صالح محمد الشيحي
من الجوف إلى.. الجوف!
كل شي تغير.. أناس ولدوا وأناس ماتوا.. عائلات سكنت المنطقة وأخرى رحلت عنها.. منازل شيدت وأخرى هدمت.. آبار تضخ الماء وأخرى معطلة.. مزارع ماتت وأخرى تم شراؤها وأخرى هجرها أهلها.. موظفون جدد وآخرون تقاعدوا.. مسؤولون ذهبوا ومسؤولون جاؤوا.. وحدها البنية التحتية في هذه المنطقة باقية على حالها.. وأظن أنها ستبقى كما هي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.. فالبنية التي استعصت على التغيير طيلة هذه السنوات ليس من المتوقع أن تتغير بسهولة!
آخر عهدي ـ الحقيقي ـ بالجوف كان قبل 16 عاما.. الأسبوع الماضي أمضيت فيها ثلاثة أيام.. ليس هناك ما يسر الخاطر.. ذات البنية التحتية المتهالكة.. شارع العرب كأنني غادرته يوم أمس.. أحياء سكاكا ما تزال مثالاً صارخاً للتخلف التنموي..
الغريب أنني قابلت أمين المنطقة قبل سنوات.. أذكر أننا تحدثنا عن المنطقة.. كان الرجل شعلة من الحماس.. توقعت أنه سينفض الغبار ويعيد رسم المنطقة بمهارة وعزم.. الأمر لم يكن صعبا.. هو كذلك لأي مسؤول تنموي تهيأت له الفرصة وابتسمت له الظروف وتمكن من العمل في هذه السنوات.. مال وفير واعتمادات كبيرة.. قيادة حكيمة تدفع الناس للتطور.. قيادة مباركة وفرت الدعم والإمكانات للجميع.. فتحت المجال لمن يريد أن يعمل ويطور ويتطور.." ليس لأحد عذر"... كل شيء متاح للجميع.
توقعت أن يفعل الرجل شيئا.. لكن شيئا مما توقعت لم يحدث.
مع الأسف ليس لنا صلاحية لمحاسبة الرجل بعد كل هذه السنوات من العمل.. لكن الذي أعرفه أن هناك مجلساً بلدياً منتخباً من قبل الشعب يحق له المساءلة.. نعم نثق بالرجل ونثق بكفاءته وإخلاصه وذمته، لكن الناس تريد أن تفهم: أين تذهب الاعتمادات السنوية للمنطقة؟
الخلاصة: إن لم تتطور المناطق في زمن الوفرة المالية متى ستتطور؟