[صقر قريش]

الطلاق من سوق المال ...
عبد الله إبراهيم الكعيد

أقصد الطلاق الحقيقي بين رجل وزوجته ، وكيف يُمكن أن يتسبب سوق المال والتعامل مع هزّات صعود ونزول الأسهم في ارتفاع نسبة الطلاق في بلادنا ؟؟ كُنت أتمنى أن تُدرس مثل تلك الحالات من قبل الباحثين في علم الاجتماع حتى يعرف الناس كيفيّة تلافي اتخاذ قرارات صعبة بسبب التعامل مع سوق الأوراق المالية، لنأخذ هذه الحالة التي قد تحدث :

شاب جامعيّ بتخصص دقيق متزوج لدية طفلتان ،زوجتهُ لا تعمل يسكن في شقّة بالإيجار راتبهُ لا يتجاوز (8) آلاف ريال ، يعمل في شركة ساعات طويلة ومُرهقة موزعة على فترتين في اليوم، عليه ديون بسبب قروض بنكيّة من أجل أن يتزوج يلهث حتى الساعة لتسديد فوائدها لا أصولها ، وسيارة صغيرة بنظام التأجير المُنتهي بالتمليك، عجز عن توفير حياة مُريحة لزوجته وأطفاله بحالته الراهنة والرجل مثل مُعظم الناس في بلادنا لا تتعاطى مع المال المشكوك في حُرمته ولا تسلك طريق الرشوة أو السرقة والاحتيال إذاً ما العمل ؟؟

قال لهُ أحد الأصدقاء ليس لك سوى الدخول إلى السوق ؟؟ أيّ سوق ؟؟ الأسهم يا رجل كثيرُ ممن أعرفهم (حسب قول صديقه) دخلوا المغامرة وخرجوا أغنياء ..!! قال صاحبنا وهو يُحاوره: تعرف أني بالكاد أخرج نهاية الشهر دون استلاف فكيف أدخل السوق ولا عندي مال؟؟ أجابه الصديق البنكيّ حيث يعمل في مصرفٍ شهير أنا أُدبّر لك قرضاً بضمان راتبك وأفتح لك محفظة استثمارية تعمل في الأسهم وستكسب منها ما يُريحك ويُسدد ديونك، ما رأيك ؟؟ وهل هذه تحتاج إلى جواب هيّا بنا.

بعد مرور ثلاثة أشهر من قلق مُتابعة شاشة الأسهم رن تلفون صاحبنا وإذا بهِ البنك ينعي لهُ الأسهم التي ساهم بها ويُجمّد حسابهُ وبعد زمن رن التلفون مرّة أُخرى يُخبرهُ باقتصاص مبلغ مُحدد من راتبه جرّاء فوائد القرض ..! كاد أن ينهار وهو عائد لبيته ذات يوم من جراء تراكم الديون وتماسك حتى دخل المنزل وإذا بزوجته تطلب منهُ الخروج للتنفيس عنها وعن الأولاد...ارتفع ضغطه أثناء الحوار فرمى عليها يمين الطلاق وانتهتْ الحدوتة.