رد: أخــبـــار ومنــوعـات الاحــد 5 ذو الـحجـة 1430هـ
صالح محمد الشيحي
الطابور لو سمحت!
لا أتذكر منذ أن كنت طفلا أن الناس خرجوا من صلاة الجمعة بانتظام وهدوء.. يتدافع المصلون عند الباب ويتزاحمون وكأن حريقا شب في المسجد!
وكذلك الأمر في محلات التسوق والمطاعم ومحلات الملبوسات ومحطات البنزين وغيرها لا أحد يضع قيمة للواقفين أمامه.. بل حتى عند إشارات المرور هناك من "يسقط" بسيارته من أقصى اليمين ليقف في مقدمة السيارات دون أي احترام لهؤلاء الواقفين أمامه!!
هل نلوم الصغار وهم يتعلمون قيمة الطابور قبل بداية الدوام في المدرسة.. ثم يتسابقون على تحطيم هذه القيمة عند الخروج إلى المنزل! ـ مؤكد لا ملامة.. إذ كيف نلوم طفلا يرى هذه القيمة تتحطم أمامه عشرات المرات في المسجد والشارع والسوق.. أعلم أن احترام الطابور ثقافة وسلوك شخصي ولا يمكن فرضه عبر النظام.. لكن ما الذي يمنع إمام المسجد أو محاسب البقالة أو رجل المرور أو صاحب المعرض أن يفرض النظام في حدود مسؤولياته؟
تقول الزميلة القديرة ناهد باشطح إن جرس الإنذار في المعهد الذي تدرس فيه في بريطانيا قد رن، فخرج الطلاب على مهلهم في طابور فضحكت المعلمة البريطانية قائلة "حتى في الموت يصطف البريطانيون في طابور !!
الزميلة ترى أنه ليس ثمة أحد يشابه البريطانيون من أوروبا في التزامهم بالطابور.. ولو قالت في العالم ما جانبت الصواب.. المدهش حقاً أننا نحن أكثر من يطرب لتطبيق النظام، وأكثر الواقفين في الطابور صبرا عليه حينما نكون في الخارج.. بل إننا أكثر الواقفين في الطابور رقة ووداعة وتهذيبا!
الخلاصة: احترام الطابور جزء من احترام النظام.. فإن رأيتم هذا المساء رجلا يتجاوز الطابور ولا يضع له قيمة، ولا للواقفين قبله قيمة.. فاعلموا أنكم أمام إنسان غير محترم، مهما كان عمره ومهما بلغت مكانته.
=======================
طوابير
بالنسبة إلى الأنجليز نظام.. وبالنسبة إلينا نحن العرب عذاب.. « الطوابير »
بمزاجهم ولراحتهم وتوفير وقتهم وتطبيقا لعدالة تتفق ونظرتهم للحياة. من « طوابير » الناس هنا يصطفون
يأتي أولاً يقف أولاً..
غصبا عنهم.. وزيادة في عذابهم وتضييع عمرهم، وتطبيقا لمظالم تنزل عليهم، « طوابير » الناس عندنا يصطفون
فهم ومهما جاءوا مبكرا من اجل قضاء مصلحة، فان غيرهم من الذين يأتون متأخرين في السيارات الفاخرة لا
يغادرون مقاعدها الوثيرة لهم الأولية.
« الفرم » له ناس وناس.. فنحن ننتظم تسهيلا لعملية « الطوبرة » لذلك نحن نكره الطوابير ونكره النظام لأن نظام
اليومية التي يمارسها السادة بحقنا.
بعد كارثة ٥ يونيو ١٩٦٧ سألوا موشي ديان في حديث تليفزيوني: متي يمكن ان ينتصر العرب عليكم؟
عندما يتعلمون كيف يقفون في الطوابير..
الطوابير الأنجليزية أخف وطأة واسلم عاقبة.. فمنذ عرفت هذه المدينة سلمت بالقضاء والقدر وبالطابور الذي
« أوبرا كارمن « و « هير « و « اوه كلكتا » كان يمتد أميالا عندما يتعلق بالحجز لمسرحية جديدة كما حدث معي في
علاوة على الطوابير اليومية على محطات الباص ومحطات القطارات وفي المصارف والمتاجر.
لم أعد اتضايق ولا أزاحم بل تحولت إلى مستمتع بحوارات مجتمع الطوابير.
وعندما وصل الزبون « حبتين » امتد الطابور أكثر من المعتاد « هايد للجزارة » في الأسبوع الماضي عند محل
الذي امامي وهو عجوز خفيف الدم سأله الجزار:
* ماذا تطلب ياسيدي؟
أريد فخذاً كاملة
فأحضر المطلوب ولفه بسرعة وقال للعجوز:
* ثمانية جنيهات وأربعين بنسا.
مش شايف انها غالية..
* فقال الجزار مفاخرا: طبعاً انها انجليزية ياسيدي
فرد العجوز محتجاً:
يا أخي ولتكن انجليزية.. أنا اشتريتها لكي أكلها.. مش حنام معاها..
لعنة
دخل أعرابي قرية فهاجمته كلابها.. فلما انحنى يتناول حجراً وجده مغروسا فلم يستطع اقتلاعه، فقال:
* لعنك الله من قرية يفلت أهلها كلابها ويربطون حجارتها..
|