عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2009   رقم المشاركة : ( 10 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية ليوم الاثنين 27--11

المدينة :الأثنين 28 ذو القعدة 1430 هـ
دموع المعلمات
عبدالعزيز السليم
كأني بها أول من يصحو قبيل الفجر بعد أن كانت آخر من آوى إلى فراشها .. تتثاءب وتغالب النعاس وتتناوشها الهموم من كل جانب والعالم من حولها يغط في سبات عميق .. عميق ..
فقد تكون الرحلة طويلة وشاقة خلال الطرق المظلمة الوعرة ، ووسيلة النقل المضعضعة فرصة لتداول الهموم والنكد وسيحان المساحيق من وراء حجاب شُد عن ذئاب تعوي وكلاب تنبح ..وتلك الهموم مهزلة نفس إزاء فلذات الأكباد الذين يتناهى مواؤهم إلى مسمعها يتخلله قرقعة الحصى المتناثر جراء دواليب الباص أو شخير مجاور لمقعدها ممن وجدت في المسافة فرصة للراحة من فكي كماشة .. عمل البيت وعمل المدرسة ..
وبعد الوصول تبدأ الهموم بدوام مضبوط بالدقيقة والثانية عن جميع المؤسسات الحكومية بما فيها الخطوط الجوية العربية السعودية ، فالجرس المقدس يدق بتفانٍ عجيب عجز عنه حتى المؤذنون مضرب المثل في الدقة والحذق والانضباط . لكن الجرس المقدس الذي يلقي بها في غرف غير مرغوب فيها هو نفسه المنقذ من الحلقة التي كادت أن تستحكم حلقاتها فيصدع الجرس : فرجت ! فتهتف المعلمة بغبطة : وكنت أظنها لاتفرج !
ثم تنجرف في ماكينة العمل فتبتلعها في دوامتها فتلفظها بعد الحصة السابعة كالخلق البالي .. وما أطيب العمل ورواحه عند ذكر الأطفال الذين تصدر ذكراهم في الرحلة الشعثاء كالموتى زغب الحواصل لا ماء يروي ولا شجر يعطف غير حنان الخادمة -إن وجدت- وهو الحنان الصناعي الذي لا يروي غلة ولا يشبع جوعا ، فيبقى البيت كالمركب الذي فقد ربانه لا يدري في أي اتجاه يسير ..
وبعد العودة تتجدد الهموم والدموع وترتيب الأوضاع ومجيء الكبير الذي يلقي بجسده بفتور بارد وغم مستديم بعد دوام خال من الإنتاجية غير الغيبة والنميمة .. يفغر فاه لوجبة دسمة فتتأخر فيرفع عقيرته بالويل والثبور والتهديد والنعيب .. لماذا ؟
لأنها ربة بيت ، والأولى أن تبقى لزوجها وأولادها !
وهذا الذكر يتناسى بغبطة أنها كفلت حقها الواجب عليه شرعا فكفته مؤونة النفقة لأسباب أضحت مفهومة عند الموظفات ومتجاهلة عمدا عند الفحول .. فالواقع وطبيعة الحياة القائمة اختلفت وبقيت النفقة لا تفي بمتطلبات المرأة وأبنائها والتي تحاول أن تصنع لهم من الحجر الأصم شيئا ولا ترجع لإذلال الزوج المهترئ الذي يتمرغ بالراحة ونعيم البطالة أربعا وعشرين ساعة ! وعندما تحين ساعة ود مصادِفة يستمع عنترة ويترجل لعبلة فتدلي عليه بدموع الألم هموم المدرسة واستبداد وقسوة مديرة المدرسة وحاشيتها المقربة ، فتبقى بين مطرقة المديرة ودلال الطالبة الرعناء وهموم البيت والنفس تتناوشها كأطراف الأخطبوط ..
وهكذا تنسحب هموم العمل بتفاصيله للبيت في متواليات لا تنقضي ودوامة لا تتوقف ، يتبعه متابعة دروس الصغار وعمل على كل الجبهات فيستقيل عنترة وتمتطي عبلة صهوة جوادها برتبة فارس غير معترف به .. وتسفح الدموع غير مبالية بها وتواصل مسيرة الكفاح والمبارزة فتتكسر النصال على النصال إلى أن تحين لحظة الشلل لتعود إلى عشها راضية بالقليل والمنة والعيش للصغار وكأن الأهم أن تعيش لتأكل وتربى بعد طموحات تبلغ النجوم كسرتها الأنظمة الجائرة بحقها وثلمتها تقاليد مجحفة إلى الدرجة التي جعلت آلام الولادة وإجازتها لحظة مرتقبة بالنسبة للجحيم الذي أصلاها العذاب من كل جانب .. وهذا الطبيعي دون التدخلات القدرية الاستثنائية من دراما الحوادث المرورية وفواجع الباصات الهائمة في الطرقات البرية الداخل فيها مفقود والخارج مولود
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس