الرياض :الأربعاء 1 ذي الحجة 1430هـ - العدد 15122
لماذا رفض المدير . . ؟
د.مطلق سعود المطيري
كل مايطلبه الجمهور من المأساة أن تؤثر فيه الى حد ان تجعله يذرف كل مالديه من دموع ، في يوم الاحد الفائت عايشت او تعايشت مع ألم المأساة في الخبر الذي نشرته هذه الجريدة عن عجز القرار الانساني في مدرسة سعد طالب الثانوي المعاق ان يوجد له قدمان انسانيان يمشي بهما بدلا من الزحف نحو تحقيق طموحه وبناء كرامته كانسان وبحسه الفطري الذكي اراد سعد ان ينظر الى قلب مدير مدرسته لا الى وجهه ، لانه يعلم في قرارة نفسه ان طلبه يحتاج ان يسمع بقلب رحيم يشفق على معاناته ، لا بوجه اداري يرى ان سياسة الرفض دليل على سلامة الاداء ، ومن حظ سعد العاثر ان انتصر قرار الوجه على القلب الرحيم ، فرفض طلبه الذي يتلخص بتوجيه امر سيادي من صاحب السيادة في المدرسة الى السلطات المختصة في مدرسته بأن يكون فصله في الدور الاول بدلا من الثاني اشفاقا على ماتبقى من جسده حتى لايقضي عليه الزحف على درجات السلم. نحن هنا لسنا معنيين في ادانة شخص بعينه ، ولكننا امام سؤال عريض عن المفهوم التربوي في العملية التعليمية ، والاسس السليمة التي ترسخ قيم التربية لدى جيل المستقبل وهذا امر يقودنا للتعرف على مستوى تأهيل القيادات التربوية ، والامكانات المتاحة امامها لتحقيق الهدف من التعليم ، ومن الواضح ان الدولة من جهة الامكانات قدمت اضخم ميزانية لتحقيق تنمية مستدامة في هذا القطاع الحيوي والمهم ، فالمطلوب إذن التعرف على الامكانات القيادية لدى قيادات هذا القطاع المؤسس لاعمدة المستقبل ، نعرف ان قائد الطائرة يخضع لاختبارات دورية للتأكد من سلامته الجسدية والنفسية حتى يكون مؤتمنا على سلامة ركاب الطائرة وهم عدد لايتجاوز بضع مئات ، ومسؤولية القيادة تكون لديه لعدة ساعات محددة جدا ، فكيف يكون الامر لمن يتحمل مسؤولية جيل كامل ولاكثر من عقد من الزمن ، من المؤكد ان هناك اختبارات تجرى للتعرف وتقييم المهارات ، ولكن النتائج التي تصلنا من الواقع لا تدل في بعض الاحوال على سلامة معايير هذه الاختبارات.. خلال الايام القليلة الماضية شاهدت في قناة الاخبارية عملية مداهمة للقبض على بعض السحرة متلبسين بالجرم المشهود وكانت هذه المداهمة ضمن حلقة عن هذه الممارسة القذرة ، وكانت المصيبة الكبرى ان احدى ضحايا احدى الساحرات المقبوض عليهن معلمة ولم تتوقف المصيبة عند هذا الحد ولكن تجاوزتها عندما اخبرت هذه المعلمة بان اغلب زميلاتها من المعلمات لهن علاقة بهذه الساحرة وغيرها ممن لهن علاقة بهذا النشاط ، وهنا ، لك ان تتساءل عن الاسس التربوية التي يمكن لهذه النسوة او المعلمات ترسيخها في اذهان اجيال المستقبل ، الا اذا كان الهدف لديهن من التعليم هو معرفة عملية السحر وإعداد جيل من السحرة خاصة وانه نشاط مربح وقد يقضي على مشكلة البطالة ، وبهذا يتم رفع الحرج عن وزارة العمل في توظيف العاطلين بشرط ان يعملوا في المجالات التي لها علاقة بالتربية حتى لا تتحول جميع فئات الشعب لاصحاب قدرات خارقة !
وبعد هذا نأتي لنعرف لماذا رفض المدير طلب سعد ، وقبل ان نعرف اسمحوا لي أن اخبركم بملاحظة صديق لي وليس لكم واعتقد انه لئيم وغير سليم النية حينما اخبرني بان اغلب الاشخاص الذين لديهم خبرة عالية في العقار وبيع السيارات هم المعلمون والمعلمات ، وهل بعد هذا نحتاج ان نشاهد مواقع رحمة الله في القوى المسكينة ؟!