عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2009   رقم المشاركة : ( 35 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لـــحـــن الــقـــــــــــــول

الجمعة, 30 أكتوبر 2009

د. عبدالعزيز الحربي

( الخاطرات ) المائسات من النساء تبخترا ، وهي أيضا – وهو المراد هنا – : الواردات التي ترد على البال ، وتسمّى خواطر القلب ، وبنات الفكر التي قيل فيها :
لنا من بنات الفكر نسلٌ به نسلو
وترد على القلب في اليوم آلاف الخواطر، والوسواس نوع منها، والناس مختلفون في قوة الخاطر ونوعه، وكل إناء بالذي فيه ينضح ، فخاطرات أصحاب الهمم العالية والنفوس الزكية، والعقول الصحيحة من صوائب الحكمة التي يؤتيها الله من يشاء، وفي العوام الذين لم يرد على فطرتهم ما يغيرها عن أصلها من هو كذلك، ومن سالفي العبّاد طائفة سمّوا (عقلاء المجانين) قال عنهم طائفة من أهل العلم: هم أناس وهبهم الله عقولا وأحوالا فسلب عقولهم وأبقى أحوالهم وأسقط ما أوجب بما سلب، وفي هذا الكلام نظر يفضي إلى تصوره دون تصديقه ؛ إذ لا يمكن أن تكون الحكمة مع ذهاب العقل ، ولكن يمكن أن يقال : لا تسلب عقولهم جملة ، بل تتعاقب أحوالهم وعقولهم ، فما كان من الحكمة فهو من أثر العقل . وتوارد خاطرين أو أكثر من اثنين أو أكثر في كلمة أو جملة يسيرة ممكن ، وهو نادر جدا ، وأما اتفاق شاعرين في بعض البيت من الشعر فممكن ، بل واقع ، قال ابن حزم:( شاهدناه مرتين في عمرنا، وأخبرني من لا أثق به أن خاطره وافق خاطر شاعر آخر في بيت كامل ، وأما الذي لاشك في امتناعه فهو اتفاقهما في قصيدة بل في بيتين) وهذا كله في الألفاظ ، وأما المعاني فالتوارد فيها كثير ، بل ربما خطر للجليسين خاطر واحد في وقت واحد ، ولم أشهد خاطرا وقع لثلاثة في وقت ، هذا وإن (الخاطرات) جمعٌ سالم يكون للقليل والكثير، وجعله سيبويه من جموع القلة في أصل الوضع، ولا دليل لذلك إلا ما روي أن النابغة عاب على حسان في قوله:
لنا الجفَنَات الغرّ يلمعن بالضّحى
وأسيافنا يقطرن من نجدةٍ دمَا
فقال له: قلّلت (الجفان) وهن كثير، إلخ، وهي قصة موضوعة، مهيضة مقطوعة، رواها هيان بن بيان، ومفجوع بن مفجوع ، وضُلّ بن ضُلّ، وطامر بن طامر، والله يقول : (وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ) فهي – هنا – للكثرة بلا ريب.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس