صحيفة اليوم:السبت 4-12-1430هـ العدد:13308
عندما يصبح التعليم دون جدوى
خليل الفزيع
أتساءل كثيرا عن الهدف من تعليم البنات ما دامت مخرجاته لا تحقق الهدف المنشود، ولا تستجيب لمتطلبات التنمية، في مجتمع لا يزال ينظر إلى المرأة بشيء من الدونية، ضاربا عرض الحائط بكل ما جاء به الإسلام من تعاليم تحقق للمرأة عزتها وكرامتها، وتصون شرفها وعفتها، وتعلي من شأنها ومكانتها، مجتمع لا يزال ينظر إلى المرأة على أنها سلعة، وليست محلا للثقة، وغير قادرة على تحمل مسئولية المشاركة في البناء التنموي، لتظل قوة معطلة، ليس ذلك فقط بل تشكل عبئا على ميزانية الدولة عندما تصرف المليارات على تعليمها دون أن يكون لهذا التعليم أثره في سوق العمل، وكم من فتاة نذرت نفسها للتعليم حتى فاتها قطار الزواج، ومع ذلك لا تجد لها فرصة وظيفية بعد التخرج . إذن ما فائدة التعليم، ولماذا تصرف الدولة هذه المبالغ الطائلة على تعليم المرأة ما دام هذا التعليم لا يحقق لها العمل الشريف الذي يحميها من تسلط الرجل وظلم المجتمع ومفاجآت الزمن، إن كان الهدف من التعليم هو تعليم المرأة أمور دينها وواجباتها الأسرية فهذا لا يقتضي كل هذا التوسع في التعليم العام والجامعي، لأن هذا الدور يمكن أن تؤديه مدارس محو الأمية أو مدارس تحفيظ القرآن، وهي كثيرة في بلادنا ولله الحمد، وبذلك نوفر ما يمكن صرفه على مجالات خدمية أخرى كالخدمات الصحية التي لا تزال مؤسساتها تعاني مستوى من التدني لا يتلاءم مع احتياجات المواطن الوقائية أو العلاجية، وأهم ملامح هذا القصور نقص الأدوية بل الأسوأ نقص الأسرة في بعض المستشفيات، والأسوأ من الأسوأ نقص اليد العاملة في الأقسام الفنية وهو مجال يمكن أن يستوعب عددا كبيرا من الفتيات، وهذا لن يتحقق ما دامت كليات ومعاهد التمريض لا تقبل سوى عددا قليلا من المتقدمات للدراسة في هذه الكليات والمعاهد رغم قلتها . عمل المرأة تحيطه أسلاك شائكة ليس من المجتمع فقط، بل ومن مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، وهي مؤسسات يتحكم الرجل في مصيرها، ويأبى أن تنافسه المرأة في إدارتها أو حتى العمل فيها، وهو أمر لا ينسجم مع ما نردده عن حقوق المرأة، المثقلة بواجبات لا تتناسب مع هذه الحقوق، وكأن قدرها في مجتمعنا أن تعطي فقط ولا تأخذ، وإذا أخذت فمن فضلات ما يجود به الرجل عليها، لتصبح لقمة عيشها مغموسة بالمذلة والهوان، ولعل هذا ما يفسر رغبة كثير من أولياء الأمور في تعليم بناتهم في بعض دول الخليج العربية حيث فرص العمل متاحة بعد التخرج، وهو أمر لم نلتفت إليه بشكل جدي . إن لم تتوفر الفرص الوظيفية للمرأة فما حاجتها للمدارس والكليات؟ ولماذا تهدر كل هذه الاعتمادات المالية الضخمة لتعليم البنات دون مردود على سوق العمل، ودون تأثير على الحراك التنموي؟ في وطن هو في سباق مع الزمن لبناء مستقبل أكثر تقدما وازدهارا ومساهمة في حضارة العصر! .