هايل العبدان
"برستيج" الفقير!
** يعيش في منزل ربما هو الوحيد الذي لا تعيش فيه الفئران والقوارض، لأن من سكنت معه في السابق هلكت جوعاً لقلة ما تجده من فتات الطعام.!
** ربما هو الوحيد في مجتمعه الذي يهتم بتحديد النسل، إذ يحرص على أن لا يزيد عدد أبنائه عن ثمانية، لأن معاش الضمان الاجتماعي يحتسب عدد أفراد أسرة المستفيد حتى ثمانية أشخاص فقط، وما زاد عن ذلك فلا معاش لهم بحسب النظام.!
** في كل صباح.. وعندما يهم بإيصال صغاره إلى مدارسهم، يجد سيارته وقد فاضت روحها من جديد، فيستنجد بالمارة ليساعدوه في دفعها، وعادة ما تنجح عملية الإنعاش هذه، فيبدأ المحرك بالدوران، وتزفر بقوة دخانها الأسود.
** ليست المرة الأولى التي يقوم بذلك، ولن تكون الأخيرة ما دامت قطعة الحديد هذه تجثم أمام باب منزله بحالتها المزرية. ففي كل شهر يعقد العزم على ترميمها من ضمانه الاجتماعي، ليجد في النهاية أن حصة إصلاح السيارة قد استُقطعت لصالح أمر آخر أهم، فيتم ترحيل مخطط تصليحها إلى الشهر القادم.!
** عندما يستلم معاشه من الضمان الاجتماعي، يقضي أيامه الأولى متخفيا ًعن "الديّانة"، حتى يملّوا الوقوف أمام بابه. وفي أحيان يكون الدائنون أكثر مكراً، فينصبوا له فخ التخفي حتى يقع في شركهم. فلا يتركوه إلا وقد أفرغوا ما في جيبه من مال.!
** عندما يمرض أحد أطفاله يهرع به إلى طوارئ المستشفى العام، فيجد الطبيب وقد أعطاه الوصفة قبل أن يتفحص مريضه. هو ذات الدواء لكل داء. في كل مرة يأتي إلى هنا بأطفاله يدرك صاحب"البرستيج" أن قدومه إلى هنا خطأ. لكنه لا يملك خيار أن يذهب به إلى مستشفى خاص لقلة ذات اليد.!
** ليت الأمر يتوقف عند فقره فحسب، بل يتجاوزه إلى الحظ النحس. ذات مرة وبينما يقوم بإيصال عمالة مقابل حفنة من الريالات تسهم في سداد قيمة وقود السيارة. وإذا بدورية المرور تستوقفه لتهديه مخالفة مرورية جرّاء نقله زبائن في سيارة غير مخصصة للأجرة. "فذهب الحمار بأم عمرو.. فلا رجعت ولا رجع الحمار".!