيرها ) تأمل في ما فعلته من مجازر ، ملئت بها المستشفيات ، وعقدت بسببها قصاصات وجاهات ، وعتق للرقاب ، مع فتن وبلايا ورزايا !!.

وقد يقفز عنيد ويقول : السلاح قد يدافع به عن العرض .

أقول يا عنيد : وكم نسبة المدافعين عن أعراضهم بأسلحتهم 0% أم 1% ، أفتح صفحات الجرائد ومواقع الجرائم لتشاهد كيف استخدمت هذه الأسلحة في الجرائم ، والسرقات ، والمضاربات ، والعصبيات بنسبة 99% لا أشك في هذه النسبة .

هل من المعقول أن نضحي بتسعة وتسعين نفس لأجل نفسٍ واحدة ؛ بالطبع لا مجال للمساومة .

أخيراً ليس آخراً .. قد تتبجح بأن السلاح منتشر وفي جميع مناطق المملكة ؛ أقول لك نعم ؛ ولكن أن يفتح الأمر بشكل نظامي ، يختلف عن أن يكون بخلسة وخيفة سرعان ما يتورط بها أصحابها ، وتجارها ، ويقعون بها في أقرب تفتيش فتصادر منهم ، ويأخذ كلٌ جزاؤه .

لا أشك أن وزارة الداخلية سوف تضع الشروط والقوانين لامتلاك هذه الأسلحة ، مقرونة بالعقوبات على مخالفيها نعم سيتم هذا الأمر ولكن ؛ أنظر إلى صفحات الجرائم المقبوضة فهم كل يوم بازدياد ، وكل يوم باستهتار حتى مع وجود العقوبات .

إذاً الأمر يكمن في أن الطلقة التي لا تصيبك قد تصيب أحداً غيرك .

ولحظة الغضب ينسى الإنسان نفسه وعقله إلا من رحم ربي ؛ فيخرج ما جادت به يداه ، إلى أن يصل إلى ذروة الغضب فيخرج سلاحه الناري ليلهب خصمه ( أخاه ، ابن عمه ، أبوه ، جاره ، زميله في المدرسة ) بطلقات تخترق الحديد فكيف بالجلد النحيل ، ولا شيء غير الدم يسيل ، والندم يمسي صاحب الجريمة ، ويد السياف تنتظر قطع الرقبة ، بعد جولة بين المحاكم والجاهات ويا لها من آهات .

أدعوا المسؤولين في وزارة الداخلية إلى أخذ جولة في السجون ، والشرط ، والمستشفيات ، والمدارس فينظروا ثم يقرروا أين المصير؟

أرجوكم أعكفوا فقط على قراءة صفحات الجرائم في الجرائد والمجلات ، سوف تجدون الجواب بالقلم والصورة الدامية بأن الوقت غير مناسب لعرض الأسلحة في الشوارع .

من محب لوطنه ، وأبناء وطنه أرجوكم لا تحرموا أم من أبنها الذي تنتظره بفارغ الصبر لكي يأتي من المدرسة ، فكم من ابن قد خرج من مدرسته بثوب أبيض ، ووجه مبتسم ، ليصلى عليه غداً بكفنٍ أبيض وحزن دامس لقب أمه والسبب شجار بين مراهقين تمكن أحدهما من سرقة سلاح والده وتمت الخاتمة السيئة في مسرحية قد نعتاد عليها فيما لو لا قدر الله سمح باقتناء هذه الأسلحة بالأسواق واستيراد ماركات عالمية منها ، تدفعنا إلى القتل بجدية ، والأخذ بالثأر والعصبية والحمية بدموية وساعتها لا ينفع ندم ، ولا نهر من الدموع يسيل ؛ فالأمن في أمان بعيداً عن هذه الأسواق الدموية ، والأمن في خطر مع هذه الأسلحة المرخصة بكل حرية .

في النهاية : لا تنسوا أن الخلايا الإرهابية ليس بمستغرب أن تستعين بمثل هذه الأسلحة ولنتعظ من هذه النسبة التي تقول : بأن هناك 230 مليون سلاح ناري يملكه الأفراد في أمريكا تخلف 35 ألف قتيل أمريكي سنويا رميا بالرصاص.

والحكمة تقول : السعيد من وعظ بغيره ،والشقي من وعظ بنفسه.

نعم ؛ المسألة خطيرة ، بل هي أكبر من أن تحصرها مقالة !!.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس