التقنية
سعد عطية الغامدي
العقل هو النعمة الكبرى لمن يحافظ عليه من كل علة تنال منه، ويوظفه في كل عمل يحقق الغاية منه: الارتقاء بالحياة للأفراد والمجتمعات.
حين سئل أعرابي لماذا لا يشرب الخمر كانت إجابته الحاضرة: إن الله منحني عقلا فكيف أشرب ما يذهبه، أو كما قال.
لا يختلف الناس حول تأثير المخدرات والخمور على العقل، وخاصة المخدرات التي تقضي على خلايا المخ حتى لا يملك الإنسان القدرة على التمييز لكنه لا يستعيد الخلايا الذاهبة وتلك هي الآفة حين يكون غياب العقل دائما غير مؤقت.
التقنية اليوم تتفنن في اختراع ما يلهي الناس وخاصة الأطفال وشرائح من الشباب حتى لا يكاد أحدهم يجد من الوقت ما يقوم به على أمر نفسه من دراسة أو عمل ناهيك عن ضياع كثير من شعائر الدين.
وكما أن في التقنية منافع كبرى فإن لها مضار كبرى، وكما ينبغي التوعية بالأضرار فينبغي التذكير بالمنافع حتى لا يحاربها البعض لمجرد أن لها أضرارا.
أحوج الناس إلى العناية والرعاية في شأن التقنيات هم الصغار الذين تزرع فيهم من الذكاء الصناعي بقدر ما تسلب منهم من الذكاء الاجتماعي بل وما هو أكثر.
القدرة على تعايش حميد مع منتجات العصر دون خسارة ما يحقق إنجازا للعصر هو قمة الاستفادة من العقل في جعل الحياة أكثر إنتاجية وجمالا.