حبة «فياغرا» لو سمحت!
خالد حمد السليمان
إذا شاهدت رجلا يجول طويلا داخل الصيدلية دون التركيز على رف معين فاعلم أنه ينتظر اللحظة المناسبة أو «الفارغة» من الزبائن لشراء الحبة «الزرقاء»، فالرجل الشرقي يتساهل في كل شيء إلا في ما يتعلق بعرضه وسمعة قدراته الجنسية!!
يحكي لي بعض أصدقائي الصيادلة أنهم يتعرفون على زبون المنشطات الجنسية منذ اللحظة الأولى لدخوله الصيدلية، حيث يجري مسحا بصريا للتأكد من خلو الصيدلية من الناس، وعندما يجد الفرصة مناسبة يطلب شراء المنشط بنبرة مثقلة بثقة مصطنعة لا تخلو من السؤال عن تأثيراته الجانبية وأهمها عدم تأثيره على المدى البعيد على قدراته الجنسية الطبيعية، وذلك للبرهنة على أنه إنما يشتريه لغرض محدد وليس لحاجة دائمة!!
ذات يوم كنت داخل صيدلية انتظر صرف الدواء فدخل شاب طلب شراء منشط جنسي بصوت جهوري أمام كل الزبائن وأخذ يناقش البائع بمناسبة هذا الصنف من المنشطات له لعدم شعوره على المدى الطويل بوجود أي تأثيرات جانبية، فقلت في نفسي هذا رجل شجاع يواجه احتياجاته بلا خجل أو تردد كما يفعل كثيرون في المجتمع عندما يمارسون ازدواجية في التعامل مع احتياجاتهم وتلبية متطلباتهم، وهي ازدواجية فرضتها ازدواجية المجتمع نفسه في التعامل مع متناقضاته وخاصة عندما يردد شعارات ومثاليات في العلن ويمارس نقيضها في الخفاء!!
فالرجل الشرقي الذي تتفجر غيرته على محارمه هو نفسه الذي يستبيح معاكسة محارم الآخرين، والذي يشكو من الواسطه هو نفسه الذي يبحث عنها، والذي ينتقد سلبيات المجتمع هو نفسه أحد مكونات هذه السلبية، والذي يطلب حبة «فياغرا» في الخفاء هو نفسه من يفاخر بطاقته الجنسية المتفجرة في العلن!!