عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2009   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أخــبــار ومنوعات الاربعاء22 ذي الحجة 1430هـ -

تركي الدخيل

حتى لا تستغل الأحاديث!

استشهدت بالحديث الصحيح عندما سئل النبي (عن ضالة الغنم، فقال: لك أو لأخيك أو للذئب) وانتقدت توظيفه السيء من قبل البعض. فحذفت "ضالة الغنم" وبقيت "لك أو لأخيك أو للذئب"! وهو اجتزاء يفعله السراق والفاسدون مع الحديث لتبرير النهب. وهو ما قصدته في استشهادي به قبل أيام. لم أكن أعترض على حكم اللقطة كما هو موضوع الحديث، بل كنت أنتقد استخدام حديث اللقطة للقط المال العام. كما يستغل الزنديق القرآن لقراءة "ويل للمصلين" منزوعة من سياقاتها!
ظنّ البعض – كالعادة – أنني أنتقص من الحديث الشريف، بينما كان عنوان المقال واضحاً "فقه الفساد" هناك أناس وضعوا للفساد فقهاً خاصاً، ويذكر أحد المطلعين على سير بعض الفاسدين، أنه كان يسرق ويقول متمتماً بابتسامةٍ صفراء "نحن من العاملين عليها"، مع أن الآية نزلت في الزكاة، هذه هي الكارثة أن توظف النصوص المقدسة لتبرير الممارسات الذاتية القبيحة، ولا أقبح من السرقة المبررة دينياً.
ما أردت قوله كان واضحاً: أبعدوا النصوص المقدسة عن تبريركم للفساد. لا يمكن لأمة تحترم نصوصها أن تتركها بين يدي بعض من يقومون بتأويلات منبعها الذاتي. والرسول عليه الصلاة والسلام كان ينهى عن استغلال النص لتبرير الفعل الصادر من الذات ونوازعها. وحينما أرسل سرية أوصاهم قائلاً: " فإن هم أرادوك أن تنزلهم على حكم الله تعالى فلا تنزلهم، فإنكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم، ولكن أنزلوهم على حكمكم، ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم".
قال أبو عبد الله غفر الله له: وأبشع ما استغلت به النصوص نوازع الذات، وما استدلال البعض بنصف حديث اللقطة، لغرض تبرير التقاط المال العام إلا خير شاهد على الاستهانة بالنصوص المقدسة. أنزلوا أحكامكم الشخيصة، ورغباتكم الذاتية، ولا تجعلوا بينكم وبين الخطيئة حديثاً، بل اعرفوا نزغاتكم واقضوا عليها، وانظروا إلى حجم الكارثة التي نزلت بمجتمع كبير جراء الاستهانة المخزية بمد اليد على المال الذي أمنكم الحاكم عليه. هذا ما أردت قوله في "فقه الفساد" المقالة التي ظنّ البعض أنني أجعل نص الحديث سبباً في انتشار السرقة، بينما ما قلته إن استغلال أولئك لنص الحديث واجتزائه هو سبب تبريرهم لسرقاتهم.
هل سينتهي التنظير للفساد؟ هل سينقرض فقه الفساد؟
هذا ما نتمناه!
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس