عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ملف الصحفي للتربية الاثنين 06-12-1430هـــــــــ

الوطن :الأثنين 6 ذو الحجة 1430هـ العدد 3342
"مسرحية المشاغبين" تعود من جديد يا معالي وزير التربية
عبدالعزيز القاسم*
بالتأكيد أن الرسالة وصلت لكل النخب والتربويين والمهتمين بالشأن العام، حيال اختيار وزير التربية والتعليم سمو الأمير فيصل بن عبدالله الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - من بين كل جامعاتنا - للكشف عن خطط الوزارة المستقبلية، في أول ظهور جماهيري مباشر له قبل أسبوع.
وقد حرصت على تلبية دعوة معالي مدير الجامعة د.محمد بن علي العقلا لاستكناه ملامح الخطة المستقبلية لوزارة التربية والتعليم، من فيّ الوزير مباشرة، الذي كان شفيفا في تلك الليلة، وقد أعطى لمحة عن أبرز معالم التطوير المقبل، مؤكدا أنها "تستهدف إحداث نقلة نوعية تنطلق من أسس تُجسّدها (المادة الثالثة عشرة من نظام الحكم) ونصها: "يهدف التعليم إلى غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء وإكسابهم المعارف والمهارات، وتهيئتهم ليكونوا أعضاء نافعين في بناء مجتمعهم، محبين لوطنهم معتزين بتاريخه".
د.العقلا، وبخلقه الرفيع محبّ ومنحازٌ للإعلاميين، لذلك أتاح لنا وقتا جيدا لنحاور سموه، وقد تداخلت اتكاء إلى أنني معلم بالأصل انتقل لساحة الإعلام، لذلك لم أستغرب تركيز سموه في خطة وزارته المستقبلية على المعلم وتطويره، فالمعلم قطب الرحى وحجر الزاوية في العملية التربوية، وأية خطط لا تضع هذا المعلم في صميمها فستفشل، لأنه بالنهاية من يقوم بتنفيذ الخطة، فهو من يختلي بالفلذات طيلة الحصص السبع.
سأستعير مقولة خالدة لحكيم العرب الشيخ زايد آل نهيان كان يردّدها دوما"عزّ شعبك يعزك" ، وها أنا أوجهها لك سمو الأمير"عزّ هذا المعلم ، وطوّره، واحمه، ودعه يفخر بالانتساب للوزارة، فسيعطيك عطاء خلاقا وينفذ لك ويبدع ".
ماذا ترجو من المعلم أن يقدم وقد أنهك بالتعاميم التترى، التي تلحق الواحدة أختها بل وتنقضها أحيانا؟ ماذا تريد من هذا المعلم أن ينفذ لك خططك كاملة – معالي الوزير – بإيمان وقناعة تامة، وقد أثقل بنصاب كامل وإشراف متعب ومراقبة مضنية؟..
كل هذا ربما يهون – برأيي - أمام حقيقة صورته ومكانته الاجتماعية التي تضعضعت، وقد قامت وسائل الإعلام بتشويهه، وبات مادة سخرية لرسامي الكاركتير وممثلي الدراما الفجُج؟. ما هو العطاء الذي تتوقعه من هذا المعلم الذي وضعته في خطتك، وقد صوّر التلفاز أن وزارته مختطفة من فئة دينية متشددة، وأن المناهج التي يدرّسها مفرخة للإرهاب والإرهابيين، وأنه يقوم بتطبيق أجندة خفية، في تعميم جاهل لا يليق؟ فيما الوزارة صامتة ولم تقم بأية محاولة دفاع عنه؟
بل يبلغ المشهد التراجيوكوميدي ذروته بتطاول الطلبة على هذا المعلم – أو تذكرون حصار طلاب مدرسة المرامية بالقرب من ينبع لمعلميهم وضربهم لهم قبل عامين- دون أن يجد ظهيرا حقيقيا يتكئ إليه؟
وقبل أن يبادر أحد في اتهامي بتهويلي لهذا الموضوع، بودي سمو الأمير استماعك للتربويين القدامى في وزارتك، وسيؤكدون لك ذلك الأثر السلبي المدمّر على التربية بفعل مسرحية واحدة (مدرسة المشاغبين) في الستينيات الميلادية، وكيف فوجئ التربويون المصريون بتمرد الناشئة عليهم بعد أن كان المعلم في منزلة اجتماعية عالية وذات هيبة، ولعلك سمو الأمير تضغط على (غوغل) لتنثال عليك المقالات والدراسات النفسية والاجتماعية من المتخصصين تحكي ما حصل جراء تلك المسرحية، وتطالب بتحسين صـورة المعلم وتعزيز مكانته في المجتمع.
لست ضد انتقاد وسائل الإعلام للمعلم والوزارة، ولا أن تتناول الدراما الصور السلبية في الوزارة وهي كثيرة، بل أرى أن ذلك من أولى واجباتها كسلطة رابعة تعين المسؤول في الكشف عن مواقع الخلل لإصلاحها، ولكني ضد الافتراء والتدليس والمغالطة وتحطيم صورة المعلم، فعندما تتهم وزارة كاملة بأنها مختطفة، وقد أربى منسوبوها فوق نصف المليون من حملة الشهادات الجامعية ووثق بها ولاة الأمر والمجتمع كي تضطلع بمهمة الإشراف على تربية وتعليم فلذات الأكباد، وتتهم بأن مناهجها تحض على الكراهية والإرهاب، ومعلميها لديهم أجندة خفية، وتجيء في قالب كوميدي لتمرّر الرسالة في عقول ناشئة وعوام ومتوسطي الثقافة لتختزن في اللاوعي لديهم، وتكون مادة إدانة في أيدي الغرب الذين يسوطنا إعلامهم القميء بهذه التهمة، فإن هذا الكذب أمر خطير ينبغي من الوزارة عدم السكوت عليه. في تلك الليلة التي ازدانت بحضور أمير مثقف وقد شرفت بالحوار معه، وهو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد، الذي أسر الجميع بوضاءة وجهه الباسم، ورصانة حديثه التي تنمّ عن خلفية معرفية ، قلت له بأن معالي الدكتور عبدالعزيز الثنيان قام بتفكيك ادعاءات حلقة طاش ما طاش عن التعليم - في حلقة فضائية- وقد أحضر معه الكتب الدراسية، وفندها حرفا حرفا، وأبان الأكاذيب والمغالطات التي مررّت. ولكن سؤالي هنا: كم عدد الذين شاهدوا هذه الحلقة التصحيحية الجادة، وتلك التي تابعت البرنامج الكوميدي الساخر – الذي كانت حلقته للأسف داخلة في الاحتراب الفكري وانحاز للأسف ضد التيار الديني وتبنى أجندة التيار الليبرالي المتطرف - وذهبت وقد علقت الشبهة في نفوسها.
وأخيرا، إذا لم يشعر المعلم بمكانته، وأن المسؤولين في الوزارة يدافعون عنه وعن صورته، وأنها معنية بتبني حقوقه، فستظل كل خطط الوزارة كما سابقاتها، وخذها مني – معالي الوزير - فالتلويح بالعقوبة لا يكفي أبدا لأن يقتنع المعلم بقيامه بالدور التربوي المنوط به، لأن هذا يحتاج إلى قناعة داخلية وشعور حقيقي وفخر بالانتماء لحقل التربية والتعليم، وهذه - لعمرو الله - لا تأتي بالجبر والعصا لكائن اسمه المعلم يقف لـ45 دقيقة أمام الطالب. أجمل ما في تلك التظاهرة التربوية الكبيرة هو سماحة وبشاشة سمو الأمير فيصل بن عبدالله، وهو دافعي لكتابة هذه الخواطر من معلم سابق، فضلا عن تواضع سمو الأمير المثقف عبدالعزيز بن ماجد، غير ناسٍ مهندس تلك التظاهرة د.محمد العقلا الذي جعل من الجامعة الإسلامية منبرا، بدأ يستعيد دوره التاريخي والعلمي، في طريقه لإعادة أزمنة الشيخ عبدالعزيز بن باز في هذه الجامعة العتيدة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس