عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2009   رقم المشاركة : ( 4 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار ومنوعات ومقالات الاثنين 27--11

إيلاف





مضاد المادة

GMT 18:00:00 2009 الأحد 15 نوفمبر

خالص جلبي



--------------------------------------------------------------------------------


إذا كان الانسان يرى وجهه في المرآة، وظله على الأرض؛ فإن المادة لها هذا الشبيه، ويقابلها في الوجود هذا القرين، في جدلية عجيبة ومن كلِ شيء خلقنا زوجين، فالشيء أي المادة لها زوجين، وتظهر في تجليين المادة MATERIAL) ) ومضاد المادة (ANTIMATERIAL).
المادة ومضادها كلاهما مادة، ولكن الكون الذي نعيش فيه يعج بالمادة فقط ولا وجود لمضاد المادة، هذا الكائن الشبحي النظيري القرين؟!
مضاد المادة ليس روحاً ولا ظلاً لا يمكن الإمساك به، ولا فراغاً معنوياً ميتافيزيقياً، بل هي مادة مثل المادة، في الأرض من شجر وحجر ومدر، ولكن بشكل متناظر، يرجع فيه التناظر الى البناء المقلوب للذرة.
كل ما في الوجود من معادن ونبات وحيوان وإنسان ينطلق في تركيبه من تضافر شبكة بناء محكمة من الذرات، لتشكل وحدات الحياة الممثلة في الخلية، وباجتماع الكم الرهيب من الخلايا تتشكل أعقد الأنسجة وأعظمها حيوية لبناء الأجهزة، التي تتراكب في وظائف متباينة وحواس مختلفة تشكل الكائن الحي، الذي يجلس على رأس هرمه الانسان العاقل.

ديموقريطس والنظرية الذرية
وحدة البناء الأصلية التي تحدث عنها الفيلسوف اليوناني القديم (ديموقريطس) باعتبار أن أصغر لبنة بناء في الوجود هي الذرة، تبين أنها بدورها تشكل الحد الفاصل مابين عالم يضم ذرات ذات هويات محددة تشكل طيفاً من العناصر يصل الى 92 عنصراً، من غاز وشبه معدن ومعدن، من أكسجين وكبريت وذهب، ومن عناصر دون ذرية، تنزل في التركيب الى ما تحت البناء الذري.
الذرة وحدة البناء الأساسية في الكون تمشي في موسيقى متهادية، ونغم محكم من البناء، من خلال ثلاث لبنات أساسية تشكل تركيبها، هي البروتون والنيترون والإلكترون، البروتون ذو شحنة إيجابية، والإلكترون ذو شحنة سلبية، والنيترون ذو شحنة حيادية. يزيد في الخلق ما يشاء..
تتشابه الذرة والنظام الشمسي الذي تدور فيه كرتنا الأرضية حول الشمس، وكل في فلك يسبحون.
كما تدور الأرض حول الشمس في فراغ سحيق، في رحلة مئات الملايين من الأميال عبر الملكوت، فإن الإلكترون يدور حول البروتون في ذرة متعادلة الشحنة متوازنة المزاج.
البروتون يقترب من حجم حبة الكرز في مساحة حقل ملعب كرة قدم، يطوف بحوافه الإلكترون، في غمامة رهيبة، من شحنة سريعة الحركة جمة النشاط...
وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم.
يشكل البروتون مركز النواة وثقل الذرة ووزنها المعتبر؛ فهو أثقل من الإلكترون قريبا من ألفي مرة (1836 مرة) ويجلس بجانبه النيترون بوزن (1839) كملاط واسمنت يجمع بين البروتونات ذات الشحنة الإيجابية.
الطبيعة بُنيت بشكل عجيب مدهش يتجاذب فيه المختلف، والمتشابه يتنافر، وبذا تتعادل الذرة بين شحنة الإلكترون السلبية، وشحنة البروتون الإيجابية.
كذلك تتشكل العائلة الإنسانية من الذكر والأنثى برباط المودة والرحمة، إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون.
إذا كانت المادة مكونة من الوحدات الأولية في صورة ذرات، والذرة مكونة من ثلاث لبنات أساسية هي البروتون والإلكترون والنيترون، فإن مضاد المادة مكون على نفس الطريقة ولكن بشكل معكوس.
في مضاد المادة يصبح البروتون الإيجابي سلبي، والإلكترون السلبي إيجابي، في آية عجيبة وجدل متناقض، ووجود محير للألباب.
ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تتذكرون.

جمال المعادلات كدليل للحقيقة
في عام 1928 م جلس شاب بريطاني خجول المظهر قليل الاختلاط بالناس، عظيم الشغف بالرياضيات، مولع بالأبحاث الذرية الحديثة التي تفجرت مع مطلع القرن حول البناء الذري، ولكن عشقه انصب بشكل خاص على حركة الإلكترون، حتى وصل الى صياغة معادلة في غاية الجمال والأناقة، عن حياة الإلكترون الخفية، ولكن المعادلة بثوبها الجميل أظهرت تناقضاً محيراً يذكرنا بــ (الجاكيت) ذو اللونين، بين البطانة والظهارة، في لونين متناظرين، فيلبس الجاكت مرة من الخارج الى الداخل وبالعكس.
المعادلة تقول إن الإلكترون ذو وجهين، ويحمل إمكانية شحنتين، كما في الرياضيات، فضرب 8 بنفسها يعطي حاصل الرقم 64 سواء انطلقت عملية الضرب من ناقص ثمانية أو ثمانية تحمل علامة زائد (ـ 8 ... +8 ) فحاصل ضرب +8 في +8 هو 64 وكذلك حاصل ضرب ـ 8 في ـ 8 هو 64، كذلك كانت معادلة الإلكترون.
هذه النتيجة هزت العالم البريطاني (بول ديراك PAUL ***AC) وسببت له ارتباكاً وإزعاجاً وقدراً من التثبيط والحزن، بعد كل الجهد الذي بذله في اوقيانوس المعادلات، وغوص لجج الرياضيات، واقتحام محيط الأرقام، ليصل متقطع الأنفاس الى قاع البحر؛ فيخرج الدرة النفيسة والصدفة العجيبة من معادلته الجديدة.
كانت العلوم في عصر (ديراك) كما تحدث بذلك العالم البريطاني (رذرفورد RUTHERFORD) الذي كان أول من كشف اللثام عن البناء الذري، والشحنة الموجبة للبروتون بواسطة تجربة لوح الذهب، يرى أن المعادلات تصاغ بعد التجارب وليس العكس، والشيء المثير في رحلة ديراك العقلية، والذي كان يومها لا يتجاوز 26 سنة، في عمل مثير عبقري، أنه قلب الآية وعكس المنهج، فالتجربة تحدث بعد المعادلة، والرياضيات النظرية المحضة تقود الى وضع اليد على واقع متقلب ديناميكي لا يرحم.
معادلة بول ديراك تقول بــ (وجود) عنصر (دون ذري) توأم للإلكترون وليس بتوأم، بل هو خلق مشابه له تماماً في الكتلة، مختلف عنه في الشحنة، في عالم آخر لا نعرفه، ولكن العقل ساق إليه، والرياضيات دلت عليه.
يقول ديراك عن تجربته مع الرياضيات العقلية:
"إن هذا الجمال في الكون والرياضيات يجعلنا نحدس الحقيقة ونراها بنوع من الرؤية الخفية الثاقبة، والحدس المتجلي، والرؤية الشمولية (الجشتالت Gestalt).
هذه المعادلة الجميلة متماسكة ومتناسقة ويجب أن لاتخطيء، ويعني هذا أن هناك بحر كامل من الوجود المادي الذي نعرفه، وفوق سطحه تماماً وعند هذه الحافة تماماً الى الأفق والسماء العلوية، جزيئات من نوع متناظر، ذو شحنة متقابلة وعالم موازي، ولكن كل الخطر فيه هو التماس والتداخل ففيه الفناء والاندثار المحققين.
هناك عالمان متناظران، ولكن محرم عليهما التلامس والاقتراب أو الاندماج. المسموح فيه فقط الحب العذري؟!

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس