عكاظ :الأحد 5 ذو الحجة 1430هـ العدد :3080
التقاعد المبكر آخر أوراق المعلمة
منذ أن أصبحت معلمة وأنا أسمع عبارة «نصاب المعلمة 24 حصة» تغيرت الأجيال وتغيرت المناهج وتغيرت الصحة (طبعا التلوث البيئي له حسناته) أقول تغير كل شيء وما زالت العبارة نفسها نسمعها دائما، خاصة عند رفع معاناة بعض المعلمات الراغبات في مواصلة السير في العطاء ولكن الظروف لها أحكامها.
كثير من المعلمات تركن التعليم ولجأن إلى التقاعد المبكر والعمل في التجارة، وعانت المدارس بفعل ذلك من العجز في الموظفات ولجأت إلى حلول كثيرة لم يثبت فاعليته منها سوى العلاقات الحسنة بين أفراد الأسرة المدرسية والتعاون بين المعلمات لسد العجز رغم كثرة الحصص والمناهج المطورة ورغم القرار الصارم الذي تحول إلى تهديد أحيانا للمعلمة (إذا كنت غير قادرة ابقي في بيتك) وكم أسعدتني رؤية الأستاذة الفاضلة المشرفة التربوية المتقاعدة نوال الفقيه في برنامج (لها وما عليها) وهي تتحدث بصراحتها المعهودة عن أوضاع كانت وما زالت بل ازدادت سوءا في ميدان التربية والتعليم، ورغم مداخلات مقدمة البرنامج الرائعة لإعطاء الأمل في الموضوع إلا أن الأستاذة نوال تعود وتركز على قضايا مهمة في حياة المعلم والمعلمة كضغوط العمل ومطالبة المعلمة بتطوير الذات مع عدم إعطائها مساحة زمنية، لذلك فلا ننسى أنها أم في المنزل ومعلمة في المدرسة وعليها مسؤوليات في الجهتين، وليس لها مطالب أكثر من أن تشملها بعض الحوافز كالتأمين الصحي وبدل السكن.