نساء يخسرن الوظيفة ويكتسبن السعادة
الزوجة السعيدة من تكون العاملة أم ست البيت? الحاكمة أم المحكومة? ماهي الصورة النموذجية للعلاقة الزوجية التي يمكن ان تعيد لهذا الارتباط المقدس جاذبيته المعهودة على مدى الزمن? هل هي العلاقة القائمة على الندية الكاملة أم العلاقة الكلاسيكية التي يتمتع فيها الرجل بمطلق الصلاحيات? أم هي حالة تقبع في نقطة معينة بين هذه الحافة وتلك؟
المنطقة المحظورة تقول موضي السبيعي (معلمة علم الاجتماع): الزوجة السعيدة هي التي تتكيف مع بيتها فتلتزم بشرع الله ولا تتأثر بما يجري حولها، والمرأة العاملة هي التي اتخذت دورين، دور العاملة ودور ست البيت المستقلة بشخصيتها وقد حققت ذاتها بتوازنها بين متطلبات العمل وواجباته وبين البيت وحقوقه ومن هنا تكون قد حققت ذاتها، وفي الوقت الحالي أصبح هناك ما يسمى الزوجة العاملة تحت الطلب للزواج، أما الصورة النموذجية للحياة الزوجية فتعتمد على التقارب والتفاهم والتنازل عن بعض التوافه فالاشياء الصغيرة البسيطة التي تنغص الحياة الزوجية والاعتقاد الجازم من قبل الزوج والزوجة أَن حياتهما الخاصة مملكتهم وهي منطقة محظور الدخول فيها لأي كان في بعض المشاكل. وتقول صالحة ناصر: إن الصورة النموذجية للعلاقة الزوجية الناجحة تبدأ باختيار الزوج المناسب والزوجة المناسبة وإن أرادت الاسرة اسعاد أبنائها وبناتها عليها سابقا أن تبين لهم معنى الحياة الزوجية وأن الحياة الزوجية لها مقومات اخرى غير الحب فالعشرة الزوجية وتربية الابناء والتجاوز عن الاخطاء والتعاون في حل المشكلات وعدم التدخل من قبل أيا كان إلا إذا دعت الضرورة فهي من الامور الهامة في بناء الحياة الزوجية المتينة. اتباع تعاليم الدين وتقول أم تركي (معلمة) إن الزوجة السعيدة هي ست البيت لأن المرأة تجد نفسها في بيتها ومع زوجها، أما العلاقة النموذجية للعلاقة الزوجية فهي تلك العلاقة القائمة على قيم وأسس الدين الاسلامي الحنيف وعلى المودة والرحمة والألفة ين الزوجين. السيدة نادرة (موظفة) تقول: المسألة نسبية فلا نستطيع ان نحدد السعادة الزوجية على هذا الأساس أساس العمل أو البقاء في البيت وتعتقد أن المرأَة لو توفر لها ما تحتاجه في البيت فالأَفضل هو أَن تكون ربة منزل لأن بعض النساء يأخذن العمل او الوظيفة للتسلية والترفيه عن النفس وللخروج من المنزل فقط، أما العلاقة الزوجية المتكاملة فخير الأمور الوسط أن تكون في حالة وسط بين الندية والكلاسيكية وترى أن المرأة الخاضعة او المحكومة هي المرأة السعيدة. البحث عن الحل بهدوء أما صالحة ناصر فتقول ليس المهم أن تكون الزوجة السعيدة عاملة او ربة منزل ولكن المهم أن تكون متفهمة لطبيعة العلاقة الزوجية القائمة على التفاهم وأن تتغاضى عن الهفوات الصغيرة التي تصدر من زوجها وأن تبحث بهدوء عن طريقة لحلها. وترى معلمة دراسات اسلامية أن الصورة النموذجية هي تلك الصورة الواضحة التي تراها الزوجة بكل وضوح في زوجها بدون لف او دوران، وست البيت هي الزوجة السعيدة لأن الله لم يخلقها إلا للمكوث في البيت لكن كسرت هذه القاعدة.. وتقول معلمة لغة عربية إن الصورة النموذجية للعلاقة الزوجية هي التي تقوم على التفاهم بين الطرفين وتبادل الآراء حتى تصل السفينة الى بر الأمان. المرأة العاملة مقصرة وأما السيدة مها.. وهي زوجة وأم لطفلين فترى أن الزوجة المسيطرة (القوية) هي السعيدة وتقول: أَنا زوجة خاضعة، والمرأة في حياتها الزوجية في مقابل التغاضي عن بعض الهفوات إلا انها يجب ألا تتغاضى عن أشياء أخرى أما ربة المنزل فهي السعيدة لأن الموظفة أو العاملة لا تستطيع التوفيق بين متطلبات بيتها بما فيه من زوج وأولاد وبين واجبات عملها مهما حاولت تبقى مقصرة في أحد الأمرين أو كليهما وتقول إن المرأة تعمل لظروف مادية واقتصادية تلك الظروف هي التي تدفعها للعمل أما العلاقة النموذجية فهي العلاقة القائمة على الوسطية بين الندية والكلاسيكية، فقديما لم يكن للمرأة مجال للعمل سوى (الدلالة) وهي أن تبيع بعض الأغراض وما تكسبه من ذلك لا يسد رمقها لذلك فهي تضطر أن ترضى بواقعها. سألنا معلمة اللغة العربية نجاة سلمان الحربي فقالت: إِن ست البيت العاملة هي التي تحقق سعادتها في عقر دارها، وتحقق كيانها في لبنة مجتمعها لهي السعيدة التي تنفذ رغبتها من خلال أحكام زوجها التي يصدرها بعد أن توحي له بها من غير أَن يشعر. والصورة النموذجية هي أن تتخذ من نهج بيوت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع زوجاته قدوة لنا فالمرأة يجب أن تجعل الرجل يأخذ بيدها على طريق الجنة والرجل يجب عليه أن يجعل من المرأة سكنا له، فكل شخص منهم يكمل الآخر ولابد أن يكون الصمام الذي يربط بين دفتي الزوج والزوجة الحب فلا تتأثر احدى الدفتين على حساب الأخرى. لكل منهما دور أما المعلمة إيمان الشهري فقالت: اعتقد أن الزوجة السعيدة هي ست البيت المتعلمة ولكن بشروط. والحياة الزوجية في نظري تكون سعيدة إذا لعب الرجل والمرأة دورهما بأن يقوم الرجل بالنفقة والمرأة بالتربية داخل المنزل وكل ذلك لابد أن يقوم على أسس دينية فالدين هو أساس الحياة الزوجية السعيدة ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزوجته السيدة عائشة القدوة الحسنة، ولا يعني أبداً أن وجود المرأة في المنزل الاقلال من شأنها وإذا كان هناك نساء يعانين من التواجد في المنزل أو من التسلط والإهانة من قبل الزوج فإن ذلك يعود الى شخصية الرجل ومدى بعده أو قربه من الله عز وجل فهناك الكثير من الرجال في مجتمعنا الشرقي حاصلون على درجة الدكتوراة مثلا وهم في الواقع من المناصرين للجاهلية وذلك يتجسد في تعاملهم مع المرأة بشكل عام ومع زوجاتهم بشكل خاص وعموما هذا المثال لا ينطبق على الكل. سعادتها بيدها وتقول (س. الزهراني) معلمة لغة عربية: لا ترتبط السعادة بطبيعة ظروف المرأة فقد تكون المرأة العاملة سعيدة ومسيطرة على جميع مملكة بيتها كذا ربة المنزل فالمرأة هي التي تجلب السعادة أو تقضي عليها بأي حال من الاحوال وإِن اختلفت طبيعتها كونها عاملة أو لا.. ومن وجهة نظري أن العلاقة النموذجية ليست هي الندية فقد جعل الله لكل مخلوق وظيفته فللمرأة وظيفتها وللرجل وظيفته قال تعالى (وفضلنا بعضكم على بعض) الآية، وقال: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله..) الآية. كذلك كبت حرية المرأة باستئثار الرجل برأيه مرفوض.. إذن هي حالة تقبع بين الندية والكلاسيكية. رأي علم النفس التقينا الاخصائية النفسية نادية عقيل.. فقالت: السعادة شيء نسبي فكل امرأة لها متطلبات تختلف عن الاخرى، ولها نظرتها الخاصة للحياة فما يسعد امرأة لا يسعد أخرى لأن لها شخصية ذات صبغة خاصة ومميزة كبصمة الانسان. المساواة مرفوضة لأنها ليست في قاموس الدين الاسلامي فالرجل رجل بكل ما جبله الله عليه والمرأة امرأة بكل ما تحمله من صفات ومعاني الانوثة، وهذا من حكمة الله عز وجل في الحياة حيث جعل لكل دور يتقنه على ذلك فالرجل له وظائفه والمرأة كذلك وإلا لما احتاجت المرأة الى الرجل والرجل للمرأة، فكلٌ منهما يكمل الآخر ولا يكتمل الواحد منهما دون الآخر ولو بدلت الادوار وأخذ كل من الزوجين دور الآخر لنشأ اطفال غير أسوياء في الغالب لأن الموازين الصحيحة تختل حينئذ عند الطفل. وكثيراً ما تنشأ الخلافات الزوجية نتيجة عدم فهم احد الاطراف لنفسه فهو لا يعرف ماذا يريد وبالتالي ينعكس ذلك على الطرف الآخر فتكون الصورة مبهمة وغير واضحة فلا يفهم الطرفين بعضهما والتفاهم من أهم مقومات الزواج الناجح، او اجبار الطرف الآخر على تغيير طبائعه وليصبح الشخصية التي يرسمها لها (كن كما أريد) أو وعدم التنازل عن بعض الامور وبعض الاشياء الصغيرة. ولكي تستقيم الحياة الزوجية وتنجح يجب ان تبنى على أساس من الدين الاسلامي الذي يبدأ باختيار الزوجة المناسبة والزوج المناسب بواقعية وعقلانية ومنطقية بعيدا عما ترسمه الفضائيات وما ترميه من حبال واهية يتمسك بها الأبناء حتى يصطدم الواحد فيهم بالواقع كما ان النظرة الواقعية تساعد على تجاوز العقبات فكلما كان الانسان أَكثر عقلانية ومنطقية كان أَقوى وأنضج في اتخاذ قراراته، ثم الصراحة والوضوح من قبل الأهل في تقديم ابنتهم أو ابنهم بدون غش او تدليس بذكر جميع ما يحمل من صفات سيئة او حسنة لأَن الحياة الزوجية مليئة بالمتاعب والضغوطات التي لا يستطيع أن يتجاوزها الانسان غير السوي وأجراء الفحوصات قبل الزواج لأن كثيرا من الامراض العقلية تنشأ بسبب الوراثة ، ثم محاولة التفاهم في السنة الاولى من الزواج، الى جانب الوضوح فيبين كل طرف للآخر ما يحب وما يكره حتى لا يتسبب ذلك في تراكمات نفسية فيصعب حلها فيما بعد، ولأن المرأة تتحكم في قراراتها العاطفية قد تتسامح فيما لا يجب التهاون فيه او التغاضي عنه، حل المشاكل فيما بينهما بدون أن يشعر طرف ثالث بما بينهما لأنه سيتحيز بشكل أو آخر الى احدهما. وأن يستشيرا اخصائي إن دعت الحاجة لذلك، كما أَن التعاون بينهما والمشاركة في الاعمال المادية والمعنوية شيء مطلوب حيث يشعر كل منهما باهتمام الآخر به وان تضع الزوجة نصب عينيها أَنها مسؤولة عن بيتها إِن كانت موظفة وأَن تحاول التوفيق بين البيت والعمل. رأي الدين سألنا معلمة الدين السيدة معدية فأجابت: السعادة بالنسبة للزوجة ليست أن تكون حاكمة أو محكومة ولكن أن تكون حكيمة، عاملة كانت أو غير عاملة ولو كانت غير عاملة فإنها توجه كل طاقة حكمتها لبيتها فتكون حكمتها اكثر لأن المرأة العاملة مهما حاولت التوفيق بين العمل والبيت إلا أنها تبقى مقصرة. والوسطية هي الصورة النموذجية للعلاقة الزوجية ففي الوسط رفقاً بالمرأة والرجل والوسط في الأمور كلها (ولتكن منكم أمة وسط) في السلوكيات والتعامل، والمرأة حتى تشعر بسعادتها عليها ان تتذكر وصية الاعرابية لأبنتها (كوني له أمة يكن لك عبداً) وقد حرص الرسول (صلى الله عليه وسلم) على مبدأ الوسطية وطبقه في منهج حياته حتى أصبحنا نراه واضحاً جليا فكان يعدل بين زوجاته في المبيت وفي الطعام والشراب وفيما كان في طاقته ثم تبعه نساؤه على نفس النهج في تعاملهن مع الأمة. والمرأة العاقلة تبني بيتها والسفيهة تهدمه، ومن المفترض أن تتعامل المرأة مع الزوج على أنه معين على الخير والصلاح.
المرأة العاملة ترمي نفسها في مصائب الخدم
الرياض ـ فوزية الحربي يظل هاجس الأطفال والخادمة هو الاكثر لدى المرأة الموظفة حيث تترك ابناءها الصغار بيد الخادمة وتخرج للعمل ويظل فكرها مشغولا بهم، وقد كان للقصص التي تروى دور كبير في قلقهن.. دنيا قامت بزيارة لغرفة المعلمات التي كانت تدور كلها حول الخادمة والأطفال.. روت المعلمة سلمى الضاحي أن جارتها لاحظت بأن ابنتها ذات الخمس سنوات تمارس سلوكا غريبا فما كان منها إلا أَن استخدمت جهاز تصوير بالبيت اثناء خروجها وشاهدت ما اصابها بالإحباط حيث شاهدت الخادمة تمارس طباعاً شاذة مع ابنتها الصغيرة مما دفعها لضرب الخادمة وطردها من البيت وتقديم اجازة استثنائية لعام كامل حتى تستطيع إعادة توازن ابنتها ورعايتها.. أما المعلمة العنود الحمد فتقول أصيب طفلي بمرض غريب في الامعاء وطال ترددنا على الاطباء وقد نصحتني صديقتي بأن أراقب الخادمة عندما أكون خارج البيت وبالفعل شاهدتها من خلال الكاميرا وهي تضع اشياء غريبة ووسخة داخل زجاجة الحليب. المعلمة مها تقول: طفلي ذو الخمس سنوات كان يقول عبارات ويصف أشياء استغرب كثيراً من أين عرفها بهذه الدقة.. بعد مراقبة مني ومن والده أتضح أن يشاهد الشغالة والسائق يقومان بأعمال سيئة أمامه. كانت مخاوف المرأة الموظفة كثيرة حول هذا الموضوع وأشدها وقعا هو التحرش الجنسي لأطفالهم من قبل الخدم، وقد شاركتنا بهذا الطرح ماجدة العبيد المشرفة الاولى بشعبة التوجيه وارشاد الطالبات حيث قالت لابد أن نضع في اعتبارنا أننا إذا قسونا على الخادمة أو تعاملنا معها بأسلوب غير لائق فإن ذلك ينعكس على تعاملهن مع ابنائنا وبناتنا، لا يمكن لنا أن نتخيل ماهو التصرف الذي يلقاه أطفالنا. وماهي المعاناة التي يلقونها انتقاماً منا.. قد يخطر ببالنا الضرب، الاهمال ولكن لم يخطر ببالنا ما يجرح كرامتنا ويجرح نفسية أطفالنا.. إنه التحرش الجنسي بالأطفال إن ما عرض من قصص هي نتاج حقيقي لمعاملة بعض الأَهل للخدم وإهمال الرقابة الأولية لهم ولكن لابد أن نكون على وعي كامل بما يدور حولنا وكيف يمكننا أن ننقل هذا الوعي والإدراك لأبنائنا وأطفالنا الصغار فالإيذاء الجنسي على الأطفال أحدى الظواهر البالغة الأثر في نفسية الاطفال وشخصياتهم المستقبلية والتحرش له صور عديدة منها: اللمس او السلوك الجنسي مع الطفل وتعريف الطفل للمواد الجنسية الاباحية مثل الافلام او الصور او الممارسة بين الكبار. وهذه الحالات لا يمكن الكشف عنها ولا التدخل لحماية الطفل بسبب خوف الطفل وحساسية الموضوع مما يدفع الكثير الى تجاهل الموضوع أو نسيانه، ولكن قد يكتشف عن طريق الصدفة أو يستمر مع الشخص الى أن يكبر. ويمكن أن يكون التحرش بسبب الانتقام أو لتحقيق الرغبة لدى الشخص لذا يمكن أن يقوم به أقرب شخص في المنزل لا يمكن للإنسان الشك به وهو الخادمة أو الخادم أو الطباخ أو السائق سواء كان يمارس مع الطفل أو المراهق. كيف نستطيع أن نوعي اطفالنا من هذه الناحية? أن يثقف الطفل ثقافة جنسية منذ بدء العام الثاني لابد أن يعرف من قبل الأم أن هذا الجزء من جسمه لا يمكن ان يلمسه أحد لأنه ملك له. لابد أن يتعلم الطفل كلمة (لا) فعندما يقترب منه أحد ويبدأ بالصراخ إذا شعر بالخطر. لابد أن تكون العلاقة وثيقة بين الأم والطفل حتى يلجأ اليها دائما عند الخطر وتعليه بضرورة أخبارها عن أي شيء يحصل له. تصديق الطفل عن أي موقف أو كلمات يرددها ومتابعة الوضع مثل (مراهق يشتكي من الخادمة) فلم يصدق أهله حتى يحصل موقف مفاجىء جعلهم يشعرون بأن صحة أبنهم وحياته أهم من العيش مؤقتا بدون خادمة. عند الشعور بأن هناك شيء حدث بالفعل لابد من اللجوء للمختصين. غالبا ما يُهدد الطفل أما بالقتل أو قتل والديه أو قد يحصل طلاق بين الأم والأب ويتشرد الطفل أو يعطى الطفل بعض الحلويات والألعاب، لذلك يجب على الأم أن تكون متابعة لأطفالها وأبنائها وتتعرف عليهم عن قرب ويجب أن تكون يقظة لا تأمن عليهم من الخدم ولا تتركهم لفترة طويلة ولا ترسلهم مع السائق بدون مراقبة فكم من المشاهد المؤذية نراها ونحن أمام أبواب المدارس وكأن السائق الأب الحنون الذي يحتضن أبنته خوفاً عليها.
http://www.donyanp.com/almaraa_almugtamaa.htm