عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2009   رقم المشاركة : ( 2 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الملف الصحفي للتربية ليوم الاربعاء 15-12-1430هـ

صحيفة اليوم : الأربعاء 1430-12-15هـ العدد 13319
د.علي عبدالعزيز العبدالقادر
مقرر (التربية الوطنية) .. للبنين فقط !
يحتل مقرر التربية الوطنية في معظم دول العالم المتقدم مكانة رفيعة لأنه يستهدف تحقيق استراتيجية تربوية تتمثل في تأصيل الثقافة الوطنية فكريا ووجدانيا وتطبيقيا في نفوس الأجيال لينشأوا على حب الوطن والاعتزاز بتراثه وتاريخه وأمجاده، وترسيخ القيم والمبادئ الوطنية في نفوسهم، كالتعاون الإيجابي مع الإنسان الذي يعيش معه على تراب الوطن ليشاركه الحقوق والواجبات، وتحمل المسئولية الوطنية بكل إخلاص وولاء لله ثم الوطن من أجل عيش كريم في وطن ينعم بالحرية والعزة والكرامة ويشارك في بناء الحضارة البشرية بكفاءة علمية راقية وعمل إيجابي فعال في انسجام وتعاون على الخير، وتعزيز القيم الوطنية التي تحث المواطن على حب الوطن والمحافظة على مكتسباته والعمل بإخلاص وتضحية من أجل عزته ورقيه، وهكذا تكون أهداف منهج التربية الوطنية وغاياته. ولقد قررت وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية مادة (التربية الوطنية) في مدارس مراحل التعليم العام للبنين منذ ما يزيد على خمس عشرة سنة مما اسعد الغيورين على هذا الوطن، وكان ذلك محل تقدير المهتمين بقضايا التربية والتعليم في البلاد وتلقيت نسخة من مخطط هذا المقررالجديد، وبعد تأملي في مكوناته خرجت بعلامات استفهام وملاحظات منها:
* مادام المقرر يستهدف نشر ثقافة المواطنة فلماذا اقتصر تقريره على البنين دون البنات وهن يشكلن النصف الآخر من مكونات المجتع؟، وسيشاركن البنين في تكوين الأسرة وتربية الأجيال القادمة، وكيف يتحقق هذا الهدف بدون ثقافة وطنية تسهم في تربية الأجيال على حب الوطن وتعزيز الانتماء اليه، وبذلك فإن الوزارة الغت دور المرأة التثقيفي لنفسها ولأطفالها، أما المحتوى المعرفي (أي معلومات المقرر) فإنها وصفية لمؤسسات المجتمع لكنها معلومات جامدة لا تثير انتباه الطالب أو تشوقه الى التأمل الفكري في ارتباطها بحاجاته واهتماماته، مما يفقدها الأثر التربوي المستهدف، ويعيق تفاعل التلميذ مع معلومات المقرر.
أن هذا المقرر يحمل عنوانا عظيما وهو (التربية الوطنية ) وهذا العنوان يعلن بوضوح وشفافية غاية المقرر وأهدافه فهل تحققت غاياته وأهدافه؟ وهل تحققت ثقافة المواطنة في التلاميذ الذين يتلقونه، هل تطور شعورهم بالمسئولية وهل انعكس ذلك في سلوكهم الاجتماعي كالانضباط في تطبيق النظام المروري مثلا، أو الالتزام بنظافة البيئة على الشواطئ والشوارع والحدائق، والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة للغير، وهل نجحت معلومات المقرر في تنمية المفاهيم الوطنية والإيمان بالحقوق والواجبات لكل إنسان يقيم على أرض الوطن من المواطنين والوافدين في إطار القيم الإسلامية والأنظمة المعمول بها؟
وهل تم تطوير وإعداد معلمي هذا المقرر وتنمية مهارات التدريس لديهم لكونه يحتل مكانة جليلة لدى علماء التربية ورجال الدولة بوصفه استراتيجة فعالة، او هل تم تدريبهم على كيفية غرس القيم الوطنية وربطها بالقيم الإسلامية الخالدة التي تقضي بأن حب الوطن من الإيمان؟
وهل تكاملت معلومات المقرر في جميع المراحل التعليمية وطبعت كتبه ، حتي يستغنى عن تللك الأوراق المتناثرة؟ وهل اعتمدت درجات المقرر كغيره من المواد الدراسية الإجبارية؟.
وتبدو الحاجة ملحة بعد مضي اكثر من خمس عشرة سنة على تقرير مقرر (التربية الوطنية) ان يتم تقيم وتقويم نتائج هذا المقرر، ومخرجاته فنيا وعلميا وتعليميا وتطويره ليكون قادرا على تربية المواطن المخلص لوطنه المتفاني في خدمته والمحافظ على أمنه واستقراره، ذكرا كان أو أنثى فكلا الجنسين يشتركان في ذلك، ولا ينبغي اقتصار المقرر على جنس دون آخر حيث تقع المسئولية على الجميع.
إن الواقع الذي نشهده في مجتمعنا كالتهاون في تطبيق التعليمات والأنظمة والقوانين الى حد الاستهتار بها وعدم الاكتراث بتطبيقها هو نتيجة حتمية لفقدان الحس الوطني وللجهل وضعف البرامج التربوية الموجهة.
وأرى ان يدرس مقرر التربية الوطنية على امتداد سنوات ومراحل التعليم العام بعد تحديثه وتطويره للجنسين وتدريب المعلمين والمعلمات على تدريسه وليشمل:
التعريف بالأنظمة وأهدافها، والتعليمات المتصلة بالحركة المرورية وأهمية تطبيقها لسلامة وأمن المجتمع.
التعريف بالبيئة وتنمية الاحساس والوعي بأهمية نظافتها لصحة الناس، وأهمية المحافظة على البيئة الطبيعية والعمرانية والاقتصادية ودور كل إنسان في المجتمع في تحقيق ذلك.
الثقافة الأسرية وتنمية الشعور بأهمية الأسرة في رعاية الأبناء وبر الوالدين والمحافظة على الروابط الأسرية حتى لا تتفكك الأسرة ويضيع أفرادها، والعلاقة الزوجية الخاصة والعامة.
الثقافة الاستهلاكية وتنمية الاتجاهات الاستهلاكية الرشيدة.
تنمية معارف التلاميذ ومهاراتهم للتصرف الصحيح حين الحوادث، وتنمية وعيهم بطرق السلامة داخل المنزل وخارجه.
الاستفادة من المناهج المماثلة في الدول المتقدمة.
alikader77@yahoo.com
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس