[صقر قريش]

الرياض:السبت 4-12-1430هـ العدد:15125

نثار

الآباء هم الضحايا

عابد خزندار

أي ضحايا المدارس الأهلية التي تتقاضى مصاريف باهظة منهم تزداد عاما بعد عام، وذلك كلما ازداد تكدس الطلبة في المدارس الحكومية، وامتناعها عن قبول المزيد منهم، وإزاء هذا الوضع يضطر الآباء لإلحاق أبنائهم بمدارس أهلية، وليت الأمر يتوقف عند المصاريف، إذ يجد الآباء أنفسهم مضطرين لأمر ما إلى الاستجابة لمطالب أبنائهم الخاصة بالدروس الخصوصية التي يرغمهم أيضا لأمر ما أساتذتهم على الخضوع لها، ولا أريد أن أفسر فالمعنى لا يخفى على فطنة القارئ، ومع الأسف لا يلام المعلم فالرواتب لا تزيد في معظم الأحوال عن 2500ريال خاصة بعد أن كانت هناك محاولات لزيادتها بإسهام صندوق الموارد البشرية، وهي محاولات كما يعلم الجميع انتهت بالفشل، هذا عدا عن أن الرواتب تتوقف في الإجازة المدرسية، أي أن رواتبهم في نهاية المطاف لا تزيد عن راتب سائق بنغالي بل يمتاز عنهم السائق البنغالي بأن لديه تأمين صحي، ولا بد أنك ستتساءل عن مخرجات هذا التعليم الأهلي، وهو سؤال لا أهمية له لأن الطالب ينجح في نهاية السنة، وهذا هو المطلوب، وهو نجاح لا يعني أن الطالب قد تعلم أي شيء، وهو سينضم حين يتخرج في النهاية بالطبع إلى جيش البطالة، وستسأل عن موقف وزارة التعليم إزاء هذا الوضع، أنها لا ترى ولا تسمع رغم أن ملصقات الإعلانات عن الدروس الخصوصية تملأ واجهات المحلات التجارية وتحتوي رقم تلفون المدرس الثابت والمحمول، بل امتلأت بها واجهات الجدران وأعمدة الكهرباء، ولا خوف من المساءلة والعقاب رغم أنه يقال أن الدروس الخصوصية ممنوعة، وكل هذا يحدث وليس ثمة أي أمل في أن يتغير هذا الوضع، والضحية في النهاية هي الآباء إن لم يكن التعليم نفسه .