رد : حوار حول الحكم الصادر على صدام حسين
أخي المبرد : أشكرك على طرح موضوع للنقاش على درجة عظيمه من ألأهمية كهذا , واسمح لي أنت والقراء بأعطاء خلفيه ضروريه لما وراء ألأكمه قبل ألأجابه على تساؤلات الحوار وأقول وبالله التوفيق ما يلي :
1- صدام الذي يحاكمونه ألآن ليس صدام العالق بأذهان الكثيرين ,,, لا ,, قولوا لماذا ؟ , أقول لكم لأن هناك صدامان ألأول حاكم صالح في نظر من يحاكمونه اليوم والثاني طالح في نظرهم وهو الذي شاهدتموه في جلسات المحكمه ...
صدام ألأول هو الذي جاءت به ألأستخبارات المركزية مع رفاقه البعثيين من القاهرة ثم دفعته الى سدة الحكم ثم الى كرسي الرئاسه , وكان رئسا صالحا قدم خدمة لأسياده من علمنة للبلد ومهاجمتة أيران وتحجيم الثورة ألأسلامية الشيعيه التي كانت عدواها متوقعة لدى لأهل السنه وفتح سوقا كبيرة للسلاح بسبب الحرب , وهو الدموي المتجبر المتكبر الذي أذل شعبه.... الخ , ومع ذلك كان حاكما له مستقبل وبأمكانه توريث أبنائه الحكم لو بقي على نفس النهج ولكنه غير سلوكه لذلك تغيرت معاملته...
صدام الثاني : هو صدام الخارج عن الطاعه الذي لم يعتبر بما حصل لرؤساء وملوك سبقوه في الخروج على أولات أمرهم كالرئيس كندي ونابليون ألأول واثنين من باباوات الفاتيكان وزعماء بريطانيين وفرنسيين وبعض زعماء الكرملن واستجواب كلنتن واذلاله لمخالفات طفيفه ليعود لبيت الطاعه هو وزوجته وغيرهم كثير, ولم يكن صدام يخفى عليه مصيرهم وسبب عقابهم ومع ذلك خرج عن الطاعه لشجاعته وقوة شخصيته...
2- جرائم صدام الثاني الخارج على القانون وقوفه في وجه مخطط الشرق ألأوسط الكبير منذ البدايه ومعارضته لبرامج السلام المعروضه مع أسرائيل وندائه بفلسطين من البحر الى النهر ودعمه المادي المباشر لأسر شهداء ألأنتفاضه واصراره على هذا الموقف حتى ألأطاحة به ,, وجريمته وقوفه في مخطط أغراق ألأسواق بالبترول ليباع بأرخص ألأثمان واستبداله للدولار بعملات أخرى لبيع صادرات بلاده , وجريمته توجهه لأسلمة حزب البعث والشعب العراقي والأبتعاد عن العلمانية تدريجيا بتشجيعه لحفظ القرآن وايقاض روح الجهاد وأدخال ألآيات القرآنية في خطبه ومخاطباته , وجريمته أنه أوصل نسبة المتعلمين بشعبه الى تسعين بالمائه وكانت ألأسرة التي لا تدخل طفلها المدرسة تتعرض للغرامه , وذنبه رفع مستوى المعيشة لشعبه قبل الحصار(كما قالت مجلة أكونومسنت - كانت دولة الرفاهية العراقية حتى عهد قريب من أكثر دول العالم العربي شمولا وكرما) , وذنبه أنه بنى جيشا وتصنيعا حربيا فيه خطر مستقبلي جدي على كيان أسرائيل فيما لو تحولت الحكومة العراقية الى حكومة أسلاميه, وجريمته أن عقيدة الصهاينة تنذرهم من أهل العراق البابليين وانهم هم من أنهى الدولة اليهودية ألأولى وهم الذين سينهون الثانيه ,,, لكل ذلك وغيره وجبت تنحيته وهدم ما بناه بطرق مختلفه ...
3- من يحاكم صدام؟ : يحاكمه النورانيون الصهاينة الذين نحوا من قبله السلطان عبد الحميد ونفوه وهدموا دولة الخلافه , وهم الذين تحدثت لكم عنهم في حلقات ما وراء ألأكمه التي وصلت بكم فيها الى الحلقة الخامسه , أما بوش وغيره من الزعماء السياسيين الى الجندي الذي يقاتل ويقتل في الميدان فلا يزيدون عن كونهم أدوات تنفيذيه..
4- الغرض من المحاكمه : ليس غرض المحاكمة المباشرأعدام صدام والا لكان قتله او تسميمه سهلا منذ البدايه , وانما الغرض أرهاب الحكام أولا وهذا ما أستوعبه القذافي بسرعة ليعود الى الحضيرة من قريب , أما الأعدام فيظل هدفا نهائيا تمليه لاحقا مصلحة من يحاكمونه عندما يشعررون أن بقاءه كورقة ضغط ودعاية قد أستنفذت ...
أما المحكمه والقضاة والمدعي العام والحكومة العراقية فهم أدوات يملى عليهم فينفذون طالما أن لهم ثأرات دمويه مع صدام ونظام حكمه ومصلحة حاليه مع من نصبوهم ...
القانون الذي حوكم به صدام والذي سيستأنف المحامون الحكم أمامه صممه النورانيون الصهاينه وأخرجه الى العلن حاكم العراق السابق اليهودي بريمر ,, ومع ذلك ظلت المحكمة والمحاكمة غير قانونيه محليا ودوليا لأنها محاكمة تتم تحت ألأحتلال وبأوامره ..
فأذا كانت المحاكمة غير قانونية من أساسها وبدايتها ومسرحية للدعاية والحرب النفسيه فكيف يمكن لأحد التنبوء بمراحلها القادمه سوى أولئك الذين يحركون خيوطها في الخفاء....
ختاما , على الرغم أنني تمنيت لو مات صدام كما يموت ألأبطال في القتال واقفا مقبلا غير مدبر أو مستسلم ألا أنني لا أعلم ظروف أسره فبعض الرويات تقول أن مقره تعرض لمقذوف يفقد الوعي , ومع ذلك أقول لله در أبي عدي فكم واجه من البلايا والرزايا في حاله وأهله ومآله بعد الملك والعز فبقي رجلا شجاعا يتحدى ويبتسم في وجه المنايا ويقول كما سمعتم منه يوم أمس عند تلاوة الحكم أنا لها أنا لها.. أسأل الله أن يجعل ذلك شهادة وكفارة له ويتجاوزعنا وعنه , ولأبي عدي الشرف أن يعدم وهو صامد أمام أعداء ألأمه وغيره يموتون من داخلهم على ألأسرة بعد عجز وخرف ومرض وسوء خاتمه.....
|