[صقر قريش]

صحيفةاليوم : الاربعاء 22-12-1430هـ العدد : 13326

المرشد الطلابي الذي نريده
محمد فايع
عزيزي رئيس التحرير
أسمع كثيراً عن عدم رضا العاملين في ميدان التربية والتعليم عن المرشدين الطلابيين وأن بعضهم قد قصر في دوره وأهمل في رسالته على الرغم من أن لجان التوجيه والإرشاد في مدارسنا اليوم يعول عليها دور كبير في متابعة المستوى التحصيلي للطلاب وتذليل الصعاب أمامهم ووضع حلول لمشكلاتهم ومتابعة مدى تقدمهم الدراسي من خلال البرامج والأساليب العلاجية التي يعدها المعلمون لطلابهم المتأخرين عن زملائهم وتحليل النتائج الفترية والفصلية. ودور المرشد الطلابي في وسط هذه اللجنة دور حيوي ومهم ويتعاظم خلال المرحلة الراهنة التي تشهد فيها المرحلة الابتدائية بتطبيقه لائحة التقويم المستمر للمهارات والمعارف والعلوم مكان اللائحة القديمة التي كانت تعتمد على الاختبارات الفصلية ودرجات أعمال السنة وأسلوب واحد هو الاختبار التحريري بينما اللائحة الجديدة تحظى بأدوات متعددة للتقويم وتقوم على أساليب تدريبية إن قلق القادة التربويين والمسؤولين عن التربية والتعليم من ضعف بعض المرشدين الطلابيين وعجزهم عن القيام بالدور الكبير في المرحلة الجديدة للتقويم وبعد تنامي حالات الاعتداءات والعنف الطلابي الموجه للمعلمين أو العكس ومصدر القلق كما أعتقده أنا. إن بعض من يمارس التوجيه والإرشاد في مدارسنا ليسوا من المختصين، فبعضهم تخصصه بعيد كل البعد عن ممارسات المرشد وما درسه حول وعن حياة الفرد والمجموعات وتأثير السلوك الفردي والمشكلات النفسية ومعرفة التغيرات التي تطرأ على الطالب أو على جماعة الصف أو المدرسة أو فهم الأفراد وخصائصهم النفسية والاجتماعية وتفسيرات السلوكيات وطرق البحث والاتصال الفعال ومن درس في تخصص علم الاجتماع أو علم النفس أو في أحد فروع العلمين يعلم ماذا أقول؟ وماذا أقصد حول ضرورة الإلمام العلمي والمعرفي بمهام العمل ربما بعضكم قد تكون له وجهة نظر في أنه ليس شرطاً التخصص؛ فقد ينجح في التوجيه والإرشاد من تخصص في الجغرافيا أو اللغة العربية وأنا أجدني أخالف صاحب هذا الرأي فالتخصص والمهارة مطلبان. وقد يتقن كل شخص عملاً بعيداً عن تخصصه ولكنه لن يلم بمتطلبات ومهارات العمل الذي لا ينتمي إلى تخصصه ولعلني أفسر عدم رضا وقلق بعض مسؤولي التعليم من المرشدين الطلابيين وأعمال التوجيه والإرشاد أن ذلك بسبب أن هناك أعداداً كبيرة من المرشدين الطلابيين ليسوا من أهل الاختصاص هذه الحقيقة المرة التي قد يتجرعها من لا تعجبه الحقيقة ولهذا نجد أن غالبيتهم يصب اهتمامه على تعبئة السجلات هذا إذا اجتهد في التعاطي معها من بداية العام وبعضهم يغطي على ضعفه بكثرة النشرات والمطويات وإن كانت من ضرورات الدور التوعوي الذي يجب أن يقوم به المرشد ليوضح ما غمض ويعمل على تعميق المدرسة بالبيت والمجتمع الخارجي. وأذكر حديثي مع مرشد طلابي من خارج التخصص (علم الاجتماع، علم النفس، الخدمة الاجتماعية) عندما سألته عن أنواع الخدمات التوجيهية التي يمكنه أن يقدمها لطلاب المدرسة فكان ما ذكره لي لا يعدو أكثر من تقديم النصح والموعظة وكنت أقصد خدمة (المنهج الإنمائي) الذي يعزز كفايات الطلاب و(المنهج الوقائي) الذي يسعى إلى صد المشكلات عن الطالب قبل أن تحيط به و(المنهج العلاجي) والذي يتمحور في تقديم برامج وحلول وعادة يستقيها من المعلمين ومن بيانات سجلاته، المرشد الطلابي عمله اليوم مهم ودوره جسيم وفي مدارسنا مرشدون طلابيون لا يمكن لمن يتعامل معهم زميلاً أو ولي أمر إلا ويثني على جهودهم البارزة وخطورة عملهم أن عندهم تنصب كل البيانات والمعلومات ومنهم تستقى حالة المدرسة التعليمية وعندهم قد ترصد جهود معلمي المدرسة والطلاب يرون في المرشد الطلابي الأب الرحيم والأخ الحنون الذي لا يحمل العصا ولا يستخدم العقاب اللفظي ولا يتبرم من أعباء العمل ولا يشكوه طلابه وهو كاتم أسرارهم وطبيبهم القريب منهم وبحكم قربي من مشرفي التوجيه والإرشاد أشهد أنهم يرسمون الكثير من الخطط والبرامج التي تنهض بالمرشد الطلابي ليحقق دوره في مرحلة مهمة من مراحل حياتنا لكثرة مصادر المعرفة والتعليم في هذا الزمن ولحاجة الطلاب لخدمات المرشد لكثرة المشكلات الأسرية بسبب الطلاق والتحولات الخطيرة، ولكن يبقى الأهم من هو الذي يحرص على الاستفادة ليفيد في مجاله؟ نتمنى وندعو الله
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13326&P=10