الرياض:السبت 4-12-1430هـ العدد:15125
إشراقة
سقف التحدي المرتفع (2/3)
د . هاشم عبده هاشم
** لم يفاجئني صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم باعترافاته الصريحة والواضحة والشفافة في حفل الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الأحد الماضي بوجود مشاكل كبيرة تعترض النظام التعليمي في المملكة إن بالنسبة للمناهج الدراسية . . أو بالنسبة لمستوى تأهيل كفاءة المعلمين، وإن بالنسبة لإدارة العملية التعليمية وأنظمتها بشكل عام . .
** أقول إن الأمير الوزير لم يفاجئني لأنني أعرف فيه صراحته . . وصدقه . . ومدى وعيه بضخامة المسؤولية وعظمتها . . وبأنه لم يأت إلى هذه الوزارة إلا ليقوم بعمل نهضوي حقيقي فيها من شأنه أن يفتح أبواب المستقبل إلى مزيد من التقدم الحقيقي لهذا الوطن . .
** لقد أدرك الأمير الوزير . . أن هذه الوزارة هي الوطن . . وأن إصلاح الوضع فيها معناه تهيئة أسباب التقدم الحقيقي لكل وجه من أوجه الحياة فيه . . الاقتصادية منها والثقافية والاجتماعية وحتى الإنسانية والنفسية . . وهذا صحيح . . ولا يختلف عليه شخصان عاقلان . . لأنه بدون إصلاح التعليم فإن أي عملية إصلاحية بعد ذلك تصبح غير ممكنة . . سواء بالنسبة لتوظيف قدرات وإمكانات الوطن . . أو لتحسين مستوى الإدارة في أجهزته ومؤسساته وقطاعات العمل فيه . .
** فالإنسان هو الأساس . . وإعداده الصحيح هو البداية الطبيعية للتقدم الذي ننشده . . والعملية التعليمية القائمة على رؤية جديدة وخلاقة وغير محكومة بالمخاوف والإسقاطات . . هي الجوهر والمنطلق الحقيقي إلى تحقيق كل ما نطمح إليه . .
** لقد أسعدني كل ذلك من الأمير . .
** وأعجبني أكثر عندما قال إن الملك عبدالله قد وضعهم في وزارة التربية والتعليم أمام تحد كبير عندما أوجد جامعة ثول ورفع بذلك سقف صناعة المستقبل . .
** وأنا أقول إنه ليس وزارة التربية والتعليم فقط . . وليست أجهزة الدولة وحدها . . وإنما كل الوطن أصبح مستنفراً الآن كي يحذو حذو هذا الأنموذج . . حيث يرتفع سقف التحدي حتى يرتفع الجميع فيه بمستوى الأداء العام . . وبدرجة النزاهة . . وحسن الإدارة . . وبالتخلص من حالة (الترهل) و(الاسترخاء) التي جثمت على صدورنا في الماضي . .
** لكل ذلك فإنني سعيد بأن تكون هذه رؤية الأمير الوزير وتلك تطلعاته . . وسوف لن نفاجأ غداً بأن نشهد ما تقوم به الوزارة من تغيير حقيقي شامل للنظام التعليمي ينفذ إلى العمق ويتناول الأسس والقواعد ويقضي على المعوقات والمشكلات الأساسية المعطلة لنمونا وتقدمنا . . وهي معروفة ولا يجب أن ندور حولها أو نبحث عن صيغ توفيقية معها . . وأن نزيلها من طريق الوطن وحاجته إلى صناعة مستقبل واعد بالحركة . . والانطلاق والتفتح . .
ضمير مستتر:
** [ لا شيء يصعب تحقيقه على الإنسان الصادق مع نفسه والأمين على مسؤولياته . . ]