مجوهرات معروضة للسرقة!
محمد أحمد الحساني
رغم ادعاء مجتمعنا بأنه مجتمع متحضر، إلا أن تصرفات بعض أفراده تدل على أنه غير ذلك، ومن تلك التصرفات قيام نساء من المجتمع -ممن بسط الله الرزق لأسرهن- بشراء كميات تفيض عن الحاجة من المجوهرات، حتى أن المرأة أو الفتاة الواحدة تكون لديها مجوهرات بمئات الآلاف من الريالات، فإذا كانت في منزلها جعلت تلك المجوهرات تحت عيون وأيدي العاملات المنزليات اللائي ربما دعتهن إلى مساعدتها في لبس بعض ما تكنزه من ذهب ولؤلؤ وجواهر استعدادا للخروج لحضور سهرة أو حفل زفاف، فتبرق المجوهرات في عيون العاملات مع كثافة الأضواء في غرف المنزل حتى يشعرن بالحسد أو الحقد على صاحبة الجمال والدلال، لا سيما إذا كانت لا تحسن إليهن في المعاملة وتعتبرهن من ضمن المخلوقات منحطة القدر، فتبدأ العاملة المنزلية، بدافع من مشاعرها المشتعلة التي تكنها في صدرها، في التخطيط لسرقة مجوهرات (عمتها) عساها العمى! في أول فرصة تسنح لها للقيام بذلك، وعندها تبدأ صاحبة المجوهرات في الصياح والنواح وإبلاغ الشرطة بأن كنوزها قد سرقت، مع أنه كان بإمكانها تفادي كل ذلك؛ إما بشراء ما تحتاجه فعلا و«على خفيف» من المجوهرات، أو بشراء ما يروق لها، لكنها تحفظه في مكان آمن بعيد عن عيون العمالة المنزلية، ولكن ما يحصل هو أن بعض النساء يعرضن مجوهراتهن للسرقة ثم يبدأن في الشكوى مما حصل لهن، وأشد مما ذكر وأنكى أن هذه الفئة نفسها من النساء إذا ما سافرت الواحدة منهن للسياحة في دول عربية أو غربية فإنها تلبس في أصابعها وذراعها المكتنزة وفي حلقها ورقبتها خمسين قطعة من المجوهرات وكأنها محل متنقل لبيع المجوهرات، وتضع الباقي في صندوق صغير محمول، وهي تعتقد أنها بذلك تكيد العذال وتخطف أنظار الرجال والنساء على حد سواء، مع أنها تكون في واقعها صورة لأم حديجان أو خالتي كدرجان!!.. وقد لا تحافظ على كنزها فتعرضه للسطو ثم تشكو ما حصل لها للشرطة وتستنجد بالسفارة والقنصلية!!
وإذا كانت هذه الفئة من النساء تظن أن ما تفعله يؤكد أنها من أسر غنية مفاخرة بذلك، فإن عليهن وعلى أمثالهن أن يعلمن أنه يوجد في الدول المتحضرة نساء أكثر غنى منهن، لكنهن لا يحولن أجسادهن إلى معارض للمجوهرات؛ لأنهن يرين في ذلك خفة عقل وتأخرا في النمو الحضاري وجرحا لمشاعر النساء الفقيرات!!.