[رويعي الغنم]

http://www.mesoscale.ws/pic2004/040529-33.jpg
ألأخوة والأخوات ألأعزاء , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وأسعد الله كل أوقاتكم , وبعد :
المقدمة التي وضعتها لكم بعاليه , والتي تعمدت وضعها في مداخلة مستقلة , أود منكم أن تستحضروا ظلال المعاني التي وردت فيها أثناء مضينا قدما في الحديث عن الريح العقيم .













http://www.mesoscale.ws/pic2005/050410-31.jpg
كما أود هنا , أعادة تذكيركم بالعبارات التي وصفت بها الريح العقيم التي أستأصل الله بها عادا (بالجزء الثاني من هذه الحلقه) , والتي كان نصها كالتالي ,,((بعبارة أخرى هي العاصفة التي يسميها الناطقون بالأنجليزية بالتورنيدو , وهي الريح العقيم بآثارها ومخلفاتها , وهي الصرصر بصوتها , وهي العاتية بقوتها وعنفوان تدميرها , وهي الحاصب بما تحمله من رمال وأحجار ومخلفات قاتلة تفتك بكل ما ترتطم به , وهي في حجم سحابتها وهيئتها تشبه ذلك العارض الذي عندما رأته عاد مستقبلا أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا , وهي التي تصحبها صواعق مهولة تعيد للذاكرة صاعقة عاد وثمود , وهي التي تخطف كثيرا مما تمر عليه من مادة ونبات وأنسان وحيوان وغيره , وقد تنزعه أذا كان متشبثا نزعا وترفعه عاليا ثم تلقي به هامدا خامدا كما فعلت الريح العقيم بقوم عاد حين نزعتهم من على اليابسة وكأنهم أعجاز نخل منقعر , ثم قذفت بهم خلفها مجندلين على ألأرض كأعجاز نخل خاويه , وهي التي فيها عذاب أليم , وتدمر كل شيء بأمر ربها) , أنتهى النص .













http://www.mesoscale.ws/pic2004/040610-7.jpg
كما أود تذكيركم أيضا , بأنني سبق وأن تحدثت أليكم في الجزء الماضي (الثاني) من هذه الحلقه(1) ,عن أول ظاهرة (عارض ممطرنا) من ظواهر الريح العقيم , وهي ظاهرة السحاب العارض الذي تتولد عنه عادة الريح العقيم .
الظاهره التي بينت لكم تطابقها مع صفات سحابة عواصف الترنيدو (ف5,الفئة الخامسه) التي أصبحنا اليوم على دراية بها في بلاد غير بلادنا , والتي فصلت لكم عنها بالجزء الماضي تحت الفقرة أولا , وتحت العنوان , (فلما رأوه عارضا مستقبلا أوديتهم , قالوا هذا عارض ممطرنا ) .













http://www.weatherstock.com/slides/Lightning%206-RF-CD.html
على أنني هنا , أود الأستدرك لأقول , أن ما بينته لكم سابقا , وما سأبينه لاحقا , عن تطابق صفاتها(التورنيدو مع الريح العقيم), أنما هو أجتهاد من عبد يصيب ويخطىء, عبد أستدل في أجتهاده بنواميس كونية أودعها الله في هذا النوع من السحاب والريح التي تتولد عنه , لكن ما أدلى به هذا العبد يظل أجتهادا يرجحه ولا يجزم به , وذلك لأن الله سبحانه هو القادر على أن يبعث عليهم وعلى غيرهم ألوانا من العذاب بنواميس لم تعهدها البشرية , وما العذاب الذي أصاب جيش أبرهة الحبشي منا ببعيد , ذلك العذاب الذي لا يفصله عن تاريخ نزول الوحي على خاتم النبيين (صلى الله عليه وسلم) سوى بضعة عقود .













http://www.mesoscale.ws/pic2002/020505-8.jpg
لكن الظاهر لي , والمرجح عندي ترجيحا يكاد يستبعد منه أدنى شك , هو أن عذاب قوم عاد كان وفقا للنواميس الكونية المعتادة , لكنه كان في صورة من أعتى صورها , وعلى درجة من القوة أكبر مما ألفته البشريه, وبكثافة أشد (عدد الخراطيم وسعتها) , وزمن أطول أستمر سبع ليال وثمانية أيام حسوما, والله أعلم .










http://www.noaanews.noaa.gov/stories/images/okla5b.jpg
وقبل أستئناف ما بدأته بالجزء السابق عن أوصاف ريح عاد , أود أن ألفت أنتباهكم الى أن الخراطيم التي شاهدتموها وهي تنشل متدلية من أسفل السحب , أنما هي أنابيب شفط هوائية عنيفة , تعصف داخلها الرياح بسرعة عاليه في عكس أتجاه عقرب الساعة بنصف الكرة الشمالي وعكسها في الجنوبي, وما تنزعه من على الأرض يظل دائر في قمعها (خرطومها) بشكل تصاعدي الى أن تأتي اللحظة التي يكون فيها على حواف ألأنبوب الخارجية ليتمكن حينها من ألأفلات منها على مختلف ألأرتفاعات , ولكنه أنفلات على هيئة مقذوف يبتعد عنها , ثم تنحني به الجاذبية بشكل مقوس ليرتطم في النهاية بما يقابله على سطح ألأرض .










http://www.weatherstock.com/slides/Lightning%201-RF-CD.html
ألأنسان والحيوان الذي تخطفه دوامة الريح , غالبا سيهلك في الفضاء قبل الهلاك المؤكد من جراء الأرتطام بالأرض , وذلك بسبب المخلفات والصخور التي تعصف بها دوامة الريح داخل ألأنبوب (الخرطوم) , والمنطلقة عادة داخله كالقذائف المدمره والرماح والسهام المصوبه , هذا أذا لم تحق به الهلكة مبكرا بسبب صعق الصواعق المتتابعة داخل القمع.



























http://www.ultimatechase.com/Chase_Accounts/Greensburg_Tornado_Damage_Survey.htm





























































































































































































































علما أن أنجع وسائل الوقاية من شر هذه الريح هو الملاذ بالملاجىء المدفونة تحت ألأرض كالذي تشاهدونه بالصورة أدناه , وهي الى حد ما قريبة الشبه بخزانات المياه ألأرضية في بيوتنا , مع غلق الفوهة أن أمكن للحد من آثار تفريغ العاصفة للهواء المعروف بالشفط .












أما عند مرورها على المسطحات المائية كالبحيرات والأنهار فأنها تشفط المياه ومعها الطحالب والأسماك وغيرها , مكونة بها نوافير شاهقة جدا , ومن عجائب هذه الظاهره أن بعض الكائنات المائية كالأسماك والضفادع تقذفها نوافير الماء عاليا لتتلقفها التيارات الهوائية في السحب العاليه وتحملها معها ثم تسقطها لاحقا مع ألأمطار في أماكن على اليابسة غير المكان الذي ضربته العاصفه , لذلك كان الناس الى ما قبل عقود يظنون بسبب هذه الظاهرة أن السماء لا تخلو من البحار العذبة التي تسقط منها تلك الأسماك والضفادع النافقه .








والآن وبعد هذه ألجولة التي أطلتها عليكم , أعود بكم ثانية الى أوصاف ريح قوم عاد مبتدئا بالفقرة ثانيا , وذلك بعد أن فرغنا في السابق (الجزء الثاني) من أولى صفاتها وهو العارض الممطر ..
ثانيا : طبيعي أن ما ظنه القوم عارضا مستقبل أوديتهم , قد غشيهم لاحقا بعد أن تكدس ركام من السحب القاتمة الكاتمة المضطربة , والتي حالما أكتمل تكدسها عصفت رياحها محولة أول يوم من أيام هبوبها على عاد الى يوم نحس مستمر .
كم نزل من الأقماع (الخراطيم) التي أنشلت من سحاب ذلك اليوم النحس؟, وكم كان قطر كل فوهة من فوهات الخراطيم التي لامست ألأرض ؟, وكم كانت سرعة الرياح في كل قمع ؟.








الجواب : الله أعلم , ولكن وصف أول يوم من أيام عصفها , بأنه يوم نحس مستمر, ووصفها بأنها صرصر عاتيه , ووصفها بأنها ما تذر من شيء أتت عليه ألا جعلته كالرميم , يوحي بأنها كانت ريحا مهولة السرعة , متعددة الخراطيم , عريضة الفوهات عنيفة التدمير, مع أجواء تكهربت بالصواعق , واهتزت مع الصواعق برجيف الرعود, وبعبارة أخرى , كانت من القوة والضخامة والتدمير على قدر مهول يفوق كثيرا أعنف أنواع التورنيدو التي عرفتها ألأنسانية على مدى تاريخها المدون .







وقبل التوغل في أوصاف الريح العقيم التي أهلك الله بها عادا, واستكمال مقارنتها بعاصفة الترنيدو , أود أعطاءكم خلفية عن آلية تدمير تلك العاصفة التي كان حال القوم في أولى مراحلها كأعجاز نخل منقعر , وفي آخرها كأعجاز نخل خاويه .
ولكنني قبل ذلك أجدني مضطر للتوقف عند هذا الحد , وتأجيل الحديث عن الآلية وغيره , حتى لا يطول عليكم الجزء الثالث من حلقتنا هذه (ح1) .
تابعوا معي جزءها الرابع الذي آمل أن يكون ختام حلقة الريح العقيم , فالى ذلك الحين أستودعكم الله , والسلام عليكم ورحمة الله ....