عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
مجنونها
موقوف


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2913
تـاريخ التسجيـل : 19-09-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 3,112
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : مجنونها


مجنونها غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مصيبة سيول جدة {لما طغا الماء}

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سجايا الروح مشاهدة المشاركة



كل شيء مسخر بأمره
فإذا قال لها أمطري أمطرت وإذا أمر الماء اجتمع وسال فالتقى الماء على أمر قد قدر ، والضر والنفع بيده سبحانه ، وما يجري من سيول وزلازل وبراكين وسائر جنوده ، إنما هو بأمره وقدره لحكمة يريدها .
والناس ينظرون إلى الظاهر فيصابون بالدهشة وهم يرون السيل العرمرم بدواماته الرهيبة فربما غاب عنهم ماوراء ذلك من الحكم وقديما قال أهل البادية : نعوذ بالله من شر الأعميين والأيهمين أي : " السيل والبعير الهائج " .
ووصفا بالعمى لأنهما لا يتقيان موضعاً ولا يتجنبان شيئاً ، كالأعمى الذي لا يدري أين يسير.
وسميا أيْهَمَين لعدم القدرة على دفعهما فلا هما ممن ينطق فيُكَلَّمُ ولا ممن يعقل فيُسْتَعْتَبُ.

السيل يقطع ما يلقاه من شجر ... بين الجبال ومنه الأرض تنفطر


حتى يوافي عباب البحر تنظره ... قد اضمحل فلا يبقى له أثر

وكان هذا مشاهدا في سيول جدة .. مياه تتدفق من كل مكان ، لا حواجز توقفها ، ولا جدران تصدها ، تدمر كل شيء أتت عليه من أخضر ويابس ، وصغير وكبير ، ورجل وامرأة ... فابتلع السيل سيارات بركابها وبيوتا بسكانها .. حتى صارت الجثث تطفو فوق سطح الماء قال أحد من شهود العيان : قمت بِعدِّ الجثث التي تطفو على الماء من حولي ويجرفها السيل، فبلغت (38) جثة رأيتها بعيني.

المصاب عظيم .
فعائلات فقدت بكاملها رجالا ونساء وأطفالاً ... وجثث ملقاة على الأرصفة وعالقة بالأعمدة والأشجار وأخرى تستخرج من الحفر والمستنقعات ومن تحت الركام وحطام السيارات
وميتان : طفل في حضن أبيه . ورجل يسير مع أربع نسوة ، فيأتي السيل فيخطف إحداهن أمام بصره ، فيمسك بالثلاث وهو يراها تغرق أمام عينه لا يقدر على شيء، ثم يخطف السيل الثانية ومن بعدها الثالثة والرابعة وهو ينظر حتى اجتاحه السيل هو أيضاً.
وآخر وجد أمه على مسافة بعيدة بعد أن حبسها عمود .
وهذا زوج مكلوم ظل يبحث طوال الأيام الماضية عن زوجته المفقودة في السيل ، ولم يترك مكاناً إلا أتاه مستمسكاً بالأمل ولو أن يجد جثة زوجته ... ، وعلى بعد 12 كيلو مترا من مقر منزله عثرت فرق الإنقاذ على جثة زوجته، ولما حملت الجموع الجثة، علا صوت الزوج بالبكاء في مشهد أبكى معه العشرات ، وامرأة تقول : رأيت جارتي وأطفالها الخمسة يموتون أمام عيني. ورب أسرة يقول: أنا وأولادي من اليوم الثامن حتى ثاني يوم العيد لا مأوى لنا إلا سيارتنا التي نتحرك بها .
والكثير من الناس ذهبت أصول مكاسبهم أو تضررت تضرراً بالغاً ( من ورشة، ومصنع، ومخزن ومحل ... )
لا ماء .. ولا كهرباء ..انهيار وبكاء.. وبيوت تصدعت على وشك الانهيار ، وأرامل وأطفال يقيمون في العراء ، والقمامة أرتال كالجبال ، ومستنقعات في وسط الأحياء ، تحوم حولها الحشرات. .. ومساجد كاملة مقفلة: لا سجاد ، لا مصاحف ، لا كهرباء ، و80 %من سكان المناطق المنكوبة غير موجودين الآن في بيوتهم... واستخراج الجثث لازال قائما حتى الساعة

لِكُلِّ شَيءٍ إذا ما تمَّ نُقصَانُ ... ... فلا يغرُّ بطِيب العَيشِ إنسانُ


فجائع الدنيا أنواعٌ منوعـةٌ وللزمـان مسراتٌ وأحـزانُ


ووَهَذِهِ الدَّارُ لا تبقِي على أحدٍ ... ولا يدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شانُ


الإيمان بالقدر شفاء لما في الصدور
ووقد بين تعالى الحكمة من كتابة الأقدار فقال : {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ }الحديد23 فلا عجب أن تجد بعض المصابين ممن ربط الله على قلوبهم كانت نفوسهم طيبة في تلقي البلاء وبعضهم يواسي بعضا.


لا يغني حذر من قدر .
فالموت مدرك جميع البشر لا محالة ، ومهما هرب منه الإنسان فلا بد أن يأتيه ، وقد رأينا أناسا امتنعوا عن الذهاب للحج خوفاً من الأنفلونزا ، فإذا بالموت يأتيهم في بيوتهم {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} .الجمعه8
وآخرون توكلوا على الله وذهبوا للحج ، فكان سببا في سلامتهم .
وبنت أصرت قبلها بليلة على البقاء عند عمها في زيارة عائلية لتبقى نظرات الحزن ساهمة وهي تفكر في أسرتها التي ماتت كلها .
وهنا تذهب بعض أذهان الناس مذاهب عجيبة غريبة في طرائق التفكير واتخاذ القرار ، فهذا رب أسرة ربط أفراد أسرته بحبل واحد معا وقال : إما أن ننجو جميعا أو نهلك جميعا !!

دام للمنتديات عطاءك
وبارك الله في شيخنا الفاضل فكأنه وضع النقاط على الحروف
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس