[صقر قريش]

مبارك:لا تهاون في كرامة أبنائنا.. ومكافأة اللاعبين رغم الهزيمة

القاهرة: الفرنسية، الألمانية
حذر الرئيس المصري حسني مبارك اليوم من أن بلاده "لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها" في إشارة على ما يبدو لتعرض مصريين لهجمات في الجزائر والسودان اثر مباراة كرة القدم بين المنتخبين المصري والجزائري.
وأوضح الرئيس المصري في كلمة في مجلس الشعب المصري أن "رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة، نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم". وأضاف أن "مصر لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها".
ومن جهة أخرى قرر الرئيس المصري محمد حسني مبارك صرف مكافآت خاصة للاعبي المنتخب المصري لكرة القدم على الأداء الرجولي الذي ظهروا عليه طوال مشوار تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا والتي انتهت بتأهل المنتخب الجزائري بفوزه في اللقاء الفاصل بهدف نظيف سجله عنتر يحيى.
وجاءت رغبة الرئيس مبارك في القيام بمثل هذا التصرف لتشجيع اللاعبين على مواصلة التألق في المرحلة القادمة ومحاولة إخراجهم من الحالة النفسية السيئة التي ظهرت على اللاعبين عقب الخروج من كأس العالم.
وأكد البيان الذي أصدره المجلس القومي للرياضة اليوم السبت خلال اجتماع المهندس حسن صقر رئيس المجلس مع مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم في مقدمتهم سمير زاهر أن الرئيس مبارك قرر صرف تلك المكافآت عقب الاجتماع باللاعبين بعد غد الاثنين.

سفير "مصر" في الجزائر يعود إلى القاهرة للتشاور
عاد إلى العاصمة المصرية القاهرة مساء اليوم السفير عبد العزيز سيف النصر سفير مصر في الجزائر بعد استدعاء وزارة الخارجية المصرية له للتشاور. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن وزارة الخارجية المصرية كانت قد استدعت أول أمس الخميس سفير الجزائر بالقاهرة وأبلغته استياء مصر البالغ من الاعتداءات التى تعرض لها مواطنون مصريون توجهوا للخرطوم لتشجيع الفريق المصري على أيدى المشجعين الجزائريين. وكان المشجعون المصريون قد تعرضوا مساء يوم الأربعاء الماضي في الخرطوم لاعتداءات من المشجعين الجزائريين أثناء خروجهم من استاد أم درمان عقب انتهاء مباراة مصر والجزائر حيث قذفوهم بالحجارة وحطموا زجاج الأوتوبيسات التي كانوا يستقلونها في طريقهم للمطار وأصابوا واحدا وعشرين منهم بجروح.

تداعيات مباراة مصر والجزائر تلقي بظلالها على اختتام مهرجان القاهرة السينمائي
تركت أحداث العنف التي أعقبت مباراة مصر الجزائر في كرة القدم أثرها على الحفل الختامي لمهرجان القاهرة السينمائي الذي احتفى ضمن فعاليات دورته ال33 هذا العام بالسينما الجزائرية.
وغاب عن الحفل الذي أقيم في دار الأوبرا في القاهرة عدد كبير من النجوم وكبار الفنانين المصريين كنوع من الاحتجاج على المشاركة في مهرجان يحتفي بالسينما الجزائرية كضيف شرف، في حين أبدى الذين حضروا استياءهم الشديد من هجوم المشجعين الجزائريين على الجمهور المصري عقب مباراة الفريقين في الخرطوم الأربعاء الماضي.
وصفق الجمهور كثيرا عندما أشاد رئيس المهرجان عزت أبو عوف في كلمته الختامية بتسامح "مصر ومشاعر الأمومة التي تحملها من أصالة وتسامح وإبداع وجمال". وعندما أهدى الفنان فتحي عبد الوهاب جائزة أفضل ممثل التي حصل عليها عن دوره في فيلم "عصافير النيل" للمنتخب المصري والجماهير التي رافقته الى الخرطوم، اخذ الحاضرون يصفقون بحرارة وقوفا وهم يهتفون لمصر.
ولكن ردا على مطالبة عدد من الصحافيين والفنانين المصريين بسحب تكريم السينما الجزائرية من المهرجان، أكد وزير الثقافة المصري فاروق حسني لفرانس برس أن "تكريم السينما الجزائرية تم واتخذت جميع الخطوات من تكريم المبدعين الجزائريين وإقامة الندوة الخاصة بالسينما الجزائرية الى جانب عرض جميع الأفلام الجزائرية المشاركة، وحفل الختام لا علاقة له بالكريمات".
وشدد حسني على أن "العلاقات الفنية والثقافية لا علاقة لها بالموقف السياسي وهي تقوم بين الشعوب وستستمر وكل إنسان له الحق في التعبير عن موقفه إذا ما تعارض مع هذه الرؤية".
إلا أن هذا لم يمنع عددا من الفنانين بينهم الفنان فتحي عبد الوهاب من المطالبة بطرد السفير الجزائري من القاهرة، ووقفوا بعد حفل الختام الى جانب بضع عشرات من الصحافيين المصريين المطالبين بمقاطعة الجزائر على مختلف الصعد رافعين اللافتات التي تطالب بذلك.
وكان الفنان احمد السقا أعلن من جانبه في اتصال خلال برنامج بث مباشر على قناة فضائية رفضه الحصول على جائزته من مهرجان سينمائي جزائري عن دوره في فيلم (إبراهيم الأبيض) لمروان حامد قائلا "لا يشرفني الحصول على مثل هذه الجائزة".
من جانبه، أكد المخرج الجزائري الشاب الياس سالم عضو لجنة التحكيم العربية في الدورة ال33 من مهرجان القاهرة أن إدارة المهرجان أبلغته أن وجوده في حفل الختام غير مرغوب فيه.
وقال الياس سالم لوكالة فرانس برس، وهو على متن الطائرة التي كانت تقله من القاهرة الى باريس حيث يقيم، انه ابلغ بهذا القرار في اللحظة الأخيرة بينما كان يصطحب زوجته وهما يرتديان زي السهرة الرسمي متجهين الى دار الأوبرا حيث أقيم الحفل.
وأشار المخرج الذي أبدى أسفه الشديد واستغرابه للحادث، الى أن إدارة المهرجان أبلغته أن "السبب امني وبدت محرجة جدا".
وتزايدت الدعوات في الأيام الأخيرة في القاهرة الى قطيعة فنية بين الجزائر ومصر شارك فيها العديد من الفنانين.
كما قرر اتحاد النقابات الفنية الثلاث في القاهرة، السينمائية والموسيقية والتمثيلية، الخميس "مقاطعة حضور المهرجانات والمسابقات التي تقام في الجزائر مستقبلا وعدم المشاركة فيها وعدم دعوة الجزائريين لحضور أية فعاليات فنية داخل مصر في حال لم يصدر عن السلطات الجزائرية بيان اعتذار للشعب المصري".
من جانبها، طالبت الشركة العربية للإنتاج السينمائي في بيان بمقاطعة السينما الجزائرية مؤكدة أنها لن تتعاون في أي نشاط مع الجزائر في هذا المجال.
في المقابل، رأى المخرج خالد يوسف أن "ما حدث بعد المباراة لا يختصر تاريخ الجزائر ولا يمكن أن نتعامل معها كإسرائيل لأنها مهما حصل بلد عربي بمصالح مشتركة وتاريخ طويل مشترك من النضال".
وتابع "لا يجوز أن يستجاب لتصرفات مجموعة من الحثالة لتدمير مثل هذا التاريخ وأنا الآن أخاف جدا من خلق كراهية بين جيل جديد من الجزائريين والمصريين وما يحمله هذا من آفاق تدميرية على مستقبل امتنا العربية ومستقبلنا كشعوب عربية".
وهذا ما طالب به أيضا الفنان خالد أبو النجا الذي حصل على جائزة تقدير خاصة من لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية عن دوره في فيلم "هليوبولس"، إذ أكد "على ضرورة تجاوز ما حصل وإعادة شد البنيان بين الشعبين".